https://sarabic.ae/20240711/أيادي-النحاسين-الحلبيين-لا-تصدأ-ومشغولاتهم-التراثية-تجوهر-كالذهب-1090710731.html
أيادي النحاسين الحلبيين لا تصدأ... ومشغولاتهم التراثية "تجوهر" كالذهب.. فيديو
أيادي النحاسين الحلبيين لا تصدأ... ومشغولاتهم التراثية "تجوهر" كالذهب.. فيديو
سبوتنيك عربي
"النحاس شقيق الذهب، قيمته محفوظة، تزيد ولا تنقص مهما ارتفع ثمنه".. بهذه الكلمات يدلل الحرفي السبعيني، محمود حج مصطفى، على مكانة صنعته التراثية وشغفه بمشغولاته... 11.07.2024, سبوتنيك عربي
2024-07-11T15:46+0000
2024-07-11T15:46+0000
2024-07-12T07:58+0000
حصري
تقارير سبوتنيك
أخبار سوريا اليوم
https://cdn.img.sarabic.ae/img/07e8/07/0b/1090708690_0:0:3085:1736_1920x0_80_0_0_66c967c558281203b930e758758e4968.jpg
الحرفي حج مصطفى، من شيوخ الكار القلائل المتبقين في "سوق النحاس" التراثي بمدينة حلب، بعد هجرة القسم الأكبر من حرفييه خلال سنوات الحرب، وما تلاها من حصار أمريكي كانت المهن التراثية أولى ضحاياه، إضافة إلى وفاة عدد من أمهر حرفييه بحكم السن، ليبقى عدد قليل فقط يحاول بكل السبل المحافظة على هذه الحرفة التراثية ومنعها من الاندثار.يتحدث الحرفي حج مصطفى لـ"سبوتنيك" بكثير من الحب والشغف عن مهنته، التي لم يرثها عن جده وأبيه، لكنها تعلمها كهواية لتصبح يوما بعد يوم، جزء من حياته ومصدر زرقه الوحيد.وقال شيخ الكار: تأخرت عمليات الترميم في سوق النحاسين في حلب حتى الآن، حتى ليصفه حرفيوه بأنه "السوق المنسي"، في الواقع، وبالرغم من نيله حصة كبيرة من آثار الأزمة السورية، إلا أنه يبقى أقل تدميرا قياسا بما حوله من أسواق، الأمر الذي أتاج لشيوخ كاره ممارسة أعمالهم في محالهم القديمة خوفا من أن "تصدأ أيديهم"، وهذا تعبير مجازي يستخدمه سكان حلب كناية للأيدي التي تقدس العمل، ولا تستطيع العيش دونه.الأبناء سيعودونيعد الحرفي حج مصطفى من المهنيين الذين اشتغلوا النحاس بنقشه اليدوي، لكنه يؤكد أن إدخال الآلات الحديثة كان له فضل كبير في تطوير هذه الحرفة وتوفير الوقت والجهد.يستذكر حج مصطفى سنوات (عز النحاسين) قبيل بدء الأزمة التي ضربت أسواق حلب التراثية على وجه الخصوص: "كان السوق يعج بالزبائن منذ الصباح الباكر، لدرجة أن الزائر قد يصاب بـ"الطرش" من كثرة طرق الحرفيين على الأدوات النحاسية وضجيج التفاوض على الأسعار بين الزبائن والباعة، وهذا دليل خير وعافية".بسبب الظروف القاسية التي فرضها الحصار الأمريكي على الشعب السوري، وتقطع سبل العيش داخل البلاد، اندفع الأبناء للبحث عن رزق يعيلهم ويعيل آبائهم، ليتبعثروا في دول الجوار القريب والبعيد.وقال الحرفي "العتيق": "اضطر ابني للسفر إلى لبنان والعمل هناك، لكنه سيعود إلى حلب"، وبخليط من التمنّي المجبول بالثقة يؤكد حج مصطفي بأن ابنه: "سيشتغل بهذه الحرفة في سوق النحاسين، مكملاً مسيرتي وخاصة عند تعليم أبنائه فنون هذا التراث الأصيل".النحاسون لا يصدؤونوقال الحرفي العتيق بأن النحاسون لا يصدؤون، مثلهم مثل النحاس الذي يشتغلونه، وهم لذلك يواظبون على عملهم في جميع الظروف.ثمة آراء أخرى تستشعر التراجع الكبير في اقتناء النحاس، إذ يؤكد أحمد حج عمر، الحرفي الأربعيني الذي ورث مهنته أباً عن جد، أن حالة الركود والواقع الاقتصادي الصعب جعلت من النحاسيات قطعا للديكور ومعروضات تراثية فقط.