نواف سلام: لا دولة بلا عدالة ولا عدالة بلا محاسبة... وزمن الإفلات من العقاب يجب أن ينتهي

© Sputnik . Abdul Kader Al-Bay
تابعنا عبر
قال رئيس الوزراء اللبناني نواف سلام إن انفجار مرفأ بيروت لم يصب فقط أهالي الشهداء والضحايا، بل أصاب الوطن بكامله في قلبه وضميره، مؤكداً أن الرابع من آب لم يكن مجرد كارثة إنسانية، بل لحظة صادمة انكسرت فيها الثقة بين المواطن والدولة، وانكشفت خلالها ثغرات عميقة في الواقع اللبناني ومسألة المساءلة فيه.
قال رئيس الوزراء اللبناني نواف سلام إن انفجار مرفأ بيروت لم يصب فقط أهالي الشهداء والضحايا، بل أصاب الوطن بكامله في قلبه وضميره، مؤكداً أن الرابع من آب لم يكن مجرد كارثة إنسانية، بل لحظة صادمة انكسرت فيها الثقة بين المواطن والدولة، وانكشفت خلالها ثغرات عميقة في الواقع اللبناني ومسألة المساءلة فيه، بحسب مراسل سبوتنيك.
وأضاف سلام، خلال جلسة حوارية خاصة لمناقشة تداعيات انفجار مرفأ بيروت في الذكرى الخامسة لوقوعه، أن "معرفة الحقيقة ومحاسبة المسؤولين ليست مجرد مطلب خاص، بل قضية وطنية جامعة"، مشدداً على أنه "لا يمكننا أن نحيي ذكرى الرابع من آب من دون أن نستذكر كل اسم من أسماء الشهداء والضحايا، فكل واحد منهم كان حياة كاملة، فرداً وعائلة وواقعاً وحلماً ومستقبلاً".

نواف سلام خلال جلسة حوارية خاصة لمناقشة تداعيات انفجار مرفأ بيروت في الذكرى الخامسة لوقوعه
© Sputnik . Abdul Kader Al-Bay
وأشار رئيس الحكومة إلى أن جرح الضحايا ما زال مفتوحاً لأن العدالة لم تتحقق بعد، وأن المحاسبة تأخرت، فيما بيروت، التي استهدفت في ثوانٍ في قلبها وأبنائها وواجهتها وحياتها، ما زالت حتى اليوم تلملم شظاياها، لكنها بقيت عصيّة على الانكسار.
وتابع قائلاً: "في مقابل وجه الرابع من آب، هناك وجه آخر لا يقل عمقاً، هو الخامس من آب، الذي يمثل إرادة الحياة والتضامن الوطني من خلال اندفاع الشباب والشابات من دون دعوة أو مقابل، لرفع الركام ومداواة الجراح واسترداد نبض المدينة"، لافتاً إلى أن هذا الجيل، الذي لم يكن في موقع المسؤولية، هو اليوم في طليعة من يطالب بالعدالة.
وأكد أن العدالة في قضية الرابع من آب "ليست مسألة خاصة أو قضائية فقط، بل هي في جوهرها سؤال حول طبيعة البلد الذي نريد أن نعيش فيه، فمن دون عدالة لا معنى للمواطنة ولا جدوى من الدولة"، موضحاً أن "ثقافة الإفلات من العقاب التي ترسخت عبر عقود هي التي جعلت الفساد مستمراً والانهيارات متكررة، والجرائم السياسية بلا أجوبة".
وشدد سلام على أن مواجهة هذه الثقافة تتطلب التزاماً تأسيسياً، لأنها نقطة البداية لأي إصلاح حقيقي وبناء سليم لمؤسسات الدولة، قائلاً: "لا سيادة بلا محاسبة، لا إصلاح بلا محاسبة، لا دولة قانون بلا محاسبة".
وأضاف أن دولة القانون لا تُبنى بالشعارات بل باحترام القضاء وضمان استقلاليته، مؤكداً أن "المحاكمة العادلة ليست منّة من أحد، بل واجب على الدولة وحق للضحايا والمتهمين وضمانة للعدالة نفسها".

نواف سلام خلال جلسة حوارية خاصة لمناقشة تداعيات انفجار مرفأ بيروت في الذكرى الخامسة لوقوعه
© Sputnik . Abdul Kader Al-Bay
وفي هذا السياق، أعلن رئيس الحكومة التزامه الشخصي والحكومي بالدفع نحو إقرار قانون استقلالية القضاء العدلي، باعتباره مدخلاً أساسياً لإنهاء التدخلات في القضاء وزمن الإفلات من العقاب، والانتقال إلى دولة يحكمها القانون وحده.
وشدد سلام على التزام الحكومة الواضح ببناء دولة قوية، عادلة، سيدة، حرة ومستقلة، قائلاً:
"دولة لن توفّر الجهد لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي عن كل شبر من أراضينا، وبسط سلطتها على كامل أراضيها بقواها الذاتية حصراً. دولة يكون قرار الحرب والسلم في يدها وحدها."
كما شدد على أن "دولة الحق والقانون لا يمكن أن تقوم من دون إنهاء الإفلات من العقاب وتحقيق العدالة".
"دولة لن توفّر الجهد لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي عن كل شبر من أراضينا، وبسط سلطتها على كامل أراضيها بقواها الذاتية حصراً. دولة يكون قرار الحرب والسلم في يدها وحدها."
كما شدد على أن "دولة الحق والقانون لا يمكن أن تقوم من دون إنهاء الإفلات من العقاب وتحقيق العدالة".
وتوجه إلى اللبنانيين قائلاً: "أعلم أن الكثير منكم يشعر بأن الحقيقة ما زالت بعيدة، وأن العدالة متأخرة، لكن أقول لكم بوضوح: لا تسوية على حساب العدالة، ولا نهاية لهذا الجرح الوطني إلا بكشف الحقيقة كل الحقيقة ومحاسبة المسؤولين، أياً كانوا، أمام القضاء".
وختم سلام بالتأكيد أن "لبنان، رغم كل الصعاب، قادر على النهوض بعزيمة شبابه وشاباته، وأن العدالة، وإن تأخرت، لا بد أن تتحقق"، داعياً إلى أن يكون الرابع من آب خاتمة لزمن الإفلات من العقاب وبداية لزمن دولة الحق والقانون والعدالة.

