هل ينقلب الجنوبيون على الشرعية اليمنية والانتقالي مع استمرار الانهيار الاقتصادي والأزمات المعيشية؟
© Sputnik . STR
تابعنا عبر
حصري
لا تزال الأوضاع الاقتصادية والمعيشية في مناطق الشرعية اليمنية والمجلس الانتقالي تسير من سيئ إلى أسوأ، بحسب التقارير الاقتصادية والرسائل الإعلامية لطرفي المجلس الرئاسي، علاوة على الانهيار غير المسبوق لسعر صرف الريال اليمني، وحالة الغليان التي طفت على السطح وتبلورت في احتجاجات شبه يومية لكافة الفئات.
ما هي النتائج المتوقعة لتلك التطورات؟ وهل تؤدي إلى انتفاضة شعبية ضد مكونات المجلس الرئاسي المتمثلة في الشرعية اليمنية والمجلس الانتقالي الجنوبي، أم أن الأمور لا تزال تحت السيطرة، وأن التحالف سوف يعمل على علاج هذا الوضع بضخ المزيد من الأموال في البنك المركزي؟
بداية يقول عبد العزيز قاسم، القيادي في الحراك الجنوبي اليمني: "ما يجري في الجنوب منذ اندلاع الحرب قبل عشر سنوات حتى اللحظة شيء مثير وغريب، ولا مبرر مقبول له، ولا هناك أي عذر أو مانع يحول دون تطبيع الحياة ومعالجة الأوضاع المعيشية والخدمية، رغم الفرص الكثيرة التي مُنحت لما يسمى بالحكومة الشرعية والانتقالي وحتى المجلس الرئاسي، وعدة تغييرات للحكومة".
غليان في الشارع
وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك": "تدهور الأوضاع الخدمية والمعيشية للشعب يزداد سوءًا وكارثية يومًا بعد يوم، وبطبيعة الحال فإن الكثير من الأحداث التي شهدها الجنوب وغليان الشارع وخروجه للتنديد والرفض لسياسة التجويع والإفقار الممنهجة التي تتبعها هذه الحكومة، تُوظف بشكل صريح وواضح وعلني الحقوقَ المكتسبة والمشروعة للشعب بصورة سياسية، وتُدخله في أتون كارثية نشهد فصولها".
وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك": "تدهور الأوضاع الخدمية والمعيشية للشعب يزداد سوءًا وكارثية يومًا بعد يوم، وبطبيعة الحال فإن الكثير من الأحداث التي شهدها الجنوب وغليان الشارع وخروجه للتنديد والرفض لسياسة التجويع والإفقار الممنهجة التي تتبعها هذه الحكومة، تُوظف بشكل صريح وواضح وعلني الحقوقَ المكتسبة والمشروعة للشعب بصورة سياسية، وتُدخله في أتون كارثية نشهد فصولها".
وتابع قاسم: "بالتالي، فإن الثورة والانتفاضة الشعبية قد بدأت منذ وقت مبكر بصورة متقطعة، وحاليًا يشهد الشارع الجنوبي مسيرات غاضبة ضد هذه الحكومة، والانتقالي الذي يُعد في حكم المنتهي أو المحتضر، ولم يعد الشعب يعوّل عليه بقدر ما يعتبره تخلى عن دوره وأهداف الشعب، ولم يعد مفوضًا، وتمثيله كأن لم يكن، والشعب قد نفد صبره، ولا خيار أمامه سوى الإطاحة بهذه الحكومة والانتقالي".
الانتفاضة الشعبية
واستطرد: "بكل تأكيد لن ينقلب الشعب على الشرعية والانتقالي فحسب، بل قد بدأ بالانتفاضة الشعبية، وسيتم بلورة رؤية شاملة لفرض تشكيل حكومة تمثله بعيدًا عن الإملاءات الخارجية، لأن الحكومة الحالية والسابقة وحتى المجلس الرئاسي كلها مُعلبة، وتم تفصيلها في الخارج بعيدًا عن الإرادة الشعبية، وأساسًا الشعب اليمني في الجنوب يرفض ما يسمى بالشرعية من أساسها، وسيواصل مسيرة الحراك الجنوبي".
واستطرد: "بكل تأكيد لن ينقلب الشعب على الشرعية والانتقالي فحسب، بل قد بدأ بالانتفاضة الشعبية، وسيتم بلورة رؤية شاملة لفرض تشكيل حكومة تمثله بعيدًا عن الإملاءات الخارجية، لأن الحكومة الحالية والسابقة وحتى المجلس الرئاسي كلها مُعلبة، وتم تفصيلها في الخارج بعيدًا عن الإرادة الشعبية، وأساسًا الشعب اليمني في الجنوب يرفض ما يسمى بالشرعية من أساسها، وسيواصل مسيرة الحراك الجنوبي".
