استدعاء السفيرة جاء إثر تصريحات العثماني بشأن " سبتة ومليلة"، وكان العثماني أكد في حوار مع قناة "الشرق" أن "الجمود هو سيد الموقف حاليا بخصوص ملف المدينتين المحتلتين".
وأوضح العثماني، أن المغرب "ربما سيفتح الملف في يوم ما، ويجب أولا أن ننهي قضية الصحراء، فهي الأولوية الآن، وقضية سبتة ومليلية سيأتي زمانها"، مضيفا:" كلها أراضي مغربية والمغرب يتمسك بهما كتمسكه بالصحراء".
وجاء في بيان لوزارة الخارجية الإسبانية، أنه تم استدعاء سفيرة المغرب في إسبانيا، كريمة بنيعيش، على وجه السرعة لتقديم إيضاحات حول تصريحات رئيس الحكومة.
إشارات عدة تطرحها تصريحات العثماني خاصة، أنها تتزامن مع التطورات الخاصة بقضية الصحراء، والذي يمثل موقف إسبانيا منها أهمية كبيرة، وهو ما أشار إليه بعض الخبراء بأن المغرب قد يكون استخدم ورقة "سبتة ومليلة" للضغط على إسبانيا باتخاذ خطوة على غرار الأمريكية والدول الأخرى في الصحراء.
وفي تعليقه على الواقعة، قال القيادي بحزب العدالة والتنمية والنائب السابق عبد العزيز أفتاتي، إن الموقف الإسباني الرسمي من "سبتة و مليلية" استعماري بحيث يزايدون به على بعضهم البعض.
وأضاف في حديثه لـ "سبوتنيك" أن "سيطرة إسبانيا على سبتة ومليلية والجزر الجعفرية هو احتلال مرفوض و مدان ولا يسقط بالتقادم، ومصيره إلى زوال".
من جانبه قال المحلل المغربي بلال التليدي، إن تصريح رئيس الحكومة المغربية جاء في محله، حيث يقود المغرب معركة دبلوماسية وسياسية بشأن قضية الصحراء.
وأضاف لـ"سبوتنيك"، أن الجانب الأمريكي يدرك حساسية موقف إسبانيا من قضية الصحراء، وأن الأمر مرتبط بحسم ملف الصحراء وتثبيت مقترح المغرب بالحكم الذاتي.
وأشار إلى أن "المغرب قد يكون استخدم هذه الورقة للضغط على إسبانيا لإنهاء ملف الصحراء لصالح المغرب، خاصة في ظل العدد الكبير من القنصليات التي افتتحت في مدينتي الداخلة والعيون، وهو ما وضع الموقف الخاص بـ "سبتة ومليلية" في حرج بالنسبة لإسبانيا، في ظل الظروف الراهنة والمستجدات.
بدوره، قال الكاتب المغربي، يوسف الحايك، إن: ما صرح به رئيس الحكومة سعد الدين العثماني، هو دائما محط إجماع وطني.
وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك"، أن دعوة المغرب إلى استعادة "سبتة ومليلية"، وكل الثغور المحتلة ليس وليد اليوم، بل هو صيرورة نحو استكمال الوحدة الترابية للمملكة.
ورأى الحايك أن ردة فعل الجارة الشمالية لا تعدو أن تكون انفعالا ضمن سياق عام للتحولات التي استطاع المغرب خلقها.
وتوقع ألا يعدو التحرك الإسباني أكثر مما عبرت عنه الخارجية الإسبانية، لا سيما أن ما قام به المغرب يدخل ضمن حقه السيادي في صون حدوده.
ما قصة سبتة ومليلة؟
تقع مدينة مليلة شرق المغرب، قبالة الساحل الجنوبي لإسبانيا على بعد نحو 500 كيلو متر، وتبلغ مساحتها نحو 12 كيلومترا مربعا.
بقيت مليلية تابعة لإقليم ملقة الإسباني حتى 14 مارس/آذار عام 1995، عندما أصبحت إقليما يتمتع بالحكم الذاتي.
وبعد استقلال المغرب عن إسبانيا وفرنسا عام 1956 احتفظت مدريد بسبتة، التي أصبحت إقليما يتمتع بالحكم الذاتي منذ عام 1995، حتى الآن.
وتقع مدينة سبتة البالغ مساحته 20 كيلومترا مربعا، على الساحل المغربي عند مدخل البحر المتوسط على مضيق جبل طارق.
وفي العام 42 م، سيطر عليها الرومان، وطردوا منها على يد قبائل الفاندال بعد نحو 400 سنة.
وفيما بعد سيطر عليها البيزنطيون، ثم القوط القادمين من إسبانيا، واستخدمها طارق بن زياد كقاعدة في هجومه على إسبانيا.
وبعد سقوط الخلافة الأموية، سادتها الفوضى حتى سيطر عليها المريدون، واتخذوها أيضا قاعدة للهجوم على الأندلس عام 1084.
واحتلها البرتغاليون عام 1415، بقيادة الأمير هنري البحار، ثم أصبحت المدينة تحت السلطة الإسبانية عندما تولى الملك الإسباني، فيليب الثاني، عرش البرتغال عام 1580.