الأمية في المغرب... هل تتفاقم الأزمة في ظل النمو السكاني؟

تشكل نسبة الأمية في المغرب هاجسا كبيرا، خاصة في ظل النمو السكاني، واتساع الرقعة الجغرافية التي تنتشر فيها القرى على حساب المدن .
Sputnik

النسب الرسمية في المغرب تتحدث عن نحو 30%، فيما تشير إحصائيات أخرى إلى أن النسبة أكثر من ذلك، بحسب خبراء التعليم.

اضطهاد المرأة في المغرب...تقصير حكومي أم موروث ثقافي
تقوم المملكة بالعديد من الجهود في محاربة الأمية، وهو ما كشفته معطيات صادرة عن وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية في المغرب، حيث أشارت إلى عزوف كبير لدى الرجال المغاربة في الإقبال على دروس محاربة الأمية، مقابل إقبال كبير للنساء.

بحسب برنامج محو الأمية بالمساجد، الذي تشرف عليه وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، يمثلن النساء جل المستفيدين من البرنامج المذكور، بنسبة 96.08%، بينما لا تتعدى نسبة الرجال المستفيدين 3.92%.

من ناحيته، قال فؤاد هراجة، الباحث الأكاديمي في الفلسفة والخبير التعليمي، إن "الجهود المبذولة من قبل الحكومة ضئيلة بالنسبة لمتطلبات المرحلة".

وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك"، اليوم الخميس، أن "المغرب يقوم بمحاولات إلا أنها ضئيلة، خاصة أن أولوية التعليم لا تحظى بالقدر الواجب".

وأوضح أن "نسبة التمدن في المغرب هي أقل من نسب القرى والأرياف، وهو ما يصعب مهام الدولة في الأمر، خاصة أن البنايات والخدمات المقدمة في القرى غير مغرية، في حين أن آفاق التعليم محدودة ومسدودة،  حيث انها لا تشجع على التعليم".

وأشار إلى أن المحاولة السابقة بشأن محو الأمية عن طريق استثمار المساجد لم تأت بنتائج ملموسة، في حين أن السيدات أكثر إقبالا على ساحات المساجد.

وفيما يتعلق بنسب الأمية في المغرب يقول هراجة إن "النسب الرسمية تتحدث عن 30 إلى 36%، فيما تبلغ إحصائيات بعض المنظمات المستقلة أكثر من 40%".

وشدد على أن النسب الأعلى في الأمية تنتشر في القرى لانعدام الخدمات التعليمية وبعض الأسباب الأخرى، وأنه لابد من إعادة ترتيب الأولويات واعتبار أن التعليم هو قاطرة التقدم، خاصة قبل تفاقم الأزمة مع النمو السكاني المتزايد.

تبلغ نسبة الأمية في صفوف الذكور تصل إلى 22.1%، مقابل 41.9% بالنسبة للإناث، وفق أرقام الإحصاء العام للسكان والسكنى لعام 2014.

وبحسب موقع "هسبريس" فإن أعمار المستفيدين من برنامج محو الأمية في المساجد، فإنّ الفئة العمرية ما دون 49 سنة تمثل نسبة 60 %، وفق المعطيات الصادرة عن وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، التي أشارت إلى أنها تولي الأهمية الكبرى، في هذا المجال، للعالم القروي حيث توجد النسبة الأكبر من الأمية في المملكة.

وانطلق برنامج محو الأمية بالمساجد سنة 2000، بعد التعليمات التي وجهها الملك محمد السادس في خطاب ذكرى ثورة الملك والشعب بفتح المساجد لدروس محو الأمية الأبجدية والدينية والوطنية والصحية لكافة المواطنين والمواطنات.

وضمن الإجراءات التي اتخذتها المملكة  العام 2018-2019 ، مواصلة بذل الجهود من أجل تحقيق الأهداف المسطرة في خارطة الطريق، والمتمثلة في تقليص نسبة الأمية إلى 20 % بحلول سنة 2021 وإلى أقل من 10% سنة 2026.

وكشفت المعطيات الرسمية أن الوكالة الوطنية لمحاربة الأمية قامت بتسجيل أكثر من مليون مستفيد من برامج محاربة الأمية، أي بزيادة تقدر بـ12.38%مقارنة مع العام 2017-2018.

وبلغ عدد المستفيدين من برامج محو الأمية أكثر من 847 ألف و520 مستفيدا، بينما بلغ عدد المستفيدين من برامج ما بعد محو الأمية أكثر من 304 آلاف 191 مستفيدا موردة أن نسبة المستفيدات بلغت 91.29 % من مجموع المستفيدين من هذه البرامج، أي ما يعادل 948 ألفا و390 مستفيدة، مقابل 90 ألفا و434 مستفيدا.

مناقشة