وقال القيادي الجنوبي: "حقيقة، هذه الحكومة والانتقالي لم تعودا تمثلان الإرادة الشعبية وتطلعات الناس في الجنوب، بقدر ما هما أدوات مفروضة من الخارج ومن دول التحالف، وهما انعكاس وصدى للدور المحدد لهما من قبل التحالف، ولا يمكن لهاتين القوتين أن تقوما بأدنى واجباتهما ومسؤولياتهما الأخلاقية تجاه معاناة شعبنا، وما عليهما إلا أن تقدما استقالتهما، أو سيأتي الشعب لاقتلاعهما، ولعلكم تابعتم خروج النساء قبل أشهر، وكيف تعاطت الحكومة وفرضت الإجراءات الأمنية المشددة، وزُج بعدد من الناشطين في السجون، ناهيك عن التهديدات والملاحقات".
الانتقالي والرئاسي
من جانبه، يقول الدكتور عبد الستار الشميري، رئيس مركز جهود للدراسات في اليمن: "في المنظور القريب، لا أعتقد أن هناك أي شيء ذي بال في موضوع علاقة مكونات المجلس الرئاسي، التي من ضمنها المجلس الانتقالي، وهم أعضاء ثمانية، منهم على الأقل أربعة يمثلون المجلس الانتقالي أو الجنوب".
من جانبه، يقول الدكتور عبد الستار الشميري، رئيس مركز جهود للدراسات في اليمن: "في المنظور القريب، لا أعتقد أن هناك أي شيء ذي بال في موضوع علاقة مكونات المجلس الرئاسي، التي من ضمنها المجلس الانتقالي، وهم أعضاء ثمانية، منهم على الأقل أربعة يمثلون المجلس الانتقالي أو الجنوب".
وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك": "صحيح أن هناك تباينات حول قضايا مختلفة، لكن زمام الأمور والرعاية الكاملة هي رعاية خليجية من المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات وأشقاء آخرين، ولذلك التصعيد الإعلامي بين مكونات الشرعية لا يُؤخذ قياسًا على أي تصعيد آخر على مستوى عسكري، أو على مستوى انقلاب أو ما شابه، فذلك غير ممكن حاليًا لعدة أسباب، وهي كثيرة".
رسائل إعلامية
وتابع الشميري: "لكن أحيانًا يحتاج كل مكون من مكونات المجلس الرئاسي أن يرسل برسائل إلى جمهوره، خاصة في ظل تردي الأوضاع المعيشية ووجود فساد في كافة المكونات، وفي الحكومة تحديدًا، رغم قلة الإمكانيات وشح الموارد الحكومية، والدعم الذي يأتي من الأشقاء، فمعظمه يأتي ويذهب هدرًا، أو في أقل الأحوال، يُهدر جزء كبير منه".
وتابع الشميري: "لكن أحيانًا يحتاج كل مكون من مكونات المجلس الرئاسي أن يرسل برسائل إلى جمهوره، خاصة في ظل تردي الأوضاع المعيشية ووجود فساد في كافة المكونات، وفي الحكومة تحديدًا، رغم قلة الإمكانيات وشح الموارد الحكومية، والدعم الذي يأتي من الأشقاء، فمعظمه يأتي ويذهب هدرًا، أو في أقل الأحوال، يُهدر جزء كبير منه".
وقال عبد الستار الشميري: "نظرًا للضغط الشعبي الكبير، يحاول كل طرف أن يرسل رسائل أحيانًا إلى جمهوره يعبر بها عن استيائه مما يدور، لكي يُبرّئ نفسه من تبعات ما يجري، أو يقول: أنا لا علاقة لي بما يحدث".
ولفت الشميري إلى أنه "من المنظور القريب، ليس هناك أي تطورات كبيرة محتملة لوضع المجلس الرئاسي أو مكونات الحكومة الشرعية بشكل عام".
ويشهد اليمن تهدئة هشة منذ إعلان الأمم المتحدة، في الثاني من أكتوبر/ تشرين الأول 2022، عدم توصل الحكومة اليمنية وجماعة "أنصار الله" إلى اتفاق لتمديد وتوسيع الهدنة التي استمرت 6 أشهر.
ويعاني البلد العربي، للعام العاشر تواليًا، صراعًا مستمرًا على السلطة بين الحكومة المعترف بها دوليًا وجماعة "أنصار الله"، انعكست تداعياته على مختلف النواحي، إذ تسبب في أزمة إنسانية تصفها الأمم المتحدة بأنها واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية على مستوى العالم.
وتسيطر جماعة "أنصار الله"، منذ سبتمبر/ أيلول 2014، على غالبية المحافظات وسط وشمالي اليمن، بينها العاصمة صنعاء، فيما أطلق تحالف عربي بقيادة السعودية، في 26 مارس/ آذار 2015، عمليات عسكرية دعمًا للجيش اليمني لاستعادة تلك المناطق من قبضة الجماعة.
وأودت الحرب الدائرة في اليمن، حتى أواخر 2021، بحياة 377 ألف شخص، كما ألحقت بالاقتصاد اليمني خسائر تراكمية تقدر بـ126 مليار دولار، في حين بات 80 في المئة من السكان، البالغ عددهم نحو 35 مليون نسمة، بحاجة إلى مساعدات إنسانية، حسب تقارير الأمم المتحدة.
