تصعيد غربي ضد إيران... فهل ستكون المواجهة

بعد فشل المشروع الأمريكي في سوريا، وتقدم المحور الروسي الإيراني السوري، والمعركة الأخيرة في الغوطة الشرقية واستعادتها بالكامل، والتي كانت تشكّل تهديداً لأمن العاصمة دمشق، تعمل أمريكا على تعديل بعض قواعد "اللعبة" في سوريا، وذلك عبر رفع مستوى المواجهة، من خلال استبدال صراع الأدوات على الأراضي السورية، إلى صراع مباشر مع الأصلاء.
Sputnik

يرى الكاتب هاني قاسم في مقاله على موقع جريدة "الثبات" اللبنانية أن "من مفردات هذا التعديل الهجوم النوعي والمركّز، يأتي قصف المواقع العسكرية لإيران، وآخرها الغارة على مطار "T4"، مركز الطائرات المسيَّرة، والتي أدت إلى استشهاد 7 إيرانيين، والقصف الإسرائيلي الذي استهدف قواعد عسكرية في حلب وحماة الأسبوع الماضي، وتسبّب باستشهاد 16 شخصاً وتدمير أكثر من 200 صاروخ، أدت إلى هزة أرضية حسب ما كشفته صحيفة "نيويورك تايمز"، ثم تصعيد المواقف من قبَل إسرائيل بطريقة توحي بقرع طبول الحرب ضد إيران، فإسرائيل تطلب من أمريكا دعمها لعملية أوسع ضد إيران، والكنيست الإسرائيلي فوّض رئيس الحكومة ووزير الحرب قرار خوض الحرب".

لافروف: إيران وإسرائيل تؤكدان عدم رغبتهما بالتصعيد
وتابع الكاتب "الموقف الأمريكي تناغم مع الموقف الإسرائيلي في تأكيد وزير الحرب الأمريكي بأن المواجهة الإسرائيلية — الإيرانية في سوريا باتت مرجحة جداً، ويتمنى ماتيس على إيران التراجع عن الحلبة السورية".

وتساءل الكاتب "كيف ستتعاطى إيران مع هذا التصعيد العسكري ضدها في سوريا وهل أصبحت الحرب بين إيران وأمريكا قريبة، ورأس الحربة فيها إسرائيل؟".

وأضاف الكاتب "كيف سيكون الردّ الإيراني على القصف الإسرائيلي لمواقعه، والذي استشهد فيه العديد من حرس الثورة؟ وهل سيكون الرد في الداخل السوري في مناطق المعارضة، أم في الجولان، كما صرّح وزير الدفاع الإيراني، حيث قال إن على الكيان الصهيوني أن يتأكد أن مقاتلي جبهة المقاومة لن يترددوا بالانتقام لدماء رفاق دربهم؟، وهل ستصل الصواريخ الإيرانية إلى مواقع الجيش الإسرائيلي ومراكزه الأمنية في فلسطين المحتلة أم أنها ستقوم بعمليات أمنية ضد إسرائيل في بعض دول العالم؟".

الحرس الثوري الإيراني يتوعد إسرائيل بـ"رد حاسم"
وأردف الكاتب "هل الضربات التي ستوجهها إيران لإسرائيل هي لإحداث توازن الرعب معها، ولصدّها عن التمادي في ضرباتها الجوية ضد نقاط الوجود الإيراني في سوريا؟ وهل ستعمل إسرائيل من خلال الضربات والضربات المضادة لاستدراج إيران إلى حرب مفتوحة، رغم تأكيد رئيس وزراء العدو  بنيامين نتانياهو، في حديث لقناة الـ"CNN"، أن "إسرائيل لا تسعى للحرب مع إيران"؟ وهل ستسمح أمريكا (صاحبة القرار في الحرب) أن تورّطها إسرائيل فيها؟ وهل أمريكا جاهزة لخوض هذه الحرب في ظل المشاكل الداخلية التي تعاني منها، وفشلها في العديد من ملفات المنطقة؟ وهل أولوية أمريكا الحرب مع إيران أو صفقة القرن لتسوية القضية الفلسطينية كما تريد إسرائيل.

وختم الكاتب "رفع منسوب التوتُّر ضد إيران في سوريا قد لا يؤشر إلى وقوع هذه الحرب المفترَضة، لكن في الوقت نفسه لا يلغيها، وإن كانت بعيدة، وإيران أعلنت أنها أصبحت جاهزة للحرب، وهذا لا يعني أنها تريدها، لكنها أرادت أن ترسل رسالة قوية لأمريكا وإسرائيل ومعهما السعودية أنها مستعدة لها، ولن تسكت عن أية ضربة ستوجه إليها، وستردّ في المكان والزمان المناسبَين، حسب كلام وزير الدفاع الإيراني أمير حاتمي، الذي حذّر إسرائيل وداعميها من استمرار تصرفاتهم الخطيرة مع إيران، مشيراً إلى أن "ردنا سيكون مفاجئا".

مناقشة