"هيدروجين مصر" تتحدث إلى "سبوتنيك" عن السلاح الأخضر لمواجهة التغير المناخي وأهمية التعاون مع روسيا
© Sputnikالتغير المناخي
© Sputnik
تابعنا عبر
حصري
أصبحت الحاجة إلى خفض الانبعاثات الكربونية لمواجهة التغير المناخي الناتج عنها أمرًا ملحا، إذ صارت دول العالم تجتمع له بشكل دوري، كي تصل إلى حلول عاجلة تروض هذا المارد، الذي يكاد يفتك بالكوكب إذا لم يوقَف.
حول هذه القضية المهمة، وكذلك قضية التحول إلى الطاقة الخضراء، تحدث المهندس خالد نجيب، رئيس مجلس إدارة شركة "هيدروجين مصر" والمهندسة داليا سمير، العضو المنتدب للشركة في حوار مع "سبوتنيك"، تطرقا فيه إلى الجهود التي تبذلها مصر لتمسك بزمام الريادة على مستوى القارة الأفريقية في هذا المجال، وكذلك التعاون بينها وبين روسيا فيه.
© Sputnikأصبحت الحاجة إلى خفض الانبعاثات الكربونية لمواجهة التغير المناخي الناتج عنها أمرًا ملحا، صارت تجتمع له دول العالم بشكل دوري.
أصبحت الحاجة إلى خفض الانبعاثات الكربونية لمواجهة التغير المناخي الناتج عنها أمرًا ملحا، صارت تجتمع له دول العالم بشكل دوري.
© Sputnik
بداية.. كيف تقيّمون الجهود العربية لا سيما مصر والإمارات في قضايا التغير المناخي؟
مؤتمر المناخ، سواء السابع والعشرين أو الثامن والعشرين، أو أي مؤتمر مناخ، يعتمد على عنصر أساسي، وهو أن أكثر من 200 دولة توافق على صياغات وقرارات وتحليلات وتقارير ومجموعات كبيرة جدا، يعني منتدى "كوب 28" عمل 177 ألف وثيقة أو ورقة أو صفحة، ما يشير إلى حجم العمل الجماعي والاحترافية في إدارة المؤتمر سواء من مصر أو الإمارات، لذلك نستطيع أن نؤكد أن المؤتمرين خرجا بإنجازات كبيرة.
دعنا نقول أن كل مؤتمر مناخ يبني على ما بعده، لأنها صعوبة اتخاذ القرارات مع أكثر من 200 دولة. "كوب 27 مصر" طرح مبدأ التعويض عن الخسارة الناتجة عن التغير المناخي وهذه كانت مبادرة كبيرة جدا من ضمن أشياء كثيرة، ولكن دعنا نقول أن الإمارات بنت على هذا وخصصت له صناديق أو محافظ مالية بحيث يتم تمويلها وقد قدموا تمويلا كبداية للصندوق وطرحوا مبادرة دخلت فيها دول كثيرة لتمويل هذه المحافظ لمعالجة المشاكل والخسارة في البنية الأساسية وغيرها من الأمور نتيجة التغير المناخي.
دعنا أيضا نأخذ أيضا ما فعلته مصر والإمارات في "كوب 28"، لأنها كانت تقود المؤتمر، فأولا عملوا مبادرة مضاعفة الطاقة المتجددة بثلاث أضعاف وعملوا مبادرة رفع كفاءة أو "energy efficiency" لضعفين وعملوا مبادرة تقفيد غاز الميثان وهو أخطر غاز لأنه أضعاف أضعاف الكربون وده أكثر انبعاثاته تأتي من قطاع البترول وطبعا الإمارات بما أنها هي ومصر لهما صناعة كبيرة جدا في مجال البترول، فقد طرحتا هذه المبادرة التي انضمت إليها دول كثيرة.
© Sputnikأصبحت الحاجة إلى خفض الانبعاثات الكربونية لمواجهة التغير المناخي الناتج عنها أمرًا ملحا، صارت تجتمع له دول العالم بشكل دوري.
