والمرشحون لتلك الانتخابات هم، محمد الشيخ محمد أحمد الشيخ الغزواني، وسيدي محمد بوبكر بوسالف، وبورام الداه الداه أعبيد، ومحمد ولد مولود، ومحمد الأمين المرتجي الواف،ي وكان حاميدو بابا.
وأكد ولد مولود أن اللجنة الانتخابية المشكلة من أحزاب السلطة رفضت السماح للمنظمات الدولية لمراقبة الانتخابات، مشيرًا في الوقت نفسه إلى أن "الموريتانيين سيقفون بالمرصاد لكل محاولات التزوير".
وإلى نص الحوار..
سبوتنيك: بداية.. أيام قليلة تفصل موريتانيا عن الانتخابات الرئاسية كيف تسير عمليات الدعاية هناك؟
الدعاية الانتخابية تسير بشكل غير طبيعي، فالدولة تسخر كل وسائلها لصالح الجنرال محمد ولد الغزواني، مرشح الحزب الحاكم، والخليفة الذي اختاره الرئيس المنتهية ولايته محمد ولد عبد العزيز ليتولي الرئاسة بعده.
سبوتنيك: وكيف تسخر الدولة وسائلها لدعم مرشح بعينه؟
من المعروف للجميع أن الدولة والسلطة الحاكمة تدعم المرشح الغزواني، وظهر هذا جليًا من خلال مشاركة رئيس الدولة في المهرجان الانتخابي الأخير للغزواني، والذي قام بإطلاقه منذ أيام في مدينة نواذيبو، كان الرئيس يجلس جنبًا إلى جنب مع الغزواني، وهذا يعد خرقًا كبيرًا للقانون وللتقاليد الانتخابية في هذا البلد العريق، فالدولة يجب أن تكون على نفس المسافة من كل المرشحين، وهذا ما ينص عليه القانون، أما استخدام مؤسسات الدولة لصالح مرشح بعينه من شأنه أن يفسد العملية الانتخابية برمتها، ويدفع للتشكيك في نزاهتها.
نعم بالطبع، سمح الجيش الموريتاني للمرشح استخدام طائرة هليكوبتر خلال عملية الدعاية الانتخابية، إضافة إلى بعض الأمور التي تتم في الخفاء، فالسلطات الإدارية العمومية، وكل مكونات الحزب الحاكم الخادمين في الوظائف الحكومية مجندين للتأثير على الناخبين لصالح مرشح السلطة الذي اختاره الرئيس عبد العزيز، إضافة إلى ذلك هناك تجنيد لرجال الأعمال، ويتم إجبارهم على عدم دعم أي من المرشحين، ودعم مرشح الدولة فقط، بل فرضوا عليهم غرامة وأرغموهم على مساعدة الغزواني، وكل هذا يؤكد أن الدولة منحازة لأحد المرشحين، وبالطبع هذه محاولة للتأثير على قرار الناخبين، وهذا من شأنه إفساد العملية الانتخابية بحذافيرها.
سبوتنيك: هل تريد من هذا الحديث التأكيد على أن عملية تزوير قد تشوب العملية الانتخابية؟
بالتأكيد، كل هذه المؤشرات السلبية لانحياز الدولة تؤكد ذلك، خصوصا وأن اللجنة الوطنية للانتخابات لجنة منحازة بنسبة 100%، لأنها مشكلة من اتجاه واحد فقط، وخلافًا إلى ما ينص عليه القانون أن تكون اللجنة مشكلة بالتساوي بين المعارضة والأغلبية، تم تشكيل اللجنة من أحزاب تدعم كلها مرشح السلطة، ما يعني أن العملية كلها ستدار من طرف واحد، وهو الخصم والحكم في الوقت نفسه.
سبوتنيك: وكيف سيتم التزوير وهناك قوى دولية تراقب الانتخابات؟
للأسف.. ليس هناك أي قوى أو منظمات دولية لمراقبة الانتخابات، فالسلطة القائمة رفضت مشاركة المراقبين الدوليين، ونحن من البداية طالبنا بضرورة مشاركتهم كضمان لنزاهة الانتخابات، لكن السلطة منعت ذلك.
