https://sarabic.ae/20241125/بعد-التحذيرات-الأممية-والدولية-من-خطورة-الوضع-هل-دخل-السودان-بالفعل-مرحلة-المجاعة-الحقيقية-1095178113.html
بعد التحذيرات الأممية والدولية من خطورة الوضع.. هل دخل السودان بالفعل مرحلة "المجاعة الحقيقية"؟
بعد التحذيرات الأممية والدولية من خطورة الوضع.. هل دخل السودان بالفعل مرحلة "المجاعة الحقيقية"؟
سبوتنيك عربي
حذرت منظمات أممية ودولية من أن السودان دخل بالفعل في مرحلة العد التنازلي الخطير الذي يعني استمراره الانهيار الشامل للبلاد ما لم يتم إيقاف الحرب وإيصال... 25.11.2024, سبوتنيك عربي
2024-11-25T18:32+0000
2024-11-25T18:32+0000
2024-11-25T18:32+0000
حصري
تقارير سبوتنيك
اتفاق السودان
أخبار السودان اليوم
المجلس السيادي في السودان
الفترة الانتقالية في السودان
دارفور
الخرطوم
العالم العربي
أخبار العالم الآن
https://cdn.img.sarabic.ae/img/07e8/0a/0d/1093715899_0:38:715:440_1920x0_80_0_0_3bda389a4726e5dc256996b69cbdf527.jpg
ما حقيقة تدهور الأوضاع الإنسانية والدخول إلى مرحلة المجاعة في السودان.. هل تلك التصريحات حقيقية أم أنها تختلط بالسياسة لتحقيق أهداف بعينها في المنطقة.. ولماذا تنفي حكومة الخرطوم صحة ما جاء في تلك التصريحات والتقارير الإعلامية؟بداية يقول الكاتب والمحلل السياسي السوداني، عثمان ميرغني: "إن الحديث عن المجاعة التي تضرب السودان ليست من باب التهويل، ربما التصريحات والتقارير لا ترصد الواقع البعيد عن عدسات الكاميرات بشكل حقيقي، لأن الواقع أسوأ بكثير مما تُصوره تقارير الأمم المتحدة والمنظمات الدولية، لأن غالبية الشعب اليوم يعيش وضع استثنائي".المشكلة مركبةوأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك": "أن معظم الشعب وخاصة المزارعين منهم لا يستطيعون إنتاج الغذاء ولا حتى شراءه إذا توفر في بعض المناطق القليلة التي يتوفر فيها، المشكلة اليوم أصبحت مركبة تتمثل في نقص الغذاء بصورة عامة وفي نفس الوقت صعوبة الشراء حتى إذا توفر في بعض المناطق".وتابع ميرغني: "في النهاية الوضع سيء جدا، حتى عندما بدأت بعض المعونات الدولية في الدخول عبر المسارات التي تم الاتفاق عليها مع الحكومة والدعم السريع، تلك الإغاثات التي تصل قليلة جدا قياسا بعدد الذين يحتاجون لتلك المساعدات، ووصول القليل من المساعدات ليس في كل المناطق التي تحتاج للإغاثة وإنما في مناطق محدودة جدا".التهويل والتهوينوشدد المحلل السياسي على أن "ما تناولته وسائل الإعلام الدولية من تصريحات وتقارير حول المجاعة ليس تهويل كما يُصوره البعض بل يُعد تهوينا لأنه لم يسطيع الوصول إلى الصورة الكاملة للواقع والتي هى أسوأ بكثير مما نراه في الإعلام من عدة زوايا، الغذاء أحدها بجانب الدواء حيث يموت الآلاف من الشيوخ والأطفال والنساء وأصحاب الأمراض المزمنة لعدم استطاعتهم الحصول على الدواء، هناك العديد من الأمراض كان بالإمكان معالجتها بسهولة إذا ما توفر الدواء اللازم".