عائلات فلسطينية تعيش في خيمة واحدة بعد نزوحها من مخيم طولكرم شمالي الضفة الغربية
12:00 GMT 21.02.2025 (تم التحديث: 12:52 GMT 21.02.2025)
© Sputnik . Ajwad Jradat
تابعنا عبر
حصري
تتعرض الضفة الغربية إلى تصاعد في وتيرة الاقتحامات والمداهمات المتكررة، والعلميات العسكرية للجيش الإسرائيلي في مدن وقرى ومخيمات الفلسطينيين، وذلك منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة بعد السابع من أكتوبر/ تشرين الاول 2023.
ويغلق الجيش الإسرائيلي الضفة الغربية، منذ بدء الحرب على قطاع غزة، ويفصل المدن والقرى الفلسطينية عن بعضها بحواجز وبوابات عسكرية وسواتر ترابية، ومنذ 21 يناير/ كانون الثاني الماضي، يشن الجيش الإسرائيلي عملية عسكرية واسعة شمالي الضفة الغربية، حيث شنت قواته هجمات واسعة النطاق على مدينة جنين، مستهدفة أحياء سكنية بالكامل، ثم توسعت عملياته العسكرية في طولكرم وطوباس شمالي الضفة الغربية.
وفي طولكرم شمالي الضفة الغربية، تعيش المدينة ومخيماها، طولكرم ونور شمس، أوقاتا عصيبة مع استمرار الحصار المطبق الذي فرضه الجيش الإسرائيلي على المنطقة، وتوسع العملية العسكرية لليوم 24 على التوالي، وسط تدمير كامل للبنية التحتية والممتلكات العامة والخاصة، التي تعرضت للتجريف والتفجير والحرق، وما رافقه من مداهمة للمنازل وطرد غالبية سكانها.
عائلات فلسطينية تعيش في خيمة واحدة بعد نزوحها من مخيم طولكرم شمال الضفة الغربية
© Sputnik . Ajwad Jradat
عائلات فلسطينية تعيش في خيمة واحدة
وفي خيمة واحدة شرقي طولكرم تعيش عائلات فلسطينية نزحت من مخيم طولكرم للاجئين شمالي الضفة الغربية، بعدما أجبرها الجيش الإسرائيلي على النزوح، واضطرت العائلات للعيش داخل هذا الخيمة، بعدما تم تأمين النساء داخل مؤوى في مدينة طولكرم، ليبقى الرجال والأطفال يواجهون برد الشتاء داخل خيمة شبه مهترئة.
عائلات فلسطينية تعيش في خيمة واحدة بعد نزوحها من مخيم طولكرم شمال الضفة الغربية
© Sputnik . Ajwad Jradat
ويقول النازح من طولكرم حسين فرحان لوكالة "سبوتنيك":" لقد نزحنا من المخيم، ولم نستطيع أخذ شيء معنا، ولا حتى ماء أو أغطية، حيث أجبرنا الاحتلال على النزوح بدون أخذ أي شيء، ولم نجد مؤوى، ونحن 8عائلات من المخيم، فقمنا بعمل هذه الخيمة، وقمنا بما يتوفر من معدات بسيطة في إغلاق الخيمة باستخدام النايلون رغم أنه خفيف ولا يتحمل خاصة في ظل فصل الشتاء، وبعدها وجدنا مؤوى للنساء في طولكرم، وبقي 15 رجل والأطفال في هذه الخيمة، ونعاني من البرد الشديد، وبسبب البرد وصوت النايلون لا ننام في الليل، ولقد حصلنا على الفرشات والأغطية من أهل الخير".
عائلات فلسطينية تعيش في خيمة واحدة بعد نزوحها من مخيم طولكرم شمال الضفة الغربية
© Sputnik . Ajwad Jradat
ويضيف:" نقوم يوميا بجمع الحطب من الجبال المحيطة والخطرة لقربها من المستوطنات الإسرائيلية، من أجل إشعال النار للتدفئة، وكنا نطهي الطعام ونعمل الشاي والقهوة عليها، حتى حصلنا على أنبوبة غاز، وكما ترى أطفالنا خارج الخيمة يحاولون أن يجدوا طفولتهم، فهم لم يعتادوا على الحياة في خيمة بلا مأوى ولا مدارس، ومن حقهم أن يعيشوا بسلام ".
