وذكر موقع سودان تربيون، أن الحكومة السودانية دخلت مضمار الحرب الإلكترونية، مع تحول مواقع التواصل الاجتماعي إلى منصات شديدة التأثير في ظل الأزمة الاقتصادية وما صاحبها من احتجاجات.
ونشطت خلال الساعات الماضية "هاشتاغات وتغريدات وتدوينات" تتبارى في الدفاع عن سياسات الحكومة الاقتصادية أو في التحذير من مخاطر الثورات أو في بث معلومات تقع في خانة البشريات، وفق الموقع السوداني.
وأشار "سودان تربيون" إلى أن مواقع "واتسآب" و"فيسبوك" تحولت إلى ما يشبه الملاذات الآمنة للنشطاء والسياسيين المعارضين إبان الإجراءات الاقتصادية القاسية التي نجمت عن موازنة العام 2018.
ومع نشاط مواقع التواصل الاجتماعي المتزايد في الشأن العام وخاصة الاقتصادي منه، أصبحت السلطات الحكومية تلاحق ما يرد من معلومات في هذه المواقع، إما نفيا أو توضيحا.
وعلى رأس كل ساعة يستقي الناس معلوماتهم بشأن سعر الدولار في السوق الموازي من الـ"فيسبوك" أو الـ"واتسآب".
ويشير إلى أن ألمانيا كونت العام الماضي جيشا إلكترونيا، إلى جانب قواتها البرية والبحرية والجوية، كسلاح مستقل داخل الجيش الألماني التقليدي.
بيد أنه يوضح أن الجيش الإلكتروني عادة يكتسب صفة الجيش الرسمي بأن يكون قوميا ولأهداف متفق عليها مثل التصدي لهجمات إلكترونية من دول عدوة أو متربصة، "سواء كانت في شكل هاكينغ (هجمات الكترونية) أو ترويج لموقف مناهض للبلد".
ويتابع: "طبعا في بعض الأحيان الجيوش الإلكترونية المنافسة تستخدم جمهور بلدك لضرب المواقف المتفق عليها داخل البلد من خلال سياسات محددة مثل انتحال الأسماء، خاصة الشخصيات المعروفة".
وكتب رئيس تحرير صحيفة "السوداني" في زاويته "العين الثالثة" يوم الاثنين: "الحقيقة الوحيدة التي لا يُمكن نفيها أو التَّشكيك في صِحَّتها، أن مارك وليس حازم عبد القادر، هو من يتحكَّم في مُؤشِّرات سعر الدولار مقابل الجنيه السوداني"، في إشارة إلى مارك زوكربيرغ، مؤسس موقع الفيسبوك.
ويُحمِّل قندول الاستخدام السلبي لتطبيق التراسل الفوري "واتسآب" مسؤولية ما أسماه الفوضى في مضاربات أسعار الدولار، قائلا إنها "بدأت من هنا".
ويقول قندول إن الحكومة تواجه الآن تحدي كيفية مخاطبة الإعلام الحديث الذي لا يحتمل أي تأخير ويتطلب ملاحقة من المسؤولين في ظل "الاستخدام غير الأخلاقي" من المعارضة لهذا النوع من الإعلام.
وبحسب صحيفة الصيحة السودانية، يقول مسؤولو الحكومة إن المعارضة تستخدم وسائل التواصل لبث الشائعات الهادفة للإضرار بأمن البلاد الاقتصادي، والسياسي، بل وبالتأثير سلبا على علائقها مع الخارج.
وتبرز الحكومة نماذج من شاكلة "ارتفاع أسعار الدولار، وإقبال الناس على سحب رؤوس أموالهم من البنوك، والتشكيك في ذمة المسؤولين، وتزوير مستندات معنونة برئاسة الجمهورية للقول إن الخرطوم تتآمر على جيرانها".
ويقول محمد عبد النبي وهو صاحب مدونة وصفحة (فيسبوك) ذات مزاج معارض، إنه مع نشر ونقاش الأفكار السياسية في الإنترنت، لكن "لا يعني اختلافنا مع الحكومة، ذهابنا إلى الإضرار بالوطن والناس، فنحن دائما نذكر بأننا نعارض الوطني وليس الوطن".
ويقول محمد السر، وهو مدون تظهر كتاباته ممالئة للحكومة، لـ"الصيحة" إن "على المعارضين التفريق بين الوطني والوطن"، لافتا إلى أن المعارضين متمرسون في "الاغتيال المعنوي".
وأبدى اعتراضه على اتخاذ التستر وراء لوحة المفاتيح ملتجأ لبث التهم من دون دلائل، وتداول الشائعات بحماية من عبارة "منقول"، أو تخريب المنشورات بالنشر الطويل فقط لاختلاف الرأي.