كما تحدث سلامة عن تواصل الأمم المتحدة مع كل من قطر وتركيا من أجل حسم جلوس الفرقاء الليبيين إلى طاولة الحوار في الملتقى الوطني، موضحا الدور الكبير الذي تبذله روسيا من أجل ضمان إرساء عملية السلام في ليبيا إلى بر الأمان، وأيضا تحدث عن آخر تطورات قضية هنيبعل القذافي. فإلى نص الحوار…
هذا ليس عندنا، الأمم المتحدة منذ وصولها على الأقل إلى ليبيا فتحنا الأبواب لكل الليبين بدون أي إقصاء أو استثناء، ومن يعتبر نفسه مقصيا فليرفع يده، أنا أتحدى أي طرف أن يقول إنه أقفلت أبواب البعثة في وجهه.
- لكن بالعلن لا يوجد أحد الأطراف الليبية يضع فيتو ضد أحد الأطراف، أم يوجد؟
- هل نستطيع القول إن التحضير يسير على ما يرام؟
ممتاز. المشكلة الحقيقية الآن ليست هي أين أو متى أو من، إلخ.. المشكلة الحقيقية هي ماذا، على ماذا يجب أن يتفقوا، لذلك عليك أن تقنع تلك الأطراف الرئيسية الفاعلة في ليبيا بمضمون أو بمخرجات ذلك الملتقى قبل أن تذهب إليه؛ لأننا لا نريد لهذا الملتقى أن يكون ناقصا أو أن يكون مجالا لخلاف جديد أو مجالا لعدم اتفاق، نريد أن نطمئن أن العناصر الأساسية في مخرجاته قد تم التوافق عليها بين الأطراف الليبية الفاعلة قبل أن تدعو إلى عقده.
- ما رأيكم بالتعديلات الدستورية المقترحة من البرلمان في ظل رفضها من مجلس الدولة؟
هناك قانون الاستفتاء على الدستور، وهو مجال خلاف بين الليبيين، وهناك مسودة للدستور هي أيضا مجال خلاف بين الليبيين.
- من أين نبدأ؟
والحقيقة أن هذا الخلاف سبق وصولي إلى ليبيا، لأن المسودة تم اعتمادها من قبل الهيئة التأسيسية قبل أن آتي وأصل لليبيا وأنا أعايش هذه المشكلة منذ وصولي. أنا أعتقد أن هناك حلول ممكنة وطرحت على القوى الفاعلة حلا يتعلق بمتى وكيف يجري الاستفتاء على الدستور بطريقة لا تتناقض مع إرادة الليبيين، حاليا هناك انقسام حول قانون الاستفتاء على الدستور وأيضا هناك انقسام على مسودة الدستور نفسه. أنا أعتقد أن هناك حلول ممكنة، ولكن يجب أن تتوافق عليها الأطراف الفاعلة كي نسير بها.
هي مهمته الأولى.
- إلى أي مدى يمكن أن تستمر السلطة التنفيذية الحالية من دون انتخابات؟
إلى ما لا نهاية، هذه الطبقة السياسية هي أكبر عقبة أمام تقدم ليبيا. أنا أسمع أحيانا عن حركات مسلحة وأطراف عدة، وأقول لك إن أكبر حزب في ليبيا هو حزب الأوضاع القائمة، وأنهم يتقاتلون بوضح النهار ويتفقون ليلا على أنهم مرتاحون لأنهم منعوا أي تقدم في العملية السياسية وسيبقون في كراسيهم. العلة الحقيقية لليبيا هي الطبقة السياسية المنقسمة شكلا ومتضامنة في الحقيقة على بقائها على الرغم من الخلافات الشكلية التي بينها، وهذا قد يذكرك ببلدان أخرى.
- حول العملية العسكرية في الجنوب، كيف تنظر إليها البعثة الأممية؟ فلو افترضنا صارت عراقيل واستمر التأجيل، فإلى أي مدى يمكن أن تستمر؟
بالحقيقة هو أمر ثنائي بين عائلة القذافي والسلطات اللبنانية، أما من الناحية الإنسانية فنحن نعمل ما في وسعنا، ونحن طلبنا من لجنة العقوبات بمجلس الأمن السماح لابنة القذافي بزيارة والدتها المريضة بالقاهرة من فترة أسبوعين، فالجانب الإنساني يهمنا، ولكن نحن لا نتدخل بالقضاء اللبناني أو الليبي.
- وهل ممثلو سيف الإسلام على تواصل مع البعثة؟ وما وضعه؟
بالتأكيد على تواصل، أما عن وضعه فلتسأل عنه.
- هناك العديد من الأصوات الليبية تنتقد وتهاجم دور قطر وتركيا، فهل تتواصلون كبعثة مع تلك البلدان في سياق البحث عن حل سياسي؟
نحن نتواصل مع كل من له علاقة بالشأن الليبي دون أن ننحاز لطرف أو لآخر. والحقيقة سوف ألتقي بعد قليل مع وزير خارجية قطر بميونيخ، كما التقيت بالأمس مع وزير خارجية الإمارات فنحن على مسافة واحدة من كل الأطراف، ولكن آمل أن يرفع الجميع أيديهم عن ليبيا، لأن الوضع لا يتحمل المزيد من التدخلات الخارجية سواء الأوروبية أو العربية أو الإسلامية أو الإقليمية أو الإفريقية أو ما شابه، فليبيا صارت مرتعا لتلك التدخلات.
- هل لديكم أي زيارة قريبة لروسيا؟
دعاني وزير الخارجية لزيارة موسكو وآمل أن ألبي دعوته قريبا.
- هل هناك أي زيارات إقليمية قريبا؟
علي أن أعود لطرابلس، لأنهم بحاجة لي بالبعثة.
حوار: ألكسندر شرف الدين