عائلات فلسطينية تعيش في خيمة واحدة بعد نزوحها من مخيم طولكرم شمال الضفة الغربية
© Sputnik . Ajwad Jradat
ويشعل الشبان النار في موقد بإحدى زوايا الخيمة علها تدفئهم من البرد القارس، ويحتسون القهوة والشاي المُعدين على نار الحطب، ولقد تركوا بيوتهم في المخيم مفتوحة ولا يعرفوا ماذا حصل لها، وإلى جوار حسين يجلس صديقه النازح من مخيم طولكرم خالد سليم، ويروي خالد لحظات النزوح من المخيم، ويقول لـ "سبوتنيك":" عندما نزحنا كان الوضع صعب جدا، لقد رأيت جنود الاحتلال يعتدون على الناس، ورأيتهم يخرجون كبار السن ويلقوهم على الأرض، ومن ثم تأتي سيارات الإسعاف لنقلهم، ولم يسمح لنا أن نأخذ معنا سوى الهاتف، ووصلنا إلى هنا منذ قرابة 20يوم، وتحت المطر قمنا ببناء هذه الخيمة، ونحن هنا في منطقة نائية، إذا مرض طفلي لا أعرف ماذا أفعل، ولا أستطيع نقله إلى مركز صحي أو مشفى".
عائلات فلسطينية تعيش في خيمة واحدة بعد نزوحها من مخيم طولكرم شمال الضفة الغربية
© Sputnik . Ajwad Jradat
ولم يتوقع هؤلاء النازحين أن يكون مصير عوائلهم العيش في خيمة من الخشب والنايلون، بينما يدخلها الماء من كل مكان، ويجلسون حول المدفأة طوال اليوم، يتابعون ما يجري في طولكرم ومخيميها، ويسمعون أصوات الانفجارات الناتجة عن هدم وتفجير الجيش الإسرائيلي لبيوتهم وبيوت أهالي المخيم.
وكان الجيش الإسرائيلي أجبر أكثر من 90% من أهالي مخيم طولكرم ومخيم نور شمس، أي ما يزيد عن 20 ألف مواطن، على النزوح إلى خارجهما، ولجأ غالبية السكان إلى منازل أقارب داخل مدينة طولكرم وضواحيها، وأقيمت 6 مراكز إيواء لمن لم يجد مكانا يلجأ إليه، وافتتحت المساجد والمدارس والنوادي والمراكز الصحية العامة لاستقبال النازحين، وأغلقت أبوابها أمام روادها الطبيعيين من الطلبة والموظفين والمرضى، ومن تبقى من المواطنين الذين لم ينزحوا من المخيمين يعيشون أوضاعاً إنسانية صعبة، في ظل استمرار العملية العسكرية الإسرائيلية، حيث يواجه الأهالي نقصاً حاداً في المياه والكهرباء مع شح شديد في المواد الغذائية، مما يزيد من معاناتهم اليومية.
عائلات فلسطينية تعيش في خيمة واحدة بعد نزوحها من مخيم طولكرم شمال الضفة الغربية
© Sputnik . Ajwad Jradat
ويواصل الجيش الإسرائيلي، عمليته العسكرية على مدينة جنين ومخيمها شمالي الضفة الغربية الذي دخل شهره الثاني، وأسفر حتى الآن عن مقتل 26 فلسطينيًّا وعشرات الإصابات، ونزوح آلاف المواطنين، وتدمير كبير وهدم وحرق لمنازلهم ومحالهم التجارية، كما يواصل الجيش الإسرائيلي العملية العسكرية على مدينة طولكرم ومخيمها لليوم الـ25 على التوالي، وعلى مخيم نور شمس لليوم الـ12، وسط تصعيد عسكري من هدم وتفجير وحرق للمنازل وتدمير واسع للبنية التحتية، والدفع بالمزيد من التعزيزات العسكرية المصحوبة بالجرافات وصهاريج الوقود ومنازل الجنود الجاهزة، وسط تحليق مستمر للمسيّرات على ارتفاعات منخفضة داخل مدن ومخيمات الضفة.