أصبحت الحاجة إلى خفض الانبعاثات الكربونية لمواجهة التغير المناخي الناتج عنها أمرًا ملحا، صارت تجتمع له دول العالم بشكل دوري.
© Sputnik
ما أبرز ما تميز به مؤتمر المناخ الثامن والعشرين في رأيكم؟
دعنا نتحدث عن أقوى حدث في مؤتمر المناخ "كوب 28" وهو أن الوقود الأحفوري تم ذكره بشكل قوي، والإشارة إلى أنه سيبدأ التحول عنه أو الاستغناء عنه لكن هذا تم بحرفية عالية جدا لأنه كان يجب أن تتم بصيغة معقولة ومتوازنة، حيث لا ينفع الاستغناء الفوري أو دون تنظيم قوي للموضوع، ويجب أن تراضي كل الأطراف، الدول المنتجة والدول العظمى مثلا والدول النامية التي تنتج أو لا تنتج بل تحتاج الوقود الأحفوري، فهو التوازن بين هذه الأمور، كان الحدث الكبير في المؤتمر لأنه بداية الاستغناء أو التحول من الوقود الأحفوري إلى الطاقة النظيفة، فهذه بداية قوية جدا ولم يكن أحد يتوقعها، وبصراحة الدول العربية كلها مصر والسعودية والإمارات اشتركت في هذا الموضوع، الذي يمثل فعلا بداية ترويض "المارد المناخي"، الذي يسببه بشكل رئيسي غاز الكربون المنبعث نتيجة احتراق الوقود الأحفوري والفحم وغيره من الأمور فهذه هي البداية، فكل "كوب" يبني على الكوب الذي سبقه ونتوقع في الكوب القادم أن نرى دورا أكبر للوقود مثل الهيدروجين ومجموعة أخرى من الحلول مثل احتباس الكربون والتكنولوجيات الجديدة.
وأخيراً دعنا نأخذ المؤتمر من أوله ونقول إن افتتاح المؤتمر تم في جو كان يسوده التوتر من حيث التوقعات التي ستنتج عن "كوب 28"، لا سيما أن رئيس الكوب هو رئيس شركة "أدنوك" وهي شركة بترول عالمية وهو في نفس الوقت رئيس قمة المناخ فطبعاً هذا الافتتاح تم بوجود الملك شارلز، ورؤساء العالم وقيادات الصناعات العالمية والعلماء لأن الشكل العلمي للمؤتمر مهم جداً، وقد ألقى رؤساء العالم كلهم كلمة في بداية المؤتمر ليحفزوا العلماء وقيادات الصناعة والأمم المتحدة والدول كلها أن تخرج بنتيجة قوية حتى نستطيع أن نبدأ بالفعل في نقطة التحول في موضوع التغير المناخي، الذي نرى آثاره كل سنة تزيد مع ارتفاع درجات الحرارة والعواصف الأزمة في المنتجات الغذائية وغيرها من الأمور.
© Sputnikأصبحت الحاجة إلى خفض الانبعاثات الكربونية لمواجهة التغير المناخي الناتج عنها أمرًا ملحا، صارت تجتمع له دول العالم بشكل دوري.
أصبحت الحاجة إلى خفض الانبعاثات الكربونية لمواجهة التغير المناخي الناتج عنها أمرًا ملحا، صارت تجتمع له دول العالم بشكل دوري.
© Sputnik
ماذا يمكن أن تقدم مؤتمرات المناخ على أرض الواقع؟
دعنا نتحدث عن الجزئية الخاصة بالمبادرات التي تُعلي من الطاقة المتجددة والكفاءة، هذه المبادرات طرحت لتسريع الاستغناء عن الوقود الأحفوري والطاقة الملوثة للبيئة كالفحم فهو من ناحية يستهدف رفع إمكانيات الطاقة المتجددة ومضاعفة كفاءة نظم الطاقة، فنحن من ناحية نعلي من الطاقة المتجددة وإمكانياتها والكفاءة ومن ناحية أخرى نقلل من الانبعاثات الناتجة عن الوقود الأحفوري والاستغناء عن الوقود الأحفوري، وكانت هذه الاستراتيجية واضحة جدا في المؤتمر.
