اتفاق الإطار التفاوضي... إلى أي مدى قد تنجح مفاوضات ترسيم الحدود بين إسرائيل ولبنان؟

في خطوة أثارت الكثير من ردود الأفعال المحلية والدولية، أعلن رئيس مجلس النواب اللبناني، نبيه بري، عن توصل لبنان وإسرائيل إلى اتفاق إطار للتفاوض حول ترسيم الحدود البرية والبحرية، برعاية أمريكية وبإشراف الأمم المتحدة.
Sputnik

وأعرب الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، عن ترحيبه بإعلان إسرائيل ولبنان الاتفاق على بدء مفاوضات بشأن ترسيم الحدود البحرية.

وقال مراقبون إن "المفاوضات ستكون غير مباشرة، ولا مجال للحديث عن سلاح حزب الله أو التطبيع، ستكون فقط من أجل ترسيم الحدود وبرعاية الأمم المتحدة ووساطة أمريكا".

ترسيم الحدود بين لبنان وإسرائيل وأثره على الوضع الداخلي اللبناني

ترسيم الحدود

وتلا بري، خلال مؤتمر صحفي، نص "اتفاق الإطار العملي للتفاوض حول ترسيم الحدود"، وجاء فيه أن "الولايات المتحدة تدرك أن حكومتي لبنان وإسرائيل مستعدتان لترسيم الحدود البحرية بالاستناد إلى التجربة الإيجابية للآلية الثلاثية المعتمدة منذ تفاهم أبريل/نيسان عام 1996، وحالياً بموجب القرار 1701، والتي حققت تقدماً في مجال القرارات حول الخط الأزرق".

وأشار الاتفاق إلى أنه "في ما يخص الحدود البحرية سيتم عقد اجتماعات في الناقورة (مقر الأمم المتحدة عند الحدود اللبنانية - الإسرائيلية) تحت راية الأمم المتحدة برعاية فريق المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان، لإعداد محاضر الاجتماعات بصورة مشتركة ستوقع وتقدم إلى إسرائيل ولبنان للتوقيع عليها"، على أن يتولى الجيش اللبناني إدارة المفاوضات مع الجانب الإسرائيلي.

ونص الاتفاق على أن "الولايات المتحدة تعتزم بذل قصارى جهودها للمساعدة في تأسيس جو إيجابي وبناء والمحافظة عليه لإدارة المفاوضات واختتامها بنجاح في أسرع وقت ممكن".

احتمالات متعددة

قاسم هاشم النائب في البرلمان اللبناني، قال إن "نجاح المفاوضات بشأن ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل يتوقف على المسار الذي ستسير  عليه".

وأضاف في تصريحات لـ "سبوتنيك" أن "لبنان أمام عدو ماكر تنصل من الالتزامات البديهية في قواعد مواثيق وقيم المنظمة الدولية ومنطلقاتها، وهو الذي لم يلتزم بقراراتها يومًا".

الأمم المتحدة ترحب بإتفاق إسرائيل ولبنان على بدء مفاوضات ترسيم الحدود

وتابع: "المهم أن لبنان يذهب إلى المفاوضات مقتنعا بحقه في أرضه وثرواته ولن يتنازل عن أي جزء منها وهنا يكمن دور الراعي والوسيط ليعطيهم دورهم في مساندة الحق وأصحابه ووضع حد للمعتدي والمتفلت من التزامات الحق والعدالة وهو ما يحدد كيف ستنتهي إليه  هذه المفاوضات وكل الاحتمالات واردة نجاحًا وفشلا".

ترسيم الحدود فقط

من جانبه قال المحلل السياسي اللبناني فيصل عبدالستار، إن "رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري أعلن انطلاق ما يسمى اتفاق الإطار للمفاوضات بين لبنان والعدو الإسرائيلي حول ترسيم الحدود بين لبنان وفلسطين المحتلة على المستوى المائي والبري".

وأضاف في تصريحات لـ "سبوتنيك"، أن "فكرة تلازم المسارين، أي التحديد البري والبحري، برعاية الأمم المتحدة وحضور الوسيط الأمريكي، وهو الأمر الذي أثار الكثير من رود الفعل داخليا وعالميا، حيث قال البعض إنه يشكل رسالة في حد ذاتها لبدء الغزل مع العدو، والبعض قال الرضوخ للضغوط الأمريكية، وآخرون يقولون إنها تنازل عن الحق اللبناني".

وتابع: "الحقيقة أن كل هؤلاء لم يصيبوا الحقيقة لأن المفاوضات كانت تدور بواسطة الوسيط الأمريكي والأمم المتحدة، وكان هناك لقاءات عديدة على مدار عامين حاول لبنان فيها تثبيت حقه الأساسي في الموضوعات المتنازع عليها، مثل بلوك 8 والقضايا التي تحفط عليها لبنان".

وأكد أن "لولا المقاومة وقوتها لما أرغم العدو للقبول بالمفاوضات، فإن لم تكن هناك مقاومة كان الاحتلال قد انتزع كل المنطقة، لكن بوجود المقاومة وقدرتها أفهمت العدو أن ثروات لبنان ليست لقمة سائغة لأحد".

الأمم المتحدة ترحب بإتفاق إسرائيل ولبنان على بدء مفاوضات ترسيم الحدود

وأشار إلى أن "المفاوضات ستكون غير مباشرة وبحضور الوسيط الأمريكي الأمم المتحدة، وهي لترسيم الحدود فقط، ولا علاقة هنا لمناقشة بقاء المقاومة، أو سلاحها، أو قضية التطبيع من قريب أو بعيد".

ومضى قائلًا: "موضوع نجاح المفاوضات أو عدمه كفيل بقدرة الوفد اللبناني وحنكته وتمسكه بحقه في هذا الإطار، العدو سيحاول التلاعب كعادته لكن الوفد اللبناني مسلح بخرائط ووثائق، وهناك جهات سياسية ترعى الأمر، لا أعتقد أن اللبناني سيكون ضعيفا في هذه المفاوضات".

تنازع لبناني إسرائيلي

ويأتي هذا الإعلان بعد أسابيع فقط من توقيع إسرائيل اتفاقيات لتطبيع العلاقات مع كل من الإمارات والبحرين بوساطة أمريكية.

وتتنازع لبنان وإسرائيل، اللذان لا يزالان في حالة حرب رسميا، على حدودهما البرية والبحرية منذ عقود، وسيسمح حل النزاع لهما باستغلال حقول الغاز الطبيعي البحرية. وقد ظلت كلا الدولتين من الناحية الفنية في حالة حرب منذ الصراع العربي الإسرائيلي في 1948-1949.

وعلى الرغم من عدم وجود حدود برية متفق عليها بينهما، إلا أنهما ملتزمتان بوقف إطلاق النار على طول ما يسمى بالخط الأزرق.

ورسمت الأمم المتحدة الحدود بينهما بعد انسحاب القوات الاسرائيلية من جنوب لبنان عام 2000 منهية 22 عاما من الاحتلال.

وفي عام 2006، خاضت إسرائيل وحزب الله حربا استمرت شهرا أسفرت عن مقتل حوالي 1190 لبنانيا و163 إسرائيليا، وانتهى الصراع بهدنة توسطت فيها الأمم المتحدة.

مناقشة