وحول ما إذا كانت تلك الحالة مجاعة حقيقية أم وضعا استثنائيا، يقول ميرغني: "هناك بعض المناطق تعاني من مجاعة حقيقية وصلت إلى أنهم يأكلون أوراق الأشجار، وأخرى ربما تُعاني من نقص خطير جدا في الغذاء، تتوفر إليهم بعض الغذاء لكن هناك نقص، وهناك مواقع أخرى ربما تكون أقل من درجة المجاعة، لكن هناك نقص كبير جدا في الغذاء، الأمر الذي كان السبب الرئيسي في انتشار الأمراض، بعض المناطق التي تواصلت معهم، كان هناك العشرات يموتون يوميا بسبب الأمراض التي ساعد نقص الغذاء في انتشارها بشكل كبير، وأكدوا أنهم لا يستطيعون أن يجدوا الغذاء الكافي الذي يقوي مناعة الجسم لمقاومة الأمراض".التجاهل الدوليمن جانبه يقول الدكتورعادل عبد الباقي، رئيس منظمات المجتمع المدني السودانية: "مع احتدام المعارك في عدة محاور في البلاد بين الجيش والدعم السريع، سواء في دارفور أو كردفان، إضافة إلى وسط السودان والجزيرة تتفاقم الأزمات الإنسانية بصورة مأساوية، وقد شاهدنا اليومين الماضيين انسحاب قوات الدعم السريع من مدينة (سنجة)، يأتي ذلك بعد إعلان الدعم عن الخطة (B) التي تهدف إلى التوسع نحو المناطق الشمالية والاستراتيجية، في نفس الوقت هى تفرض سيطرتها على ما يقارب 85 بالمئة من معاقل البترول في البلاد، وهذا مؤشر خطير جدا، وقد تتوسع القوات نحو الشمال".وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك": "أن السودان بالفعل يشهد أوضاع إنسانية مُذرية منذ اندلاع الحرب، وتتطور تلك الأوضاع إلى الأسوأ مع توسع الصراع وانعدام المساعدات وأيضا التجاهل التام من قبل المنظمات الأممية وعدم القدرة على توصيل القليل من المساعدات التي تصل إلى البلاد نتيجة التلاعب بها من قبل بعض الجهات".وأشار عبد الباقي إلى أن "عدم التوصل لهدنة إنسانية واحتدام المعارك في عدة مناطق ساهم في تفاقم الوضع الإنساني، لا سيما المناطق المحاصرة في كردفان والجزيرة ودارفور، كما أن هناك تخوف تام من كل العاملين في الحقل الإنساني من الذهاب إلى تلك المناطق، نظرا لعدم وجود أي ضمانات أمنية من طرفي الصراع بحماية أرواحهم، الأمر الذي جعل الوصول إلى المدنيين الذين يعيشون أوضاعا قاسية في مراكز ومعسكرات الإيواء أمرا بالغ الصعوبة".حقيقة المجاعةأما الدكتور محمد مصطفى، رئيس المركز العربي/الأفريقي لثقافة السلام والديمقراطية في السودان، "يرى أن التحذيرات الدولية من المجاعة والأوضاع الإنسانية في السودان، تنطوي على بعدين أحدهما سياسي يرتكز على مصالح ذاتية والآخر إنسان، فالذين يطلقون التحذيرات إنطلاقٱ من مواقف سياسية هم أنفسهم يؤججون الحرب ويسهمون في المجاعة نفسها، ثم يحذرون من المجاعة لدفع الأطراف لسلام يحقق مصالحهم وفقٱ لتقدير الموقف لديهم".وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك": "أما الذين ينطلقون من مبادئ إنسانية حتما لديهم حسابات ومعلومات حقيقية عن مستوى الزراعة والإنتاج في الموسم الحالي ويعلمون أن هناك فجوة غذائية كبيرة مع عدم صرف المرتبات للعمال والموظفين لمدة تجاوزت السنة، إضافة إلى الركود الحاصل في سوق العمل".وقال مصطفى: "رغم أن الخريف كان مبشرٱ جدٱ هذا العام إلا أنه وبسبب سيولة الأمن لم يزرع أغلب مواطني السودان، وأيضا بسبب النهب والنزوح الذي طال أغلب قطاعات الشعب في المدن المختلفة زادت نسبة السكان بدرجة كبيرة في القرى، دون أي زيادة في الرقعة الزراعية بل تناقصت المساحات الزراعية، وبالتالي قد زاد إعتماد الشعب السوداني على الذرة والقمح، ومع تراجع نسبة الإنتاج وانعدام مصادر الدخل وارتفاع أسعار الذرة في مناطق الإنتاج، كل هذه العوامل تؤشر إلى حدوث مجاعة في كل أقاليم السودان".