وطالب الحرفي حج عمر الحكومة السورية بتأمين الكهرباء بشكل منتظم لمشاغل ومتاجر سوق النحاس في حلب، لتخفيف التكاليف وزيادة الإنتاج والإنارة في الليل خوفا من تعرضها السرقة.حنين جارف لما قبل الحربيحن الحرفي يحيى النحاس، الذي أخذ اسم عائلته من مهنة النحاس ويشتغل بها معظم أفراد عائلته، إلى أيام زمان، حينما كان ينتظر قدومه عشرات الزبائن المتربصين أمام محله منذ الصباح الباكر لتأمين طلباتهم من الأدوات النحاسية اللازمة لحياتهم اليومية ومواسمهم.يشتغل الحرفي النحاس مع ثلاثة من أخوته إضافة إلى ابنه بهذه الحرفة، وهو يؤمن بأنها ستعاود مجدها الذي كانت عليه قبل الحرب، خلافاً لهذه الأيام التي خفت فيها الطلبات متأثرة بظروف الحرب والقدرة الشرائية وتقطع الطرقات بين الريف والمدينة.يرى النحاس أن مسؤولية الحفاظ على هذه الحرفة مسؤولية الحكومة السورية أيضاً، حيث يفترض بها تقديم تسهيلات كفيلة بتخفف الكلف على الحرفيين، وتسهم في زيادة الإنتاج، الذي قل مع الارتفاع الكبير في أسعار النحاس، مؤكدا أن كومة نحاس صغيرة باتت تكلف ملايين الليرات، على حد قوله.عودة قريبة للحرفيينعودة سوق النحاسين إلى سابق عهده مرهون بعودة أهله، بحسب رأي الحرفي عبد الرحمن النحاس، مؤكدا لـ"سبوتنيك" أن ذلك قاب قوسين أو أدنى.يبرهن الحرفي النحاس وجهة نظره هذه بالكشف عن قيام عدد من الحرفيين المقيمين في تركيا بالتواصل معه لمساعدتهم على ترميم محلاتهم وفتحها من جديد وخاصة بعد إحداث ولاية "قيصري" الأخيرة، وهذا سيترك تأثيره الإيجابي المباشر على حال هذا السوق التاريخي، كما يؤكد.آباء وأبناءيضم سوق النحاسين الواقع بين بابي الحديد والنصر، أكثر من 100 محل بعضها لم يرمم، فآثار السنوات الكارثية لا تزال حاضرة بقوة، لكن الحرفيين المتبقين بادروا إلى إعادة تأهيل محالهم وفتحها رغم الدمار الذي يلف السوق التراثي، بينما بقيت محال أخرى مغلقة الأبواب حتى الآن، بعد هجرة العدد الأكبر من الحرفيين، ليبقى 10 حرفيين فقط يحاولون كل بطريقته إحياء سوق النحاسين ودب الحركة فيه.يتحدث الحرفي عبد الوهاب هبش، الذي ورث حرفة النحاس عن أبيه المعروف بأنه أحد شيوخ كارها، وقد رصدت "سبوتنيك" تعليمها لأبنه البالغ من العمر 14 عاماً للحفاظ على "ابنه والمهنة معاً"، كما يقول، وليشكلا معاً لوحة جميلة تؤكد أن هذه الحرفة باقية رغم كل المعوقات والظروف الصعبة.وقال الحرفي هبش: التصدير إلى أوروبايلفت الحرفي هبش النظر إلى تغير مهارات الحرفة بين الماضي والحاضر: "فسابقاً، كانت تعتمد على الزخرفة والتشكيل اليدوي، وكان الحرفيين ينجزون مشغولاتهم بتأني ودقة، فينتج عن ذلك جودة عالية، لكن في مرحلة التسعينات أحدث دخول الآلة نقلة في هذه المهنة، على نحو ساهم في تسريع الإنتاج وكمياته على حساب الجودة، المرهون بالقوة الشرائية للمواطنين، خاصة خلال السنوات الصعبة".وأضاف هبش: "اليوم، لا تستطيع سوى قلة قليلة شراء الأدوات النحاسية، لذا يضطر الحرفي إلى صنعها بجودة متفاوتة، بحيث يمكن للزبون استبدالها كل فترة حسب قدرته المالية".وبالرغم من ذلك، يشدد الحرفي هبش على وجود حركة شراء جيدة للمشغولات النحاسية المصنوعة في حلب، سواء في السوق المحلية أو الخارجية، وتحديداً إلى الدول الأوربية بعد زيادة أعداد الجالية السورية والعربية.
