راديو

تحشيد عسكري روسي أمريكي في المتوسط – هل دقت الحرب نواقيسها

ضيفا حلقة اليوم: الخبير بالشأن السياسي والاستراتيجي الأمني، تيمور دويدار، الخبير العسكري الاستراتيجي والمحلل السياسي الدكتور فراس شبول.
Sputnik

أحدث فرقاطة روسية تعود من البحر المتوسط (فيديو)
سبوتنيك. انضم زورقان هجوميان صاروخيان وصلا إلى البحر الأسود قادمين من بحر قزوين، إلى مجموعة القطع البحرية الروسية المتواجدة في البحر المتوسط بصفة مستمرة، وكان زورقا "غراد سفياجسك" و"فيليكي أوستيوغ" غادرا قاعدة "سيفاستوبول" في البحر الأسود متوجهين إلى ميناء طرطوس السوري الذي يمكن لسفن الأسطول الروسي أن ترسو فيه، في البحر المتوسط ويحمل كل من الزورقين، وهما من فئة "21631 بويان إم"، 8 صواريخ "كاليبر"، وتضم مجموعة الوحدات البحرية الروسية المتواجدة في البحر المتوسط الآن أحدث فرقاطتين هما "أدميرال غريغوروفيتش" و"أدميرال أسين" اللتان تحمل كل منهما 8 صواريخ "كاليبر".

وهناك أيضا غواصتان من فئة "فارشافيانكا" هما "روستوف نا دونو" و"كراسنودار" اللتان تستطيع كل منهما أن تحمل 10 صواريخ بالإضافة إلى 8 طوربيدات.

إضافة إلى ذلك تحشد روسيا 52 صاروخا يتراوح مداها بين 1500 كيلومتر و3000 كيلومتر في البحر المتوسط، ما يتيح لها أن تقصف الجناح الجنوبي لحلف شمال الأطلسي بما في ذلك مقر الأسطول السادس الأمريكي في مدينة نابولي الإيطالية، عند اللزوم، حسب رأي خبراء عسكريين.

وكان الرئيس بوتين قد تحدث في وقت سابق عن خطة استراتيجية لتوسيع نشر الأسطول البحري الحربي الروسي في البحر المتوسط وتدعيمه بأحدث المعدات والصواريخ على أن يكون تواجده بصورة مستدامة في هذه المنطقة، وكانت منذ فترة وجيزة قد دخلت حاملة الطائرات الأمريكية "جيراد فورد " التي يتوقع أن هدف دخولها المتوسط تنفيذ عملية عسكرية جديدة ضد سورية من البحر وكانت القيادة الروسية في وقت سابق قد حذرت من أن الولايات المتحدة قد تقوم بالاعتداء جديد على سوريا.

لبنان يطلق المرحلة الأولى من استكشاف النفط والغاز في البحر المتوسط
ما علاقة هذا التحرك الروسي بدخول حاملة الطائرات الأمريكية إلى المتوسط ؟

وهل هناك تخوف حقيقي من تنفيذ هجوم أمريكي جديد على سورية ؟

هل يساعد هذا التحرك روسيا فعلياً على تحقيق  توازن الردع مع حلف الناتو الذي يتمدد على مشارف حدودها في دول أوروبا الشرقية ؟

هل يمكن أن نشهد فعلاً صداماً عسكرياً بين روسيا والناتو في هذه المنطقة استنادا إلى هذه التحركات التي يقوم بها كل طرف على حدى دون أي تنسيق حتى فيما يخص العبور أو الانتشار ؟

هل تدل هذه التطورات في المجال العسكري على سباق تسلح محدد الأطر على الأقل في المرحلة الحالية ؟

الخبير بالشأن السياسي والاستراتيجي الأمني  تيمور دويدار يرى أن:

"الحراك الروسي والأمريكي البحري هو متداول طبقاً للجدول الزمني لتواجد السفن الحربية البحرية هناك ، والقوات الروسية تقوم بالحفاظ على الأمن الاستراتيجي والمصالح الروسية في المنطقة ، وصراحة  القوات الروسية المتواجدة هناك ليست متكافئة مع ما تملكه قوات حلف الناتو ولا يشكل خطورة ، وإنما هذا التحرك الروسي يأتي بمثابة إنذار لحلف الناتو ، روسيا الاتحادية متمسكة بكافة المعاهدات والأهم بالقانون الدولي، وروسيا لن تتحرك عسكريا بخلاف القانون الدولي والمعاهدات الدولية والغرب أعتقد لن يقوم بذلك ولو أنه يقوم بمناوشات في بعض الأحيان ".

