العائدون إلى غزة يكافحون برد الشتاء والأمطار الغزيرة التي تقتحم خيامهم الضعيفة
11:00 GMT 28.02.2025 (تم التحديث: 11:09 GMT 28.02.2025)

© Sputnik . Ajwad Jradat
تابعنا عبر
حصري
توصلت إسرائيل وحركة حماس إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، وتبادل للأسرى بين إسرائيل وحركة حماس، بعد 15 شهرا من الحرب على القطاع، وتوصل الأطراف إلى اتفاق وقف النار عقب اجتماعات في الدوحة.
وبعد عودة النازحين إلى غزة وشمال القطاع لتفقد بيوتهم، وجد الغالبية منهم البيوت مدمرة بشكل كامل، وقد مسحت مربعات سكنية بأكملها، ويعاني السكان من انعدام المقومات الأساسية من خيام ومنازل متنقلة، وعدم وجود وسائل تدفئة، إثر شح الوقود في ظل موجة قطبية شديدة البرودة.
مواجهة الأمطار وبرد الشتاء
وفي مدنية غزة وشمالي القطاع، يكافح العائدون من جنوبي قطاع غزة بعد 15 شهرا من الحرب، للصمود فوق ما تبقى من غزة، وقد تم إنشاء مخيمات إيواء تستقبل العائلات التي هدمت بيوتها، ومع اشتداد البرد وهطول الأمطار خلال فصل الشتاء، يبدأ المواطنون في إخراج المياه التي تقتحم الخيام، وتأمين ما يمكن من وسائل التدفئة.

العائدون إلى غزة يكافحون برد الشتاء والأمطار الغزيرة التي تقتحم خيامهم الضعيفة
© Sputnik . Ajwad Jradat
وقال النازح مازن صيدم، لوكالة "سبوتنيك":
منذ عودتنا من جنوبي القطاع ونحن نحاول أن نتأقلم مع الواقع الصعب، خاصة بعد فقدنا بيوتنا خلال الحرب، وقد تفاجأنا بمنخفضات شديدة البرودة ومتتابعة، والأمطار الغزيرة تدخل على الخيام، والأطفال هم الأكثر معاناة، ومع غياب البنية التحتية، بات الأمر أكثر صعوبة، حيث مياه الصرف الصحي تختلط بمياه الأمطار لتزيد من معاناتنا ومن صعوبة الحياة التي نعيشها.

العائدون إلى غزة يكافحون برد الشتاء والأمطار الغزيرة التي تقتحم خيامهم الضعيفة
© Sputnik . Ajwad Jradat
وتفاقمت الأزمة الإنسانية في قطاع غزة، حيث يعيش نحو 1.5 مليون فلسطيني بلا مأوى بعد تدمير منازلهم، حسب المكتب الإعلامي الحكومي في القطاع، وفي فصل الشتاء فإن البرد والأمطار باتت تقتحم الخيام، وتفاقم انتشار الأمراض والأوبئة.

العائدون إلى غزة يكافحون برد الشتاء والأمطار الغزيرة التي تقتحم خيامهم الضعيفة
© Sputnik . Ajwad Jradat
ويواجه النازحون ظروفاً قاسية وسط برد قارس ورياح عاتية، إذ يعيش الآلاف في خيام مصنوعة من النايلون والقماش الرقيق، تفتقر إلى أدنى مقومات الحماية من الأمطار والعواصف، كما يواجه من عادوا إلى غزة وشمال القطاع صعوبات في نصب خيامهم وتثبيتها، في ظل ظروف مناخية غير مواتية، إضافة إلى النقص الحاد في المواد الغذائية وانعدام وسائل التدفئة.

العائدون إلى غزة يكافحون برد الشتاء والأمطار الغزيرة التي تقتحم خيامهم الضعيفة
© Sputnik . Ajwad Jradat
ويقيم المواطنون الذين دُمرت منازلهم بسبب الحرب، في الطرقات والملاعب والساحات العامة والمدارس، دون أي وسائل تحميهم من البرد والأمطار، ويفاقم غياب الوقود معاناة المواطنين، إذ تجد العائلات نفسها عاجزة عن تأمين أي وسيلة للتدفئة في ظل انخفاض درجات الحرارة خلال فصل الشتاء.

