رصاص الجيش الإسرائيلي يفتك بالعمال الفلسطينيين الذين يبحثون عن لقمة العيش داخل إسرائيل
11:00 GMT 16.07.2025 (تم التحديث: 06:27 GMT 17.07.2025)
© Sputnik . Ajwad Jradat
تابعنا عبر
حصري
ترخي الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، بثقلها على المشهد الفلسطيني، حيث تزداد ظروف الفلسطينيين صعوبة مع استمرار الحرب، خاصة تلك التي تتعلق بقوت يومهم. ومنذ اندلاع الحرب، ألغت إسرائيل تصاريح أكثر من 140 ألف عامل فلسطيني من الضفة الغربية وقطاع غزة، كانوا يعملون داخل إسرائيل، واعتقلت عددا منهم.
وبعد إغلاق المعابر التي تربط الضفة الغربية بإسرائيل، لم يجد العمال الفلسطينيون الذين خسروا مصدر رزقهم بسبب الحرب، سوى خوض مغامرة الصعود إلى الجدار الفاصل عبر سلالم، يوفرها أشخاص يتقاضون أجرا، يصل ارتفاعها إلى 9 أمتار ثم النزول إلى الجانب الآخر عبر حبل مربوط في أعلى الجدار.
وكان هؤلاء العمال من الضفة الغربية، يعتمدون في توفير دخلهم على العمل داخل إسرائيل في قطاعات البناء والزراعة والصناعة وغيرها، لكنهم منعوا من العودة إلى أعمالهم مع بدء الحرب على غزة.
وهذه المغامرة التي يخوضها العمال من الضفة الغربية، سعيا للحصول على عمل أو مصدر رزق يسد حاجة أسرهم، يدفعون ثمنها بالتعرض للقتل برصاص الجيش الإسرائيلي أو الإصابة بكسور في القدمين، أو الحوض، أو العمود الفقري، وبعضهم بعاهات دائمة.
وكان آخر ضحايا لقمة العيش، الشاب سامر الزغارنة، الذي قتل برصاص الجيش الإسرائيلي في بلدة الرماضين في محافظة الخليل جنوبي الضفة الغربية، وهو يحاول اجتياز الجدار الفاصل مع 20 شابا للحصول على عمل داخل إسرائيل، بينما لاذ رفاقه بالفرار
رصاص الجيش الإسرائيلي يفتك بالعمال الفلسطينيين الذين يبحثون عن لقمة العيش داخل إسرائيل
© Sputnik . Ajwad Jradat
ويقول رئيس بلدية الرماضين، وأحد أقارب الشاب سامر، أحمد الزغارنة، لوكالة "سبوتنيك": "هذه الحادثة باتت تتكرر، لأنَ العمال لا يجدون طريقة للحصول على عمل سوى خوض تلك المغامرة الخطرة، والتي دفع ثمنها الشاب سامر، حيث ترك ينزف بعدما أطلق عليه جنود الاحتلال النار، ورغم ما حدث ما زال العمال يجتازون الجدار الفاصل للوصول إلى مكان عملهم أو البحث عن عمل، ولا يوجد مصدر رزق في البلدة أو في مناطق أخرى، وتراكم الديون والحاجة للمال، تدفع العمال إلى اجتياز الجدار".
ويضيف: "في بلدة الرماضين التي تقع أقصى جنوبي الضفة الغربية، لا يوجد أدنى شيء من مقومات الحياة الأساسية، والزراعة غير ناجحة بسبب شح الأمطار، والبطالة في تزايد، وحال هذه البلدة كحال معظم البلدات الفلسطينية، ولا يوجد أمام العمال سوى محاولة الوصول داخل الجدار للحصول على عمل".
