مع غلاء الحلويات الفاحش... زوجان دمشقيان يصنعان "معمول العيد" بأسعار رخيصة
13:00 GMT 09.04.2024 (تم التحديث: 13:20 GMT 09.04.2024)
© Sputnik . Shams Molhemمع غلاء الحلويات الفاحش.. زوجان دمشقيان يصنعان "معمول العيد" بأسعار رخيصة
© Sputnik . Shams Molhem
تابعنا عبر
حصري
في الأيام الأخيرة من شهر رمضان، تتعالى أصوات قوالب المعمول الخشبية، لترسم مع غناء النسوة المتحلقات حول طاولة تعج بالمواد الداخلة في صنعه، تراثا دمشقيا فريدا، يهمس بقدوم عيد الفطر.
في الذاكرة المتعبة بالحنين إلى أيام جميلة أبدلتها الحرب والحصار الاقتصادي، شظفا، لا تزال ذاكرة السوريين تختزن عبق رائحة الحلويات التي لطالما كانت تملأ زوايا منازلهم متسللة من شبابيكها إلى أزقتهم وحاراتهم، أن اقترب رحيل شهر الصوم.
"لا حلويات بعد العيد"، هذه الجملة الدمشقية الشهيرة، تؤشر بطريقة مضادة إلى أن لا عيد دونها.
من رحم هذا التناقض المضمخ بفشل قدرة الكثير من السوريين على ابتياع الحلويات الملتهبة في أسعارها، أطلقت السيدة الشابة هبة الجابر، وزوجها سامر خلف مشروعهم الخاص لصنع المعمول، الصنف الأكثر شعبية من حلويات العيد الشامية، مستمدة تطلعاتها إلى نجاحه، من ذكريات جميلة ما قبل الحرب، وواقع اقتصادي صعب.
تقول هبة لوكالة "سبوتنيك" إنه "رغم كل الظروف الاقتصادية والمعيشية الصعبة التي يعاني منها الجميع، إلا اننا عازمون على التمتع بأيام العيد هذا العام، وتحضير جميع مستلزماته من ثياب للاطفال وحلويات".
وخلال السنوات الأخيرة، شهدت أسواق الحلويات الشامية غليانا في أسعارها، يقابله تراجع كبير في القيمة الشرائية للأجور، فعلى سبيل المثال، اقترب سعر كيلو المبرومة هذا العام من حاجز 600 ألف ليرة/ نحو 45 دولارا، وهو ما يوازي وسطي الأجور الشهرية للموظفين الحكوميين، تقريبا.
"مطبخ العيلة"، هو الاسم الذي أطلقته ابنة الـ 28 عاماً على مشروعها الصغير المتخصص بصنع "الأقراص والبيتفور والمعمول والكعك المالح والكيك" وغيره من حلويات الدمشقية، التي تتناسب أسعارها وقدرة معظم السوريين.
© Sputnik . Shams Molhemمع غلاء الحلويات الفاحش.. زوجان دمشقيان يصنعان "معمول العيد" بأسعار رخيصة
مع غلاء الحلويات الفاحش.. زوجان دمشقيان يصنعان "معمول العيد" بأسعار رخيصة
© Sputnik . Shams Molhem
تضيف هبة: "الحياة ستستمر، ونحن فقط من يجعلها سعيدة أو حزينة من خلال تصرفاتنا و تعلقنا بأيام ذهبت وأخذت معها الكثير من الأحبة والاصدقاء.. والعيش الرغيد".
تتنوع حشوات المعمول التي تصنعها هبة وزوجها تبعا لرغبة الزبون، وأبرزها الفستق الحلبي والجوز والعجوة والنارنج وجوز الهند، وتكثر الطلبات في العيد على (معمول العجوة) و(الفستق الحلبي) وتختلف النقشات والقوالب حسب كل نكهة.
يعتبر المعمول طقساً رئيسيا من طقوس العيد، كما يؤكد سامر خلف زوج هبة، ورغم الطلب عليه في كل أوقات السنة، تبقى له نكهة خاصة في أيام العيد.
تختلف أنواع الحلويات التي يصنعها الزوجان بين العادي الذي يستخدم فيه (السمن النباتي) أو (السمن العربي)، وبطبيعة الحال، لم ثمة زبائن كثر يمتلكون القدرة الشرائية على طلب الصنف الثاني، كما يؤكد الزوج سامر، مشيرا إلى أن "الإقبال على الشراء عموما، انخفض إلى أقل من النصف عنه في العام الماضي".
ويضيف لـ "سبوتنيك": الظروف المعيشية الصعبة دفعت الناس الى البحث عن بدائل أخرى، وتصنيع الحلويات في المنزل كونها أقل كلفة، إذ يمكن لأي ربة المنزل أن تصنع كميات كافية لعائلتها بسعر أقل من السوق".
© Sputnik . Shams Molhemمع غلاء الحلويات الفاحش.. زوجان دمشقيان يصنعان "معمول العيد" بأسعار رخيصة
مع غلاء الحلويات الفاحش.. زوجان دمشقيان يصنعان "معمول العيد" بأسعار رخيصة
© Sputnik . Shams Molhem
وأوضح سامر الذي يتفرغ تماما لمساعدة زوجته في صنع الحلويات مع قدوم العيد أن: "تحضير حلويات العيد في المنزل، هو تقليد معروف في سوريا، إذ تقوم الكثير من العائلات بتحضير صنف أو صنفين من حلويات العيد، وتشتري باقي الأصناف من الأسواق، مستدركا قوله: "لكن الظروف الاقتصادية فرضت على معظم العائلات الاستغناء عن حلويات السوق والاكتفاء بالحلويات المنزلية كونها أرخص مقارنة بغيرها".
تبدل العادات الاستهلاكية له مبرراته، وفق الزوج الشاب "إذ أنه مع انخفاض الدخول، فقد عصف الغلاء بأسعار الحلويات، حيث تضاعفت أسعار المواد الأولية مقارنة بالعام الماضي، ناهيك عن عدم شح الغاز المنزلي وانقطاع التيار الكهربائي اللذين يعدان المشكلة الأكبر في صناعة معمول العيد.