أصدر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، أمس الأحد، تقريرا كشف فيه عن أن السودان يواجه أزمة هي الأكبر من نوعها على مستوى العالم.ونقل موقع "أخبار السودان" عن التقرير أن السودان يعاني من أكبر أزمة نزوح داخلي على مستوى العالم، حيث تم تسجيل نزوح أكثر من 3 ملايين طفل داخل البلاد وخارجها منذ بداية النزاع.وأضاف التقرير أن أكثر من 7.4 مليون شخص اضطروا لمغادرة منازلهم هربا من أعمال العنف، بالإضافة إلى 3.8 مليون نازح نتيجة الصراعات السابقة. كما حذر من تدهور النظام الصحي في البلاد، مع تزايد خطر انتشار الأمراض مثل الكوليرا وحمى الضنك والحصبة والملاريا.وفي وقت سابق، وجه قائد الجيش السوداني، عبد الفتاح البرهان، خطابا للسودانيين، بعد تحقيق "انتصار كبير وعظيم"، وذلك بعدما وصل البرهان، السبت الماضي، إلى مدينة سنجة، وأعلن عن "تحريرها من قوات الدعم السريع"، واستعادة قيادة الفرقة 17 مشاة.وأكد في كلمة له "عزم القوات المسلحة السودانية على تحرير كل شبر دنّسه العُملاء والخَوَنة، ودحر المليشيا الإرهابية التي تستهدف وحدة السودان".واندلعت الحرب في السودان، في 15 أبريل/ نيسان 2023، بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي)، في مناطق متفرقة من السودان، تتركز معظمها في العاصمة الخرطوم، مخلفةً المئات من القتلى والجرحى بين المدنيين.وتوسطت أطراف عربية وأفريقية ودولية لوقف إطلاق النار، إلا أن هذه الوساطات لم تنجح في التوصل لوقف دائم للقتال.وظهرت الخلافات بين رئيس مجلس السيادة السوداني- قائد القوات المسلحة السودانية، عبد الفتاح البرهان، وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو، للعلن بعد توقيع "الاتفاق الإطاري" المؤسس للفترة الانتقالية بين المكون العسكري والمكون المدني، في شهر كانون الأول/ديسمبر الماضي، الذي أقر بخروج الجيش من السياسة وتسليم السلطة للمدنيين.
https://sarabic.ae/20240804/السودان-ينفي-وجود-مجاعة-في-معسكر-زمزم-بولاية-شمال-دارفور-1091420620.html
https://sarabic.ae/20241124/الأمم-المتحدة-السودان-يواجه-أزمة-هي-الأكبر-على-مستوى-العالم-1095137648.html
https://sarabic.ae/20241027/بعد-الانتهاكات-الخطيرة-في-ولاية-الجزيرة-هل-يتخذ-مجلس-الأمن-موقفا-حاسما-لحماية-المدنيين-في-السودان-1094218182.html
https://sarabic.ae/20240811/الدعم-السريع-مقتل-وإصابة-عشرات-المدنيين-في-غارات-للجيش-السوداني-بولايتي-شمال-وشرق-دارفور-1091629550.html
دارفور
الخرطوم
سبوتنيك عربي
feedback.arabic@sputniknews.com
+74956456601
MIA „Rossiya Segodnya“
2024
سبوتنيك عربي
feedback.arabic@sputniknews.com
+74956456601
MIA „Rossiya Segodnya“
الأخبار
ar_EG
سبوتنيك عربي
feedback.arabic@sputniknews.com
+74956456601
MIA „Rossiya Segodnya“
https://cdn.img.sarabic.ae/img/07e8/0a/0d/1093715899_40:0:676:477_1920x0_80_0_0_fc05f84a70063405b86864094fb7d47f.jpgسبوتنيك عربي
