فلسطيني يحول نفايات البلاستيك إلى وقود شمال غزة
10:50 GMT 17.09.2024 (تم التحديث: 12:39 GMT 17.09.2024)
© Sputnik . Ajwad Jradat
تابعنا عبر
حصري
تستمر الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، وسط شح المساعدات الإنسانية التي تصل إلى شمال القطاع، وقد استخدمت إسرائيل مصادر المياه والوقود كسلاح لتضييق الخناق على المواطنين، حيث فرضت حصارا على القطاع، وقطعت المياه، وقصفت الشبكات، ومنعت إدخال الوقود.
ووصل شح الطاقة والنقص الحاد بالوقود في غزة إلى مستوى حرج، ما يهدد توفير خدمات أساسية، بما فيها الرعاية الصحية ومعالجة مياه الصرف الصحي وإمدادات المياه النقية وغيرها، خصوصًا في شمال القطاع.
تحويل البلاستيك إلى وقود
ويحاول سكان شمال القطاع البحث عن سبل النجاة في ظل كارثة إنسانية مستمرة هناك، لذلك يحاول البعض منهم ابتكار بدائل مفيدة للسكان، ومن هذه الأفكار ما يعكف عليه النازح محمود مصلح مع مجموعة من الشبان في جباليا شمال غزة، حيث يقومون بتجميع البلاستيك وإعادة تدويره لتصنيع الوقود.
ويقول مصلح لوكالة "سبوتنيك": "لقد قمت بهذه الفكرة المحفوفة بالمخاطر، من أجل التخفيف على الناس في شمال القطاع في ظل شح الوقود، وغلاء المتوفر منه، ونقوم بتجميع البلاستيك من مناطق متعددة، وإعادة تدويره عبر إحراقه في خزانات من الحديد على درجة حرارة مرتفعة".
ويضيف: "نتيجة الحصار وصل سعر لتر السولار شمال غزة تقريبا 80 شيكل (21 دولار أمريكي)، والبنزين يباع بسعر 200 شيكل (54 دولار أمريكي)، ومن خلال حرق البلاستيك وتحويله إلى وقود، نوفر على الناس أكثر من نصف السعر، حيث نبيع لتر السولار بمبلغ 30شيكل (8,2 دولار أمريكي)، ونبيع لتر البنزين بمبلغ 65 شيكل (17.5 دولار أمريكي)، وبالتالي هذه الأسعار أقل بكثير من أسعار الوقود المتوفر في شمال غزة".
وتستمر رحلة جمع البلاستيك على مدار اليوم حيث يعمل محمود مصلح مع 10 شبان، غالبتيهم يجمعون البلاستيك في رحلة محفوفة بالمخاطر، ويمشون مسافات طويلة لجمع البلاستيك من البيوت والأبراج المهدمة، وأحيانا يتعرضون إلى إطلاق نار من قبل الجيش الإسرائيلي.
فلسطيني يحوّل نفايات البلاستيك إلى وقود شمال غزة
© Sputnik . Ajwad Jradat
ويقول النازح من بيت حانون شمال القطاع أحمد فتحي لوكالة "سبوتنيك": "العمل في جمع البلاستيك خطر للغاية ونستمر في جمعه لمدة أكثر من 10 ساعات يوميا، ومن مناطق خطرة، لكننا مضطرون لذلك، لتوفير دخل، ولأنَّ هذه الفكرة وفرت على المواطنين وقودا بسعر رخيص، وكثير من السائقين وأصحاب المضخات التي تعمل بالوقود، باتوا يعتمدون على الوقود المصنع، ويستخدم هذا الوقود في سيارات الإسعاف، لذلك نستمر في هذا العمل الخطر، والذي يسبب أمراضا بسبب عملية الاحتراق المستمرة للبلاستيك".
ويقوم عدد من الشبان بتقطيع البلاستيك بعد تجميعه إلى قطع صغيرة، ويتحول البلاستيك إلى وقود عبر عملية إحراق البلاستيك داخل خزانات بدائية من الحديد على درجة حرارة مرتفعة، وينصهر البلاستيك من حالته الصلبة إلى الغازية ثم يتجمع البخار ويتحول الى حالة سائلة يمكن استخدامها كوقود.
ويقول محمود مصلح لوكالة "سبوتنيك": "نواجه صعوبات عديدة في هذا العمل، أهمها وجودنا في منطقة خطرة بعيدة عن السكان، ممكن بأي لحظة قصفنا، وكذلك هذا العمل يسبب أمراض وحروق، بسبب إشعال النار المستمر بدون وسائل حماية، لكننا نضطر لهذا العمل الذي يستمر لساعات طويلة يوميا، ونستطيع خلالها انتاج من 50 إلى 60 لتر من السولار والبنزين".
فلسطيني يحوّل نفايات البلاستيك إلى وقود شمال غزة
© Sputnik . Ajwad Jradat
تحذيرات من عودة المجاعة
وبسبب عدم وصول الوقود إلى مخابز غزة والشمال، أغلقت 5 مخابز من أصل 6 شمال غزة، مما ينذر بأزمة حقيقية في الخبز، وقال رئيس مجلس إدارة مخابز كامل عجور في مدينة غزة، كامل عجور، إن "5 مخابز من أصل 6 في مدينة غزة والشمال أغلقت أبوابها، بسبب منع إسرائيل إدخال الوقود والمواد الخام اللازمة لإنتاج الخبز".
وأضاف عجور: "مخبزنا الوحيد الذي ما زال يعمل مهدد بالتوقف عن العمل أيضا خلال أسبوع واحد فقط، إذا استمر الجانب الإسرائيلي في منع دخول المواد الخام والوقود".
وتابع أن الوقود لم يصل إلى مخابز غزة والشمال منذ 10 أيام، إضافة إلى تقليص الجانب الإسرائيلي دخول المواد الأساسية مثل الطحين والسكر والخميرة منذ حوالي شهر، وهذه الأزمات أدت إلى توقف المخابز وقد نضطر إلى تقليص أيام عمل مخبزنا، قبل توقفه عن العمل بشكل كامل".
فلسطيني يحوّل نفايات البلاستيك إلى وقود شمال غزة
© Sputnik . Ajwad Jradat
وينذر نقص الوقود شمال غزة بتوقف عمل القطاع الصحي حيث تعتمد المستشفيات والمراكز والمنشآت الصحية على المشتقات النفطية اعتمادًا كليًا في تزويدها بالطاقة لتشغيل الأجهزة الطبية والتشخيصية والعلاجية وسيارات الإسعاف والطوارئ، ونقل الأطباء والمسعفين والعاملين الصحيين.
فلسطيني يحوّل نفايات البلاستيك إلى وقود شمال غزة
© Sputnik . Ajwad Jradat
ويواصل الجيش الإسرائيلي حربه على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، وفي اليوم الـ 347 ارتفع عدد القتلى منذ بداية الحرب على القطاع، إلى 41,252 قتيلا غالبيتهم من النساء والأطفال، وإصابة 95,497 آخرين.
وفي 7 أكتوبر، شن مقاتلون من "حماس" هجوما على جنوب إسرائيل أدى لمقتل 1200 إسرائيلي، وفقا لبيانات إسرائيلية رسمية، ورداً على هجوم حماس، تعهدت إسرائيل بـ"القضاء" على الحركة، وتقول إسرائيل إن 130 أسيرا ما زالوا محتجزين في غزة، بينهم 30 ماتوا، من إجمالي 250 شخصاً خطفوا في 7 أكتوبر.
