الجيش السوري يختبر بالنار دفاعات "الإمارة الصينية" قرب الحدود التركية

ينفذ الجيش السوري منذ صباح اليوم تمهيداً جويا وصاروخيا مكثفاً على مواقع مسلحي "الحزب الإسلامي التركستاني" في ريف اللاذقية الشمال الشرقي وسط اشتباكات عنيفة خاضتها وحدات الاقتحام على خطوط التماس مع الإرهابيين.
Sputnik

قال مراسل "سبوتنيك" في اللاذقية إن محور تلال كباني في ريف اللاذقية الشمال الشرقي شهد منذ صباح اليوم الثلاثاء تمهيداً مدفعياً وجوياً وصاروخياً كثيفاً نفذه الجيش على مواقع ومقرات الإرهابيين وخطوط إمدادهم،  حيث نفذ الطيران الحربي خلال الساعات الـ 24 الماضية عشرات الغارات الجوية استهدفت النقاط المتقدمة لتنظيم "الحزب الإسلامي التركستاني" الذي يتكون من إرهابيين صينيين.

بالفيديو.. الجيش السوري ينتشر على طريق استراتيجي شمال حماه بعد تحريره
ونقل المراسل عن مصدر ميداني في جبهات القتال قوله: إن عملية التمهيد هذه تأتي لتدمير بنك أهداف معادية تم استطلاعها مسبقا من قبل وحدات الرصد في الجيش، موضحاً أن هذه المواقع تتكون من نقاط تمركز ومرابض مدفعية ودشم ومنصات إطلاق صواريخ تستخدمها المجموعات المسلحة في قصف البلدات والقرى الآمنة الواقعة تحت سيطرة الدولة، مضيفاً أن الطيران الحربي ينفذ غاراته وفق أجندة مدروسة لقطع خطوط إمداد المسلحين الخلفية في المنطقة بهدف فصلها عن ريف إدلب، وبالتالي تسهيل أي عمل بري قد تقوم به قوات الاقتحام في مرحلة لاحقة، مشيراً إلى أن وحدات الجيش نفذت عدة محاولات اختبارية للتوغل باتجاه مناطق سيطرة المسلحين بهدف الوقوف على ردود أفعالهم وكشف نقاط ضعفهم ونقاط قوتهم.

وأضاف المصدر: يتم العمل للسيطرة على مجموعة من التلال الاستراتيجية في المنطقة على محاور الزويقات وتلة السرياتيل ومرتفعات 1154 لافتاً إلى أن سيطرة الجيش على هذه المرتفعات سوف تسهل عملية السيطرة على مرتفعات كباني بشكل كامل وحاسم.

ووصف المصدر طبيعة المعركة من الناحية الجغرافية القاسية التي تجعلها مختلفة عن أية معركة أخرى خاضها الجيش السوري وخاصة أن منطقة ريف اللاذقية الشمال الشرقي القريبة من الحدود التركية، هي منطقة وعرة تكثر فيها الأحراش والمساحات الخضراء والكهوف والمغاور التي تتحصن داخلها المجموعات المسلحة، كما أنها مفتوحة كليا على الأراضي التركية.

مقتل 12 مسلحا معظمهم صينيين بمعارك مع الجيش السوري قرب الحدود التركية
وكان المتزعم العام لتنظيم "الحزب الإسلامي التركستاني"، جند الله التركستاني، كشف في فيديو بثه تنظيم "جبهة النصرة" الإرهابي نهاية العام الماضي عن حدود ما أسماها "إمارة" التركستان الصنيين في الشمال السوري، معتبراً أنها تمتد من جبل التركمان وجبل الأكراد الحدوديين وصولا إلى سهل الغاب في ريف حماة الشمال الغربي، وتشمل منطقة جسر الشغور المعقل الرئيس للمسلحين الصينيين في سوريا.

وينتشر بين ريفي اللاذقية الشمال الشرقي وإدلب الجنوبي الغربي الآلاف من المقاتلين الصينيين الذين يتبعون لـ "الحزب التركستاني" مع عائلاتهم ضمن مستوطنات تم تخصيصها لهم، إلى جانب مجموعات مسلحة أصغر حجما من الجنسية الأوزبكية والشيشانية، وقد اختاروا تلك المنطقة بسبب وجود قرى وبلدات تدين بعض عائلاتها بالولاء للدولة العثمانية على خلفية جذورهم التركمانية، كما التركستان.

ويعد الصينيون أبرز مقاتلي ما يسمى "الثورة السورية"، ونظرا لكونهم مقاتلون أشداء، فقد لعبوا إلى جانب الشيشان والأوزبك، دورا كبيرا في السيطرة على المنشآت العسكرية في شمال وشمال غرب سوريا.

وينحدر المقاتلون الصينيون في "الحزب الإسلامي التركستاني" من الأقلية القومية التركية في "شينغ يانغ" الصينية، وتُعتبر تركيا الداعم السياسي الأبرز لهم.

مناقشة