سبوتنيك عربي
feedback.arabic@sputniknews.com
+74956456601
MIA „Rossiya Segodnya“
2024
سبوتنيك عربي
feedback.arabic@sputniknews.com
+74956456601
MIA „Rossiya Segodnya“
الأخبار
ar_EG
سبوتنيك عربي
feedback.arabic@sputniknews.com
+74956456601
MIA „Rossiya Segodnya“
https://cdn.img.sarabic.ae/img/07e8/07/0b/1090708690_172:0:2901:2047_1920x0_80_0_0_2a0856fcf520a10f28e34d95edcb26d0.jpgسبوتنيك عربي
feedback.arabic@sputniknews.com
+74956456601
MIA „Rossiya Segodnya“
حصري, تقارير سبوتنيك, أخبار سوريا اليوم
حصري, تقارير سبوتنيك, أخبار سوريا اليوم
أيادي النحاسين الحلبيين لا تصدأ... ومشغولاتهم التراثية "تجوهر" كالذهب.. فيديو
15:46 GMT 11.07.2024 (تم التحديث: 07:58 GMT 12.07.2024) حصري
"النحاس شقيق الذهب، قيمته محفوظة، تزيد ولا تنقص مهما ارتفع ثمنه".. بهذه الكلمات يدلل الحرفي السبعيني، محمود حج مصطفى، على مكانة صنعته التراثية وشغفه بمشغولاته النحاسية، التي "تجوهر كلما عتقت كـ (بنت الأصول)"، حسب قوله.
الحرفي حج مصطفى، من شيوخ الكار القلائل المتبقين في "سوق النحاس" التراثي بمدينة حلب، بعد هجرة القسم الأكبر من حرفييه خلال سنوات الحرب، وما تلاها من حصار أمريكي كانت المهن التراثية أولى ضحاياه، إضافة إلى وفاة عدد من أمهر حرفييه بحكم السن، ليبقى عدد قليل فقط يحاول بكل السبل المحافظة على هذه الحرفة التراثية ومنعها من الاندثار.
يتحدث الحرفي حج مصطفى لـ"سبوتنيك" بكثير من الحب والشغف عن مهنته، التي لم يرثها عن جده وأبيه، لكنها تعلمها كهواية لتصبح يوما بعد يوم، جزء من حياته ومصدر زرقه الوحيد.
بدأت بتعلم حرفة النحاس منذ كان عمري عشر سنوات، تملكتني فنونها ونقوشها، وحينما اكتسبت الخبرة الكافية فتحت مشغلي الخاص في سوق النحاسين الذي يزيد عمره عن 400 عام، قضيت فيه 54 عاماً، عشت معها أجمل الأيام، وقد نقلت عشقي لهذه الحرفة إلى أبنائي.
تأخرت عمليات الترميم في سوق النحاسين في حلب حتى الآن، حتى ليصفه حرفيوه بأنه "السوق المنسي"، في الواقع، وبالرغم من نيله حصة كبيرة من آثار الأزمة السورية، إلا أنه يبقى أقل تدميرا قياسا بما حوله من أسواق، الأمر الذي أتاج لشيوخ كاره ممارسة أعمالهم في محالهم القديمة خوفا من أن "تصدأ أيديهم"، وهذا تعبير مجازي يستخدمه سكان حلب كناية للأيدي التي تقدس العمل، ولا تستطيع العيش دونه.
