تكتيكات كرة القدم
09:05 GMT 13.03.2024 (تم التحديث: 13:29 GMT 21.03.2024)
© Sputnik . Alexey Filippovحارس مرمى فريق كرة القدم الروسي إيغور أكينفييف خلال مباراة ودية بين روسيا وبلجيكا
© Sputnik . Alexey Filippov
تابعنا عبر
تشهد رياضة كرة القدم منذ ظهورها وحتى وقتنا الحالي العديد من التغيرات والتطويرات، التي تشكل كل جزء في اللعبة ومن ضمنها التكتيكات والخطط المستخدمة.
منذ بدايتها وحتى يومنا هذا، تم تحسين تكتيكات كرة القدم باستمرار، والدافع الرئيسي لهذا التطور في كرة القدم، كما هو الحال في الألعاب الرياضية الأخرى، هو الصراع بين الهجوم والدفاع، وتعتبر التكتيكات الفردية هي الأكثر ديناميكية في تطورها، حيث يتم باستمرار تحسين الطرق الجديدة لأداء التقنيات الفنية، والتي تصبح وسيلة للتكتيكات الفردية.
نتعرف في هذا المقال على تكتيكات كرة القدم المستخدمة ونشأتها.
تكتيكات كرة القدم
يختلف الوضع مع التنظيم الجماعي للعبة، والذي يتم التعبير عنه بالأنظمة التكتيكية، وعادة ما تكون اللعبة أكثر فعالية عندما يكون هناك توازن بين الهجوم والدفاع، ولكن بمجرد أن يتم تطوير تكتيك نسخة جديدة من تنظيم إجراءات الفريق في الدفاع، يبدأ الدفاع في التغلب على الهجوم، لتمر فترة زمنية معينة، ويتم تطوير الطريقة اللازمة لتنظيم أعمال الهجوم كإجراءات مضادة، ليتم استبدال نظام تكتيكي بآخر أكثر تطورا، ومع ذلك ، إذا ظهرت أشياء جديدة في الإجراءات التكتيكية الفردية، فسيتم تنفيذ تغيير في الأنظمة التكتيكية.
تاريخ تكتيكات كرة القدم
تشير العديد من الدراسات إلى أن ظهور الأنظمة التكتيكية الأولى تعود إلى ستينيات وثمانينيات القرن التاسع عشر. حتى هذا الوقت، جرت محاولات لتنظيم اللعبة، لمنحها الانسجام والتنظيم، إلا أن هذه المحاولات كانت متباينة ومتناقضة لدرجة أنه لم يكن من الممكن تشكيل أي نظام منظم للعب اللعبة على أساسها، كما وتسبب عدد من العوامل بعدم تنظيم اللعبة، أهمها عدم وجود قواعد واضحة وموحدة، بالإضافة إلى ذلك، قبل عام 1863، كانت كرة القدم مزيجًا من عناصر رياضة "الركبي" وكرة القدم الحديثة.
في النصف الأول من القرن التاسع عشر، تصرف اللاعبون وفق تكتيك "1+10"، ووفق مبدأ "اضرب الكرة واركض"، في هذه الحالة، يؤدي جميع لاعبي كرة القدم مهام المهاجمين، بركل الكرة والقيام بالمراوغة على الرغم من عدم وجود أي تنظيم أو انتظام في تصرفات اللاعبين. يمكن اعتبار هذا المخطط بداية تطوير الأنظمة التكتيكية.
© Photoخطة 1 + 10
خطة 1 + 10
© Photo
يعتبر عام 1863، مهمًا في تاريخ تطور كرة القدم. في اجتماع اتحاد كرة القدم في إنجلترا، تم اعتماد قواعد موحدة للعب كرة القدم، بالإضافة إلى ذلك، تقرر فصل كرة القدم عن "الركبي" إلى رياضات مستقلة.
أساسيات تكتيكات كرة القدم
مع ظهور قواعد موحدة، بدأت مخططات تكتيكية جديدة في الظهور، ليظهر في البداية تكتيك "1+1+9" مدافع واحد و9 مهاجمين، وسرعان ما استخدم البريطانيون تكتيكات لوضع اللاعبين في ثلاثة خطوط "1+1+2+7" و"1+2+1+7".