وأردف دويدار:

"نحن نأمل بأن لا يقوموا بالاعتداء على سوري أو أي عدوان آخر وأن لا يهددوا الأمن العالمي، الآن روسيا الاتحادية تتخذ موقف دفاعي، وهي من أكثر الدول أمانا في العالم ليس فقط لامتلاكها القوة النووية في الجو والأرض والبحر، وإنما أيضا امتلاكها لوسائل الدفاع الجوي التي ليس لها مثيل في العالم، لذا نحن مطمئنون من ناحية الأمن القومي إن تم شن هجوم على روسيا الاتحادية. وإرسال القوات البحرية الروسية هو رمز كبير ورسالة إلى أن الولايات المتحدة ليست وحدها هنا وإنما توجد موسكو أيضاً ، روسيا مسالمة تجاه الغرب في تواجدها هناك لكن الغرب ليس مسالماً في تحركاته وتصرفاته ليس فقط في البحر المتوسط وإنما في البحر الأسود أيضاً وهو منطقة نفوذ روسي".

من جانبه الخبير العسكري الاستراتيجي والمحلل السياسي الدكتور فراس شبول يقول:

"لا يوجد دولة على وجه الأرض معتدية كما الولايات المتحدة تقوم بالعدوان بكافة أشكاله، فهي التي تدعي الاعتداء السياسي والاقتصادي والعسكري، ونحن كما نعلم في خضم هذه الحرب الحاقدة على الدولة السورية بدأت حرب باردة ثانية وهذه الحرب تحمل عنوانا الحرب الباردة ولكنها في مضمونها هي حرب عسكرية ساخنة وآنية وكل من الأطراف يتحضر لها ولكن لا أحد يعرف إن كانت هذه الحرب مباشرة أم أنها ستكون عبر أدوات هؤلاء الصهاينة الجدد، لذلك نحن نقول أنه يحق لروسيا أن توجد  موطئ قدم لها حماية لمجالها البحري والجوي وأيضا الجغرافي في منطقة البحر المتوسط، ونحن نعلم أن الولايات المتحدة تملك قواعد عسكرية كبيرة في منطقة حوض المتوسط إن كان في تركيا وفي أوروبا الشرقية أو في غير أماكن".

وأضاف الدكتور شبول:

"لذلك لابد لروسيا بأن تفكر بردع هذه القوات والقواعد الأمريكية التي وجدت حكماً وسلفاً للاعتداء على هذه الدول ونهب خيراتها وثرواتها، كل شيء في سياسة الولايات المتحدة وراد إن كان بالاعتداء أو ضرب أي دولة، حجة الولايات المتحدة هي أنها تريد أن تعاقب من هم ظالمون في سوريا على هؤلاء الصهاينة الحاقدون التي أوردتهم الولايات المتحدة ودول الخليج وربيبتها إسرائيل إلى سوريا، الولايات المتحدة  لم تتوانا ولا يمكن أن تتوانا في يوم من الأيام من أجل أن تجد موطئ قدم عسكري لها في منطقة المتوسط ،وما يردعها هو تواجد القوات الروسية في هذه المنطقة، وروسيا لا تعتدي على أحد ولا يمكن أن تعتدي على أحد، وجود القوات الروسية في البحر المتوسط هو نوع من أنواع الردع العسكري القوي جداً والمهدد لوجود الولايات المتحدة في هذه المنطقة، وهو رسالة للولايات المتحدة وعلى رأسها ترامب بأنك لن تمر مرور الكرام ولن نسمح لك بضرب هذه المنطقة إن كانت حربك القادمة هي تغيير أنظمة بالقوة وإحداث تغيرات ديمغرافية وحماية إسرائيل في هذه المنطقة".

إعداد وتقديم: نواف إبراهيم

مناقشة