feedback.arabic@sputniknews.com
+74956456601
MIA „Rossiya Segodnya“
حصري, تقارير سبوتنيك, اتفاق السودان, أخبار السودان اليوم, المجلس السيادي في السودان, الفترة الانتقالية في السودان, دارفور, الخرطوم, العالم العربي, أخبار العالم الآن, حول العالم, حميدتي, محمد حمدان حميدتي, الجيش السوداني, منظمة الأمم المتحدة, مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان
حصري, تقارير سبوتنيك, اتفاق السودان, أخبار السودان اليوم, المجلس السيادي في السودان, الفترة الانتقالية في السودان, دارفور, الخرطوم, العالم العربي, أخبار العالم الآن, حول العالم, حميدتي, محمد حمدان حميدتي, الجيش السوداني, منظمة الأمم المتحدة, مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان
بعد التحذيرات الأممية والدولية من خطورة الوضع.. هل دخل السودان بالفعل مرحلة "المجاعة الحقيقية"؟
حصري
حذرت منظمات أممية ودولية من أن السودان دخل بالفعل في مرحلة العد التنازلي الخطير الذي يعني استمراره الانهيار الشامل للبلاد ما لم يتم إيقاف الحرب وإيصال المساعدات الإنسانية بشكل عاجل، لأن ما يعيشه السودان يفوق كل الأزمات الحالية في المنطقة والعالم بشكل عام.
ما حقيقة تدهور الأوضاع الإنسانية والدخول إلى مرحلة المجاعة في السودان.. هل تلك التصريحات حقيقية أم أنها تختلط بالسياسة لتحقيق أهداف بعينها في المنطقة.. ولماذا تنفي حكومة الخرطوم صحة ما جاء في تلك التصريحات والتقارير الإعلامية؟
بداية يقول الكاتب والمحلل السياسي السوداني، عثمان ميرغني: "إن الحديث عن
المجاعة التي تضرب السودان ليست من باب التهويل، ربما التصريحات والتقارير لا ترصد الواقع البعيد عن عدسات الكاميرات بشكل حقيقي، لأن الواقع أسوأ بكثير مما تُصوره تقارير الأمم المتحدة والمنظمات الدولية، لأن غالبية الشعب اليوم يعيش وضع استثنائي".
وأضاف في حديثه لـ"
سبوتنيك": "أن معظم الشعب وخاصة المزارعين منهم لا يستطيعون إنتاج الغذاء ولا حتى شراءه إذا توفر في بعض المناطق القليلة التي يتوفر فيها، المشكلة اليوم أصبحت مركبة تتمثل في نقص الغذاء بصورة عامة وفي نفس الوقت صعوبة الشراء حتى إذا توفر في بعض المناطق".
وتابع ميرغني: "في النهاية الوضع سيء جدا، حتى عندما بدأت بعض المعونات الدولية في الدخول عبر المسارات التي تم الاتفاق عليها مع الحكومة والدعم السريع، تلك الإغاثات التي تصل قليلة جدا قياسا بعدد الذين
يحتاجون لتلك المساعدات، ووصول القليل من المساعدات ليس في كل المناطق التي تحتاج للإغاثة وإنما في مناطق محدودة جدا".
وشدد المحلل السياسي على أن "ما تناولته وسائل الإعلام الدولية من تصريحات وتقارير حول المجاعة ليس تهويل كما يُصوره البعض بل يُعد تهوينا لأنه لم يسطيع الوصول إلى الصورة الكاملة للواقع والتي هى
أسوأ بكثير مما نراه في الإعلام من عدة زوايا، الغذاء أحدها بجانب الدواء حيث يموت الآلاف من الشيوخ والأطفال والنساء وأصحاب الأمراض المزمنة لعدم استطاعتهم الحصول على الدواء، هناك العديد من الأمراض كان بالإمكان معالجتها بسهولة إذا ما توفر الدواء اللازم".