رصاص الجيش الإسرائيلي يفتك بالعمال الفلسطينيين الذين يبحثون عن لقمة العيش داخل إسرائيل
© Sputnik . Ajwad Jradat
ويشرح الزعارنة: "أثناء مغامرة القفز عن الجدار، يواجه العمال تحديات عدة، منها انقطاع الحبل بهم أثناء النزول"، ويؤكد أنه "لا يكاد يمر يوم من دون إصابات تصل مستشفيات الضفة الغربية، إضافة إلى الملاحقة من قبل الجيش الإسرائيلي ومن ثم الاعتداء بالضرب والاعتقال".
ويشير الباحث في المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، عماد أبو هواش، إلى أن "سياسة إسرائيل منذ أكتوبر 2023 هي تجويع سكان الضفة الغربية، وحرمان قرابة 200 ألف عامل فلسطيني من العمل داخل إسرائيل هو جزء من هذه السياسة".
رصاص الجيش الإسرائيلي يفتك بالعمال الفلسطينيين الذين يبحثون عن لقمة العيش داخل إسرائيل
© Sputnik . Ajwad Jradat
ويقول أبو هواش لـ "سبوتنيك": "كثير من العمال الذين يحاولون اجتياز الجدار الفاصل، يتعرضون للسقوط أو السجن أو إجبارهم على دفع غرامات باهظة، وهناك عشرات الإصابات بين صفوف العمال، الذين يتم إطلاق النار عليهم من جيش الاحتلال بشكل متعمد، ومن العمال من فقد يده أو رجله بسبب الإصابة بالقرب من الجدار الفاصل".
ويضيف: "الحق في العمل، مكفول ضمن القانون الدولي الإنساني، ولكن جميع هذه الأفعال من قبل جيش الاحتلال لا يوجد لها محاسبة، ولا يوجد تعويضات للعمال المصابين، وقد تم إلغاء التحقيقات بهذه الحوادث منذ بدء الحرب، لذلك جيش الاحتلال يقوم بإطلاق الرصاص على العمال الفلسطينيين بشكل كبير ومباشر".
رصاص الجيش الإسرائيلي يفتك بالعمال الفلسطينيين الذين يبحثون عن لقمة العيش داخل إسرائيل
© Sputnik . Ajwad Jradat
ووفق معطيات الاتحاد العام لنقابات عمال فلسطين، فإن 14 عاملا فلسطينيا قتلوا خلال ملاحقتهم قرب الجدار أو تسبب الجيش الإسرائيلي في قتلهم أثناء محاولتهم الوصول إلى أماكن عملهم أو العودة منها إلى الضفة، أو خلال فترة اعتقالهم، أو باقتحام أماكن عملهم، منذ بداية العام وحتى مطلع الشهر الجاري.
وتشير المعطيات أنه منذ أكتوبر 2023، "تسبب الجيش الإسرائيلي في مقتل 37 عاملا سواء باستهدافهم عبر فتحات الجدار، أو على جدار أو ملاحقتهم في أماكن عملهم والمناطق التي يعملون بها، أو خلال فترة اعتقالهم، أو من غزة خلال وجودهم بمراكز الإيواء بالضفة الغربية".
وبشكل شبه يومي تعتقل الشرطة الإسرائيلية عشرات العمال الفلسطينيين، بذريعة الوجود دون تصاريح أو محاولة التسلل عبر الجدار والمعابر، وتشير معطيات اتحاد نقابات العمال الفلسطينيين إلى أن الأشهر الأخيرة شهدت تصعيدا في حملات ملاحقة العمال واعتقالهم، حيث اعتقل الجيش الإسرائيلي أكثر من 11 ألف عامل فلسطيني.
ويشير الجهاز المركزي الفلسطيني للإحصاء إلى أن "عدد العاطلين عن العمل في الضفة الغربية ارتفع إلى 313 ألفا في عام 2024، مقارنة بنحو 183 ألفا في عام 2023، كما ارتفعت معدلات البطالة بين الأفراد المشاركين في القوى العاملة في الضفة الغربية في عام 2024 إلى حوالي (31%) مقارنة بحوالي 18% في عام 2023، وبلغ معدل البطالة للذكور في الضفة الغربية 31.7% مقابل 30.1% للإناث في عام 2024".