وطبعاً مؤتمر الكوب يتميز بأكثر من ميزة، أولا أنه مبني على أساس علمي ففيه أقوى العلماء من العالم وكل مؤسسات الأبحاث والجماعات والمؤسسات العلمية كلها موجودة لأن الكوب 28 أو أي كوب، يكون دائما مبني على أساس علمي في كل جوانبه، بمعنى أن فيه تقارير علمية تُرفع كتقرير المناخ الذي يصاغ كل خمس سنين، فالأساس العلمي للمؤتمر هو الذي يُبنى عليه كل شيء بعد ذلك.
فبالتالي في المؤتمر، هناك تفاعل بين العلم والعلوم والعلماء والجامعات والمؤسسات الاقتصادية والكيانات والحكومات والمؤسسات الدولية، هذا التفاعل بين هذه الجهات والأشخاص يولد الزخم ويولد محاور المؤتمر واستراتيجياتت المؤتمر، ولكن كل هذا يتم بإدارة أو "المايسترو" وهو قائد الكوب أو الدولة التي تدير الكوب وهذا تم باحترافية عالية جدا من الإمارات.
وكما قلنا طبعا، كل الدول ممثلة ولها أجنحة، ومصر كان لها جناح موجود في المؤتمر، وكل الدول تطرح اجتماعات وورش عمل وطبعا الجناح المصري كان فعلا خلية نحل باستمرار، من حيث ورش العمل والاجتماعات والاستضافات، والتفاعل مع المجتمع الموجود، كل الدول تقدم أفضل ما عندها، بأن تعرض إن كان حلولا للبيئة أو إمكانيات أو فرص للاستثمار، وهذا رأيناه في الجناح الأخضر للمؤتمر والذي يعتبر مخصصا أكثر للتجارة والتكنولوجيا، حيث كانت مصر ممثلة بقوة جدا في المؤتمر وكذلك كانت باستمرار في وسائل الإعلام في المؤتمر.
في ظل التعاون بين روسيا ومصر في مشروعات الطاقة النووية، إلى أي مدى يمكن التعاون بين موسكو والقاهرة في هذه الصناعة، وما الفرص المتاحة بين البلدين؟
بالنسبة للهيدروجين موضوع الطاقة النووية هو الميزان الذي يحل معادلة صعبة في إنتاج الهيدروجين بالطاقة النظيفة المنخفضة الانبعاثات الكربونية، فالطاقة النووية ليس فيها أي انبعاثات، كما أنها تتصف بالديمومة، فمثلا الطاقة الشمسية مع غروب الشمس تنتهي وكذلك الهواء، وأجهزة إنتاج الهيدروجين تحتاج إلى طاقة متواصلة على مدار اليوم والطاقة النووية تحل هذه المسألة المعقدة.
فبالنسبة لمشروعات الطاقة النووية كمشروع الضبعة، مهمة جدا، وهناك مستويات تعاون أخرى في التكنولوجيا نفسها، إذ إن روسيا لها تاريخ كبير جدا في إنتاج أجهزة المحلل الكهربائي الذي يأخد الماء ويفصل الهيدروجين عن الأكسجين.
هناك أيضا نقطة تاريخية، فمصر وروسيا بَنَتا مصانع لإنتاج الأمونيا الخضراء في الستينيات وهذا مشروع تاريخي عالمي، فتاريخ التعاون يعود إلى عقود من الخمسينيات والستينيات والسبعينيات، بالإضافة إلى أن إنتاج "المحلل الكهربائي" يحتاج إلى معادن نفيسة وروسييا لها تاريخ عريق وكبير في موضوع العلم والهندسة والاستخراج.
وهناك تعاون بين الجامعات في البلدين ومعامل الأبحاث، ولا بد أن نبني على هذا ونصل إلى مرحلة تبادل الخبرات الصناعية بمعنى إنتاج هذه المعدات بين مصر وروسيا.