وأكد ميرغني أن "كل الأرقام التي يتم الإعلان عنها من جانب الأمم المتحدة والمنظمات الدولية حقيقية جدا، وفي تقديري أنها لا تعكس الواقع على الأرض، الواقع أسوأ كثير جدا مما نسمع، نحن نستقي المعلومات من المواطنين مباشرة الذين يتصلون بنا عبر الهاتف من معظم مناطق السودان، وهناك بعض المناطق التي ليس فيها شبكات هواتف نتيجة للأعمال العسكرية، هؤلاء ربما يكون وضعهم أسوأ ولا يستطيعون حتى التواصل لنقل الصورة على الأرض".
وحول ما إذا كانت تلك الحالة مجاعة حقيقية أم وضعا استثنائيا، يقول ميرغني: "هناك بعض المناطق تعاني من مجاعة حقيقية وصلت إلى أنهم يأكلون أوراق الأشجار، وأخرى ربما تُعاني من نقص خطير جدا في الغذاء، تتوفر إليهم بعض الغذاء لكن هناك نقص، وهناك مواقع أخرى ربما تكون أقل من
درجة المجاعة، لكن هناك نقص كبير جدا في الغذاء، الأمر الذي كان
السبب الرئيسي في انتشار الأمراض، بعض المناطق التي تواصلت معهم، كان هناك العشرات يموتون يوميا بسبب الأمراض التي ساعد نقص الغذاء في انتشارها بشكل كبير، وأكدوا أنهم لا يستطيعون أن يجدوا الغذاء الكافي الذي يقوي مناعة الجسم لمقاومة الأمراض".
من جانبه يقول الدكتورعادل عبد الباقي، رئيس منظمات المجتمع المدني السودانية: "مع احتدام المعارك في عدة محاور في البلاد بين الجيش والدعم السريع، سواء في دارفور أو كردفان، إضافة إلى
وسط السودان والجزيرة تتفاقم الأزمات الإنسانية بصورة مأساوية، وقد شاهدنا اليومين الماضيين انسحاب قوات الدعم السريع من مدينة (سنجة)، يأتي ذلك بعد إعلان الدعم عن الخطة (B) التي تهدف إلى التوسع نحو المناطق الشمالية والاستراتيجية، في نفس الوقت هى تفرض سيطرتها على ما يقارب 85 بالمئة من معاقل البترول في البلاد، وهذا مؤشر خطير جدا، وقد تتوسع القوات نحو الشمال".
وأضاف في حديثه لـ"
سبوتنيك": "أن السودان بالفعل يشهد أوضاع إنسانية مُذرية منذ اندلاع الحرب، وتتطور تلك الأوضاع إلى الأسوأ مع توسع الصراع وانعدام المساعدات وأيضا التجاهل التام من قبل
المنظمات الأممية وعدم القدرة على توصيل القليل من المساعدات التي تصل إلى البلاد نتيجة التلاعب بها من قبل بعض الجهات".
وأشار عبد الباقي إلى أن "عدم التوصل لهدنة إنسانية واحتدام المعارك في عدة مناطق ساهم في تفاقم الوضع الإنساني، لا سيما المناطق المحاصرة في كردفان والجزيرة ودارفور، كما أن هناك تخوف تام من كل العاملين في الحقل الإنساني من الذهاب إلى تلك المناطق، نظرا لعدم وجود أي ضمانات أمنية من طرفي الصراع بحماية أرواحهم، الأمر الذي جعل الوصول إلى
المدنيين الذين يعيشون أوضاعا قاسية في مراكز ومعسكرات الإيواء أمرا بالغ الصعوبة".
أما الدكتور محمد مصطفى، رئيس المركز العربي/الأفريقي لثقافة السلام والديمقراطية في السودان، "يرى أن التحذيرات الدولية من المجاعة والأوضاع الإنسانية في السودان، تنطوي على بعدين أحدهما سياسي يرتكز على
مصالح ذاتية والآخر إنسان، فالذين يطلقون التحذيرات إنطلاقٱ من مواقف سياسية هم أنفسهم يؤججون الحرب ويسهمون في المجاعة نفسها، ثم يحذرون من المجاعة لدفع الأطراف لسلام يحقق مصالحهم وفقٱ لتقدير الموقف لديهم".