العائدون إلى غزة يكافحون برد الشتاء والأمطار الغزيرة التي تقتحم خيامهم الضعيفة
© Sputnik . Ajwad Jradat
وقال النازح كرم الغول، لـ"سبوتنيك":
لقد تدمرت نصف الخيام في هذه المنطقة بسبب الأمطار الشديدة، وجميع المتضررين لا يجدون أغطية أو وسائل تدفئة، والحمد لله أن الخيام غرقت في النهار، ولو كان في الليل لكانت الخسائر مضاعفة، ونحن نعمل مع بعضنا لحفر ممر للمياه، وجميع الشباب هنا يشاركون مع بعضهم، في محاولة لإخراج المياه من المخيم، ومن داخل الخيام، ولعل الله يرزقنا رحمة قريبة.

العائدون إلى غزة يكافحون برد الشتاء والأمطار الغزيرة التي تقتحم خيامهم الضعيفة
© Sputnik . Ajwad Jradat
وأضاف الغول: "ماذا أقول ولمن أوجه رسالتي، الجميع يشاهد قطاع غزة المدمر، وسكانه الذين يخرجون من معاناة إلى معاناة، لذلك أقول حسبنا الله ونعم الوكيل والحمد لله".
البرد القارس يقتل 6 رضع في غزة
وبالتزامن مع منخفض جوي مصحوب بكتلة هوائية قطبية على قطاع غزة، توفي 6 رضع فلسطينيين حديثي الولادة في مدينة غزة، نتيجة البرد القارس، في مستشفى أصدقاء المريض في حي الرمال غربي مدينة غزة، بينما توفي طفل سادس في مدينة خان يونس جنوبي القطاع.

العائدون إلى غزة يكافحون برد الشتاء والأمطار الغزيرة التي تقتحم خيامهم الضعيفة
© Sputnik . Ajwad Jradat
وقال النازح صيدم لوكالة "سبوتنيك": "أطالب العالم بالوقوف مع الأطفال الذين لا يستطيعون تحمل هذا الوضع الصعب، فلا يوجد لهم علاج أو أدوية أو وسائل تدفئة، أما نحن الكبار فمن الممكن أن نتحمل هذه الظروف، لكن نخاف على أطفالنا من البرد الشديد والأمطار الغزيرة، لذلك أطالب كل المؤسسات التي تعنى بالأطفال للضغط لتوفير وسائل صمود لهم، وإنقاذ الأطفال مما يحدث في القطاع".
90 في المئة بلا مأوى
وكان المكتب الإعلامي الحكومي في غزة قد قال في بيان صحفي إن "90% من العائدين إلى شمالي قطاع غزة يفتقرون إلى منازل تؤويهم، ويحتاج شمالي القطاع إلى 135 ألف خيمة بشكل فوري".

العائدون إلى غزة يكافحون برد الشتاء والأمطار الغزيرة التي تقتحم خيامهم الضعيفة
© Sputnik . Ajwad Jradat
ويعاني جميع سكان القطاع، البالغ عددهم 2.2 مليون شخص، من نقص حاد في الخدمات الأساسية وانعدام البنية التحتية، كما ينعدم توفر وسائل التدفئة لدى الكثيرين، خاصة الذين فقدوا منازلهم وممتلكاتهم.

العائدون إلى غزة يكافحون برد الشتاء والأمطار الغزيرة التي تقتحم خيامهم الضعيفة
© Sputnik . Ajwad Jradat
وتتنصل إسرائيل من التزاماتها بموجب اتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ، في 19 يناير/ كانون الثاني الماضي، وتمنع دخول مساعدات إنسانية ضرورية، بما في ذلك 200 ألف خيمة و60 ألف منزل متنقل لتوفير الإيواء العاجل للمتضررين.

العائدون إلى غزة يكافحون برد الشتاء والأمطار الغزيرة التي تقتحم خيامهم الضعيفة
© Sputnik . Ajwad Jradat
ومنذ بدء الحرب على قطاع غزة بعد السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، نزح معظم سكان غزة البالغ عددهم الإجمالي 2.4 مليون نسمة، مرة واحدة على الأقل، إلى أنحاء أخرى من القطاع، ويؤشر حجم الدمار اللاحق بغزة من جراء الضربات الجوية الإسرائيلية والقصف المدفعي وقتال الشوارع، إلى أن إعادة الإعمار قد تستغرق سنوات طويلة.