أدى الصراع المستمر بين الدفاع والهجوم، فضلًا عن المستوى المتزايد من المهارات الفنية واللياقة البدنية للاعبي كرة القدم، إلى تغييرات وإضافات إلى القواعد الحالية وحفز ظهور المزيد والمزيد من المخططات التكتيكية الجديدة للعب اللعبة.
ومن عيوب الخطة التكتيكية لأنظمة تلك الفترة عدم التوازن في تموضع لاعبي الخط الدفاعي والهجومي. كانت اسكتلندا أول من فكر في هذا الأمر واقترحت خطة"1+2+2+6".
في وقت لاحق من عام 1883، اقترح البريطانيون من نادي نوتنهام مخطط "خمسة في خط واحد" الكلاسيكي، ويسمى أيضًا "الهرمي".
الاستراتيجيات التكتيكية
خطة الهجوم
سنبدأ بالتشكيلات الهجومية، الأكثر شيوعا منها هو تكتيك:
4-3-3
بهذا التشكيل يقع العبء الأكبر على عاتق لاعبي الوسط، الذين يجب أن يتمتعوا بأداء عالٍ حتى يتمكنوا من السيطرة على وسط الملعب. يُطلق على لاعبي كرة القدم هؤلاء أيضًا اسم"box-to-box"، وللعب بهذه الخطة يجب أن يمتلك الفريق لاعبي خط وسط أو أجنحة سريعين وفنيين.
© Photoخطة 4 + 3 + 3
خطة 4 + 3 + 3
© Photo
3-5-2
جاءت شعبية هذا النمط أخيرًا، وفي الوقت الحاضر تستخدم الفرق الإيطالية هذا التكتيك غالبًا، ومن إيجابيات هذا النمط أن الفريق، يجب أن يتمتع بظهيرين يمتلكان كفاءة وقوة.
وتتمثل سلبيته في أن الكثير من المسؤولية تقع على عاتق لاعبي الجناح وأن الفريق يعتمد بشكل كبير على جودة لعبهم.
خطة الدفاع
عادة ما تلجأ الفرق الضعيفة لخطط دفاعية لمواجهة الفرق الأقوى، لتظهر تكتيكات خاصة بالحالة الدفاعية وأهمها:
5-3-2
في هذا التكتيك يتم اللجوء لوضع مهاجمين في المقدمة، يتميز أحدهم بقدرته على الألعاب الهوائية والاحتفاظ بالكرة، أما المهاجم الثاني فيتميز بسرعته ومهارته الفنية لاستغلال الهجمات المرتدة، وهذا سيجعل لعب الفريق أكثر تنوعا في الهجوم.
5-4-1
أو كما يعرف هذا التكتيك بـ"الحافلة"، عادةً ما يتم استخدام هذا التشكيل الدفاعي من قبل الفرق الضعيفة أمام خصومها، لتصبح فرص تسجيل هدف في مثل هذه الحالات ضئيلة جدًا، لكن هذا ليس ضروريًا دائمًا، وفي بعض الأحيان تتعادل الفرق منذ بداية المباراة.
4-3-2-1
تكتيك آخر يهدف في المقام الأول إلى تدمير خطة الخصم، فمع هذا التكتيك تزداد الكثافة في وسط الملعب بشكل ملحوظ، لكن هذا لن يساعد الفريق هجوميًا، ويهدف هذا التكتيك إلى تعطيل لعب الخصم في خط الوسط.
تكتيكات متوازنة
مع هذه المخططات، ليس لدى الفريق أي انحياز واضح نحو الدفاع أو الهجوم، ومنها:
4-5-1
أحد أشهر التشكيلات في كرة القدم الحديثة، بعد تشبع وسط الملعب، سيكون من الصعب جدًا على الخصوم الهجوم، وعند الهجوم في الاتجاه الآخر، يمكن أن يتغير هذا التشكيل بسهولة ويصبح 4-3-3.
4-4-2
هذا التكتيك هو الأكثر شيوعًا، لكنه فقد شعبيته السابقة أخيرًا، في المقام الأول بسبب عبء العمل الثقيل على لاعبي خط الوسط، خاصة إذا كان لدى الخصم ثلاثة لاعبين في وسط الملعب.