بالتأكيد.. كان هناك استعداد من طرف جهات دولية لمراقبة الانتخابات والإشراف عليها، لكن هذه الجهات تشترط أن يكون الطلب صادرًا بشكل رسمي من سلطات الدولة، وهذا الطلب رفضت السلطة منحه وتوجيهه للجهات الدولية المعنية.
سبوتنيك: كم مرشح تدعمه قوى المعارضة في موريتانيا؟
هناك مرشحان من الأحزاب المعارضة، ومرشحان مستقلان وهناك تحالف بين أحزاب المعارضة وأحد المرشحين المستقلين لمواجهة مرشح النظام.
سبوتنيك: إلى أي مدي يملك مرشحو المعارضة حظوظًا وفيرة في تلك الانتخابات؟
رغم كل ما أشرت إليه من دعم حكومي منظم لمرشح السلطة، هناك مد عارم من الشارع الموريتاني للتغيير ولرفض النظام القائم، وهذا ما نعول عليه رغم كل تلك المحاولات من ابتزاز الناخبين والتأثير عليهم ستكون النتيجة لصالح المعارضة.
سبوتنيك: هل تتوقع أن يكون هناك مشاركة جماهيرية كبيرة؟
نعم.. هذا ما نعول عليه، رغم محاولات التزوير سيكون إقبال الشعب كبيرًا، وسيكون مصرًا على رفض استمرار هذا النظام، وسيكون هذا أبلغ رد شعبي على التزوير، وشخصيا أعتبر أن الهدف عندي أن ندخل إلى الشوط الثاني ونكون في مقدمة هذا الشوط، ويكون هناك قوة لمرشح المعارضة الذي سيبقى مع مرشح السلطة.
سبوتنيك: هناك أحاديث عن تزوير بطاقات التصويت.. ما حقيقة هذا الأمر؟
نعم، تم ضبط بعض بطاقات التصويت مخزنة خلال عمليات الدعاية الانتخابية، وقامت اللجنة الوطنية للانتخابات باختيار مطبعة لتولي طباعة بطاقات التصويت من نفس المعسكر الداعم لمرشح الدولة، وهذا أيضًا مظهر من مظاهر ما نحن بصدده من خروقات سافرة.
البلد يعاني من خطر يهدد الوحدة الوطنية، وحدة مكونات الشعب الموريتاني، وبالطبع من أول أولوياتي صيانة هذه الوحدة، ومعالجة بؤر التوتر التي تهدد الوحدة الوطنية بسبب العنصرية ومخلفات الصراعات القديمة، ومعالجة مخلفات الرق ومكافحة الجفاف وتوفير الأمن وتحسين خدمات قطاع الصحة، كذلك قضية الفقر والبطالة، وانهيار التعليم، والقضايا الاحتماعية وغلاء المعيشة.
هناك أيضا مهمة ضرورية لمعالجة النظام الدستوري والنظام السياسي بصفة عامة، ليكون هناك نظام ديمقراطي يتمتع بسلطات حقيقية، وهناك أيضا العديد من الإجراءات التي تتعلق بالاقتصاد، وأهمها إعادة تأهيل المؤسسات الاقتصادية كلها، لأنها الآن في أزمة خطيرة لسوء التدبير وسوء التسيير طوال الفترة التالية، وخاصة أن هناك قطاعات هامة، مثل قطاع الكهرباء مهددة بالإفلاس.
وكذلك يركز برنامجي الانتخابي على اتباع سياسة جديدة لقطاع الاستخراج المعدني، فالبلد مقدم على تحولات كبيرة في الصناعة الاستخراجية للمعادن كالغاز والبترول.
سبوتنيك: حدثنا عن أول قرار ستتخذه في حال فزت بالرئاسة؟
كل الميادين المفتوحة في البلد، موريتانيا في أزمات متعددة الجوانب، كل هذه القضايا أولويات، وبالتالي نحن في حاجة ماسة وضرورية إلى اتخاذ إجراءات عاجلة في كل الميادين التي تتعلق بالحياة اليومية للمواطنين، وكذلك التي تتعلق بصيانة الوحدة الوطنية، وإعلاء كلمة الوطن والديمقراطية.
أجرى الحوار: وائل مجدي