وأضاف في حديثه لـ"
سبوتنيك": "أما الذين ينطلقون من مبادئ إنسانية حتما لديهم حسابات ومعلومات حقيقية عن مستوى الزراعة والإنتاج في الموسم الحالي ويعلمون أن هناك فجوة غذائية كبيرة مع عدم صرف المرتبات للعمال والموظفين لمدة تجاوزت السنة، إضافة إلى الركود الحاصل في سوق العمل".
وقال مصطفى: "رغم أن الخريف كان مبشرٱ جدٱ هذا العام إلا أنه وبسبب سيولة الأمن لم يزرع أغلب مواطني السودان، وأيضا بسبب النهب والنزوح الذي طال أغلب قطاعات الشعب في المدن المختلفة زادت
نسبة السكان بدرجة كبيرة في القرى، دون أي زيادة في الرقعة الزراعية بل تناقصت المساحات الزراعية، وبالتالي قد زاد إعتماد الشعب السوداني على الذرة والقمح، ومع تراجع نسبة الإنتاج وانعدام مصادر الدخل وارتفاع أسعار الذرة في مناطق الإنتاج، كل هذه العوامل تؤشر إلى حدوث مجاعة في كل أقاليم السودان".
أصدر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، أمس الأحد، تقريرا كشف فيه عن أن السودان يواجه أزمة هي الأكبر من نوعها على مستوى العالم.
ونقل
موقع "أخبار السودان" عن التقرير أن السودان يعاني من أكبر أزمة نزوح داخلي على مستوى العالم، حيث تم تسجيل نزوح أكثر من 3 ملايين طفل داخل البلاد وخارجها منذ بداية النزاع.
وبحسب التقرير فإن واحداً من كل ثلاثة أشخاص في السودان يعاني من نقص حاد في الأمن الغذائي، الأمر الذي يزيد من معاناة السودانيين في ظل الظروف الراهنة، مشيرا إلى أن موجة العنف الحالية تسببت في ارتفاع عدد
الضحايا المدنيين وتدمير البنية التحتية والمرافق الأساسية، مما أسهم في تفاقم أزمة النزوح.
وأضاف التقرير أن أكثر من 7.4 مليون شخص اضطروا لمغادرة منازلهم هربا من أعمال العنف، بالإضافة إلى 3.8 مليون نازح نتيجة الصراعات السابقة. كما حذر من تدهور النظام الصحي في البلاد، مع تزايد خطر انتشار الأمراض مثل الكوليرا وحمى الضنك والحصبة والملاريا.
وفي وقت سابق، وجه قائد الجيش السوداني، عبد الفتاح البرهان، خطابا للسودانيين، بعد تحقيق "انتصار كبير وعظيم"، وذلك بعدما وصل البرهان، السبت الماضي، إلى مدينة سنجة، وأعلن عن "تحريرها من قوات الدعم السريع"، واستعادة قيادة الفرقة 17 مشاة.
وأكد في كلمة له "عزم
القوات المسلحة السودانية على تحرير كل شبر دنّسه العُملاء والخَوَنة، ودحر المليشيا الإرهابية التي تستهدف وحدة السودان".
واندلعت الحرب في السودان، في 15 أبريل/ نيسان 2023، بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي)، في مناطق متفرقة من السودان، تتركز معظمها في العاصمة الخرطوم، مخلفةً المئات من القتلى والجرحى بين المدنيين.
وتوسطت أطراف عربية وأفريقية ودولية
لوقف إطلاق النار، إلا أن هذه الوساطات لم تنجح في التوصل لوقف دائم للقتال.
وظهرت الخلافات بين رئيس مجلس السيادة السوداني- قائد القوات المسلحة السودانية، عبد الفتاح البرهان، وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو، للعلن بعد توقيع "الاتفاق الإطاري" المؤسس
للفترة الانتقالية بين المكون العسكري والمكون المدني، في شهر كانون الأول/ديسمبر الماضي، الذي أقر بخروج الجيش من السياسة وتسليم السلطة للمدنيين.