إلى أين تصل تحركات سفير الاتحاد الأوروبي في ليبيا؟
© Sputnik . MAHER ALSHAERYعلم ليبيا
© Sputnik . MAHER ALSHAERY
تابعنا عبر
جولات وتحركات كبيرة قام بها سفير الاتحاد الأوروبي في ليبيا، مع العديد من الشخصيات الرسمية وغير الرسمية في ليبيا، فلم تتضح المساعي من هذه اللقاءات. فهل بالفعل يسعى الاتحاد الأوروبي لحل الأزمة في ليبيا، أم أنه يسهم في بقاء الانسداد السياسي الحالي من خلال دعمه لبعض الشخصيات في المشهد السياسي الراهن.
تحركات مريبة
وفي هذا الإطار يقول المحلل السياسي إدريس أحميد، إن دول الاتحاد الأوروبي كان لها دور كبير في التدخل في عام 2011، والسؤال ماذا كانت تتوقع أوروبا من ليبيا بعد عام 2011، إذ أنها توعدت الليبيين بالديمقراطية، ولا ننسى دور أمريكا التي قادت هذا الدور وقامت بتسليمه لدول أوروبية كبريطانيا وفرنسا.
وقال أحميد في تصريح خاص لـ"سبوتنيك":
ليبيا دولة مهمة وتعد هي بوابة إفريقيا الحقيقية وتعتبر ممر هام من جنوب لشمال القارة الإفريقية، وهي دولة ترتبط بعلاقات مع دول الاتحاد الأوروبي، ولديها ثروات هامة بالنسبة لدول أوروبا منها النفط الليبي الذي يعد من مصدر هام لأوروبا وربما يرتبط الأمر في قرب ليبيا من دول أوروبا، وهناك مصالح أخرى عديدة.
ويعتقد بأنه ما لم يتحسن الوضع في ليبيا، فإن أوروبا سوف تتأثر بشكل كبير، والاتحاد الأوروبي يعرف مواضع الخلل ويعرف آليات الحل، ويقول بأن دول أوروبا منقسمة، وأن إيطاليا لديها مصالح في ليبيا تختلف عن مصالح فرنسا، وفرنسا وبريطانيا كلها تبحث عن مصالحها في ليبيا، وتركيا وألمانيا كل دول لها مآربها في ليبيا.
وأضاف أن هذه التحركات الأوروبية يجب أن تبحث بكل جديه عن استقرار ليبيا، لأن ما يحدث في ليبيا سوف ينعكس على الاتحاد الأوروبي وخاصة مواضيع الهجرة غير الشرعية.
وأعتبر أن دور أوروبا غير فعال في حل الأزمة حتى اللحظة، ويمكن القول بأن كل دولة في أوروبا تتحرك وفق مصالحها، مؤكدًا بأن هناك خلافات كبيرة في الاتحاد.
وأضاف:
في الأعراف الدبلوماسية أن هناك لقاءات رسمية بين الشخصيات السياسية والشخصيات الاعتبارية وهذا أمر طبيعي، أما اللقاءات التي قام بها سفير الاتحاد الأوروبي لم يتم تصنيفها وعلى اعتبارات كانت، ومن الواضح أن ليبيا بعد 2011 أصبح الكل يتدخل في الشأن الليبي ويتحرك بحرية تامة بين الشخصيات السياسية والاجتماعية.
وشدد على ضرورة الالتزام بالأعراف الدبلوماسية وتحديد المقابلات الرسمية للمبعوثين والسفراء المعتمدين لدى ليبيا، لأنه هناك سفراء ومنظمات تتحرك بشكل مريب في ليبيا يخال فالسيادة وكل الأعراف الدبلوماسية، لأنه وصف هذه اللقاءات جاءت في ظروف غير واضحة وغير مقبولة، ويجب أن تحدث مثل هذه اللقاءات.
وأكد بأن مثل هذه اللقاءات تخالف كل تصريحاتهم بخصوص استقرار الوضع في ليبيا، وقال: "هم على دراية بالعرف الدبلوماسي وعلى معرفة الأطراف الموجودة في المشهد والتي يجب التباحث معها، ولكن ما يحدث منهم في مثل هذه الأمور توحي بأن هناك شبهات تخالف تصريحاتهم بخصوص استقرار الوضع في ليبيا".
وأشار بأن الشارع الليبي يرفض تماما هذه التحركات للمنظمات والسفراء الذين يقومون بتحركات عشوائية، بدون التنسيق مع مؤسسات لدولة الرسمية كالحكومة ووزارة الخارجية وغيرها من الجهات المخولة بذلك.
صفقات تحت الطاولة
ومن جهته يرى المحلل السياسي حسام الدين العبدلي، في تصريح خاص لـ"سبوتنيك"، أن تحركات سفير الاتحاد الأوروبي غير صحيحة بالكامل مثلها مثل تحركات باقي الدول الأوروبية مثل إيطاليا وفرنسا وألمانيا، تجد لهم صور مع بعض السياسيين في بيوتهم وهذا الأمر متكرر منذ حكومة فائز السراج رئيس حكومة الوفاق الوطني حتى الآن.
ولكنه قال:
الحديث يدور الآن حول سفير الاتحاد الأوروبي في ليبيا نيكولا أورلانو، حيث أن الشبهات تدور حوله، خاصة بعد لقاء بعلي الدبيبة في بيته في مدينة مصراتة، وبأنه لا توجد صفة رسمية للثاني تخوله باستقبال شخصيات رسمية دبلوماسية كسفير الاتحاد الأوروبي.
وأوضح بأن علي الدبيبة ليس لديه أي صفة رسمية عدا قرابته برئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة.
وتابع العبدلي أن هذا الأمر دليل على أن الاتحاد الأوروبي وسفراءه لدى ليبيا لهم صفقات تحت الطاولة وربما تكون هذه الصفقات شخصية كون أن علي الدبيبة يعتبر من أقوى رجال النظام السابق ويمتلك أموالا كثيرة لدى بنوك الاتحاد الأوروبي.
وأعتبر أن الأوروبيين غير جادين في مسألة حل مشكلة ليبيا، بل يحاولون إطالة عمر الأزمة والصراع في ليبيا من خلال تدخلهم في التكليفات وهذه أبرز أسباب تردي الوضع الأمني والاقتصادي في البلاد خلال دعمهم لبقاء بعض الشخصيات بحثا عن مصالحهم، ويقول بأن هذا السفير شخص مرغوب في وجوده في ليبيا.
وطالب بضرورة إيقاف السفراء الذين يلتقون بالمواطنين خارج نطاق العمل، وخص بالذكر السياسيين الذين انتهت مهام عملهم، وشدد بضرورة محاسبة أي مواطن ليبي يتعامل معهم خارج النطاق السياسي ما لم يكن مكلف من عمله.