يعد الحرفي حج مصطفى من المهنيين الذين اشتغلوا النحاس بنقشه اليدوي، لكنه يؤكد أن إدخال الآلات الحديثة كان له فضل كبير في تطوير هذه الحرفة وتوفير الوقت والجهد.
يستذكر حج مصطفى سنوات (عز النحاسين) قبيل بدء الأزمة التي ضربت أسواق حلب التراثية على وجه الخصوص: "كان السوق يعج بالزبائن منذ الصباح الباكر، لدرجة أن الزائر قد يصاب بـ"الطرش" من كثرة طرق الحرفيين على الأدوات النحاسية وضجيج التفاوض على الأسعار بين الزبائن والباعة، وهذا دليل خير وعافية".
ورغم حال سوق النحاسين الراكد، يبدي الحرفي الحلبي تفاؤله بتحسن أحواله في القادمات من الأيام، مشددا على "ضرورة الحفاظ على سوق النحاسين وعودته إلى سابق عهده، فحلب كانت وستبقى أم الصناعة التراثية والشرقيات، وهذا يتحقق بتعليم هذه الحرفة إلى الأجيال القادمة لحماية هذه المهنة التراثية.
بسبب الظروف القاسية التي فرضها الحصار الأمريكي على الشعب السوري، وتقطع سبل العيش داخل البلاد، اندفع الأبناء للبحث عن رزق يعيلهم ويعيل آبائهم، ليتبعثروا في دول الجوار القريب والبعيد.
وقال الحرفي "العتيق": "اضطر ابني للسفر إلى لبنان والعمل هناك، لكنه سيعود إلى حلب"، وبخليط من التمنّي المجبول بالثقة يؤكد حج مصطفي بأن ابنه: "سيشتغل بهذه الحرفة في سوق النحاسين، مكملاً مسيرتي وخاصة عند تعليم أبنائه فنون هذا التراث الأصيل".
وقال الحرفي العتيق بأن النحاسون لا يصدؤون، مثلهم مثل النحاس الذي يشتغلونه، وهم لذلك يواظبون على عملهم في جميع الظروف.
"إذا كان النحاسون لا يصدؤون، فماذا عن الزبائن"، تسأل "سبوتنيك"، فيجيب الحرفي بالتأكيد على أن القائلين بأن القطع النحاسية تحولت إلى قطع للديكور بعد غلائها بشكل كبير، فبرأيه، لا تزال السوق تطلب هذا النوع من المشغولات، وهي وتستخدم للاستعمال اليومي وخاصة في الأرياف والمطاعم ومحلات الحلويات والفنادق والمراكز الدينية وغيرها من أماكن تفضل استخدام النحاسيات على الألمنيوم.
ثمة آراء أخرى تستشعر التراجع الكبير في اقتناء النحاس، إذ يؤكد أحمد حج عمر، الحرفي الأربعيني الذي ورث مهنته أباً عن جد، أن حالة الركود والواقع الاقتصادي الصعب جعلت من النحاسيات قطعا للديكور ومعروضات تراثية فقط.
وطالب الحرفي حج عمر الحكومة السورية بتأمين الكهرباء بشكل منتظم لمشاغل ومتاجر سوق النحاس في حلب، لتخفيف التكاليف وزيادة الإنتاج والإنارة في الليل خوفا من تعرضها السرقة.
يحن الحرفي يحيى النحاس، الذي أخذ اسم عائلته من مهنة النحاس ويشتغل بها معظم أفراد عائلته، إلى أيام زمان، حينما كان ينتظر قدومه عشرات الزبائن المتربصين أمام محله منذ الصباح الباكر لتأمين طلباتهم من الأدوات النحاسية اللازمة لحياتهم اليومية ومواسمهم.
يشتغل الحرفي النحاس مع ثلاثة من أخوته إضافة إلى ابنه بهذه الحرفة، وهو يؤمن بأنها ستعاود مجدها الذي كانت عليه قبل الحرب، خلافاً لهذه الأيام التي خفت فيها الطلبات متأثرة بظروف الحرب والقدرة الشرائية وتقطع الطرقات بين الريف والمدينة.
