خبير: الزخم السياسي الذي كانت تحظى به إسرائيل ينقلب إلى دعم للحقوق الوطنية الفلسطينية

"لقد كان "طوفان الأقصى" جزءا من صيرورة تتصل بهذا الصراع وبالاحتلال وطبيعته الضاغطة والإقصائية. الآن تداعيات "طوفان الأقصى" كانت استخدام إسرائيل لكامل قوتها البطشية باتجاه المدنيين في غزة وإن كل ما حدث من تداعيات لاحقة كان مهندسا ومخططا وفق استراتيجية إسرائيلية قامت على التهجير تارة وعلى إنفاذ المشروع الاستعماري الصهيوني في غزة والضفة الغربية تارة أخرى".

"هناك إجماع عربي ودولي غير مسبوق حول ضرورة إنفاذ حل الدولتين. إن المرحلة القادمة ليست مرحلة السلاح، بل مرحلة المساحات السياسية واستثمارها على مستوى الإقليم بشكل كامل، لأن ما حدث خلال العامين الفائتين كان مؤلما جدا ومنهكا للمقاومة وبالتالي "حماس" تقدم الآن مفاتيح ونوافذ للإجابة على أسئلة سياسية بعيدا عن السلاح، أنا لا أعتقد أن الزخم السياسي الذي رافق الحرب في الأيام الأولى قد تراجع، بل انعكس إلى ثقل سياسي يتصل بالدعم والإسناد للفلسطينيين وهناك حالة من العزلة الدولية والرفض الأخلاقي لإسرائيل والدعم للحقوق الفلسطينية، لذلك أرى أن الزخم السياسي الذي كان يدعم إسرائيل هو الذي تراجع وانقلب وانعكس ليدعم الحقوق الوطنية الفلسطينية".

"مر عامان على طوفان الأقصى وقد حدثت تبدلات وتغيرات في الخطاب الدولي الذي كان في البداية متعاطفا جدا مع إسرائيل ثم بدأ يدعوها لوقف الحرب ثم بدأ يتحدث عن الإصلاح والإعمار وكأن الأمور قد انتهت. لا يمكن القول إن "حماس" قد انتصرت مع هذه القوة النارية الإسرائيلية الصاعقة، ولكن إسرائيل أيضا خرجت مدميّة من هذه الحرب، خرجت مشوهة، منبوذة دوليا، ارتكبت المجازر، أما النتيجة للحرب، ستكون بإبعاد حركة "حماس" بحيث لن تكون جزءا من النظام السياسي الرسمي لاحقا".