© Photoخطة 4 + 4 + 2
خطة 4 + 4 + 2
© Photo
4-2-3-1
مع هذا التكتيك، يتم توزيع اللاعبين في ملعب كرة القدم بالتساوي قدر الإمكان. يجب أن يضم الفريق لاعبي وسط يتميزان بصبغة دفاعية وثلاثة لاعبين مهاجمين.
لماذا يحظى هذا التكتيك بشعبية كبيرة؟
من إيجابيات هذا التكتيك أنه بفضل وجود اثنين من لاعبي خط الوسط الدفاعيين، سيكون الفريق قادرًا على تعطيل لعب المنافسين في وسط الملعب.
ثلاثة لاعبين في مجموعة الهجوم ومهاجم قوي قادرون على ممارسة ضغط جدي على مرمى الخصم، أيضًا، مع هذا الترتيب، يصبح من الممكن ممارسة الضغط بفعالية.
كما وأنه يضيف التنوع للمدرب خلال المباراة، حيث يمكن أن يتغير هذا التشكيل إلى 4-3-3 أو 4-5-1 خلال المباراة.
ومن سلبياته الاعتماد على لاعبي الجناح، بالإضافة لوضع ضغط أكبر على لاعبي الهجوم من حيث المهام الموكلة لهم.
أمثلة على التكتيكات الناجحة
بعد فوزهم بكأس العالم في السويد عام 1958، أظهر البرازيليون نظامًا تكتيكيًا جديدًا "1+4+2+4"، وبحسب خطة البرازيليين، تم توزيع اللاعبين على أرض الملعب في ثلاثة خطوط، أربعة لاعبين على خط الدفاع، واثنان على خط الوسط وأربعة على خط الهجوم.
كان الابتكار الرئيسي لهذا النظام هو تركيز اللاعبين على خط الدفاع، ما جعل من الممكن التحول إلى دفاع المنطقة لتنظيم أعمال الفريق وإجراء التأمين بشكل أكثر موثوقية في المنطقة الأكثر خطورة لتسجيل الهدف، حيث يكون أحد المدافعين المركزيين متأخرا قليلاً ليقدم التأمين لزملائه.
أصبح هذا التكتيك ممكنًا بسبب حقيقة أن المهاجمين الثلاثة للخصم تم التصدي لهم من قبل أربعة مدافعين. وكما يتبين من الشكل، فإن خط الوسط لم يخضع لأي تغييرات في العدد. وفي الوقت ذاته، تم تخفيض عدد لاعبي الخط الأمامي، ومع ذلك، تم تعويض هذا التخفيض من خلال توسيع المساحة لكل مهاجم للتحرك، الأمر الذي يتطلب مستوى عالٍ من الاستعداد من المهاجمين. بالإضافة إلى ذلك، أثناء الهجوم، تقدم اثنان من المهاجمين إلى الأمام (ضد المدافع المركزي للخصم) والظهيرين "متصلين".
عند استخدام هذا التكتيك، زادت المسؤوليات الوظيفية لحارس المرمى، فبالإضافة إلى حماية المرمى، يقوم بالإشراف على تحركات لاعبي الخط الدفاعي وبدأ المناورات الهجومية السريعة لفريقه.
بدأ الإيطاليون في استخدام تكتيك " كاتيناتشيو" بنجاح، والذي يتوزع كالتالي "1+1+4+2+3"، مع مدافع أخير أو " ليبرو "، والذي تم منحه دورًا مهيمنًا في الملعب (خاصة في الدفاع).
في البداية استخدم الألمان ومن ثم الهولنديون، أحد أشكال" الكاتيناتشيو" كخطة "1+1+3+3+3". لا يزال هذا التكتيك مستخدمًا بشكل فعال في بطولات كأس الدوري المحلي والبطولات الوطنية من قبل فرق من هذه البلدان.
يعتمد هذا النظام على قدرات اللاعبين في تغيير مراكزهم في الملعب، بالإضافة إلى ذلك، يتم منح صلاحيات أوسع لـ"الليبرو"، مدافع حر، ليس فقط في الدفاع، ولكن أيضًا في الهجوم.