لتعويض التراجع في مبيعاته، يضطر الحرفي النحاس في أحيان كثيرة إلى الذهاب إلى الأرياف بنفسه بعد الاتفاق مع العائلات الراغبة بإصلاح وترميم الأدوات النحاسية المتوفرة لديهم، للحفاظ على زرقه وحماية مهنة النحاس المهددة بالانقراض.
يرى النحاس أن مسؤولية الحفاظ على هذه الحرفة مسؤولية الحكومة السورية أيضاً، حيث يفترض بها تقديم تسهيلات كفيلة بتخفف الكلف على الحرفيين، وتسهم في زيادة الإنتاج، الذي قل مع الارتفاع الكبير في أسعار النحاس، مؤكدا أن كومة نحاس صغيرة باتت تكلف ملايين الليرات، على حد قوله.
عودة سوق النحاسين إلى سابق عهده مرهون بعودة أهله، بحسب رأي الحرفي عبد الرحمن النحاس، مؤكدا لـ"سبوتنيك" أن ذلك قاب قوسين أو أدنى.
يبرهن الحرفي النحاس وجهة نظره هذه بالكشف عن قيام عدد من الحرفيين المقيمين في تركيا بالتواصل معه لمساعدتهم على ترميم محلاتهم وفتحها من جديد وخاصة بعد إحداث ولاية "قيصري" الأخيرة، وهذا سيترك تأثيره الإيجابي المباشر على حال هذا السوق التاريخي، كما يؤكد.
يضم سوق النحاسين الواقع بين بابي الحديد والنصر، أكثر من 100 محل بعضها لم يرمم، فآثار السنوات الكارثية لا تزال حاضرة بقوة، لكن الحرفيين المتبقين بادروا إلى إعادة تأهيل محالهم وفتحها رغم الدمار الذي يلف السوق التراثي، بينما بقيت محال أخرى مغلقة الأبواب حتى الآن، بعد هجرة العدد الأكبر من الحرفيين، ليبقى 10 حرفيين فقط يحاولون كل بطريقته إحياء سوق النحاسين ودب الحركة فيه.
يتحدث الحرفي عبد الوهاب هبش، الذي ورث حرفة النحاس عن أبيه المعروف بأنه أحد شيوخ كارها، وقد رصدت "سبوتنيك" تعليمها لأبنه البالغ من العمر 14 عاماً للحفاظ على "ابنه والمهنة معاً"، كما يقول، وليشكلا معاً لوحة جميلة تؤكد أن هذه الحرفة باقية رغم كل المعوقات والظروف الصعبة.
"يجب تعلم هذه المهنة منذ الصغر وليس الانتظار حتى بلوغ سن الشباب، فقد شاركت في تدريب عدد من الشباب بالتعاون مع منظمات محلية ودولية، لكن للأسف لم يكمل أياً منهم تعلمها وخاصة أنه لا يوجد رغبة وحب لهذه الحرفة، لذا يفضل تعلمها منذ الصغر عبر تنظيم دورات تدريبية وإدراجها مع حرف تراثية أخرى ضمن المناهج الدراسية، لحمايتها والحفاظ عليها كحرفة تراثية سورية".
يلفت الحرفي هبش النظر إلى تغير مهارات الحرفة بين الماضي والحاضر: "فسابقاً، كانت تعتمد على الزخرفة والتشكيل اليدوي، وكان الحرفيين ينجزون مشغولاتهم بتأني ودقة، فينتج عن ذلك جودة عالية، لكن في مرحلة التسعينات أحدث دخول الآلة نقلة في هذه المهنة، على نحو ساهم في تسريع الإنتاج وكمياته على حساب الجودة، المرهون بالقوة الشرائية للمواطنين، خاصة خلال السنوات الصعبة".
وأضاف هبش: "اليوم، لا تستطيع سوى قلة قليلة شراء الأدوات النحاسية، لذا يضطر الحرفي إلى صنعها بجودة متفاوتة، بحيث يمكن للزبون استبدالها كل فترة حسب قدرته المالية".
وبالرغم من ذلك، يشدد الحرفي هبش على وجود حركة شراء جيدة للمشغولات النحاسية المصنوعة في حلب، سواء في السوق المحلية أو الخارجية، وتحديداً إلى الدول الأوربية بعد زيادة أعداد الجالية السورية والعربية.