بعد أن سكتت عنها الحكومة المغربية... مطالبات للملك بالتدخل لإقرار رأس السنة الأمازيغية عطلة رسمية

طالب عدد من الهيئات والمؤسسات الأمازيغية الملك محمد السادس بإقرار رأس السنة الأمازيغية عطلة رسمية في البلاد.
Sputnik

مطالبة الملك والتي اعتبرتها وسائل إعلام مغربية تخطيا لحكومة العثماني، تأتي بعد مطالبات عديدة رفعتها هيئات وجمعيات أمازيغية للحكومة ولم تستجب الأخيرة لها.

دعوات بالمغرب لإقرار رأس السنة الأمازيغية عيدا وطنيا وعطلة رسمية

وبحسب جريدة "هسبريس" المغربية، فقد رفعت عدد من الهيئات الأمازيغية التماسات إلى الملك محمد السادس من أجل إقرار رأس السنة الأمازيغية، الذي يصادف يوم 13 يناير/كانون الثاني، عيدا وطنيا وعطلة رسمية مؤدى عنها، على غرار رأس السنتين الهجرية والميلادية، معتبرة أن الاستجابة لهذا المطلب ستعزز ما راكمه المغرب على صعيد الحقوق الثقافية واللغوية.

يشار إلى أن الأعياد والعطلات الرسمية المغربية منصوص عليها في مرسوم يحمل رقم 2.77.169 ، وقد صدر بتاريخ 29 فبراير/شباط من سنة 1977، وخضع بعد ذلك لتعديلات عدة، كان آخرها سنة 2000.

وبعث كل من كل من الجامعة الصيفية، ومنظمة تماينوت، وكونفدرالية الجمعيات الأمازيغية في الجنوب، وكونفدرالية الجمعيات الأمازيغية بالشما، برسالة إلى الديوان الملكي عبروا فيها عن أملهم أن تكون سنة 2971، الموافقة لسنة 2021م، “سنة الإقرار بالتقويم الأمازيغي وبفاتح السنة الأمازيغية عيدا وطنيا ويوم عطلة".

وفي رسالة أخرى بعثت بها جمعية المرأة الأمازيغية للديوان الملكي أكدت فيها أنه لم يتبق سوى يومين على حلول رأس السنة الأمازيغية، متطلعة إلى أن "تكون هذه السنة حلقة أخرى من حلقات مسلسل إنصاف وتعزيز الأمازيغية، باعتبارها إرثا مشتركا لجميع المغاربة".

وقد دأب المغاربة على الاحتفال برأس السنة الأمازيغية، والذي يُعرف بـ”إيضْ نْ إينّاير”، وهي مناسبة يتخذ الاحتفال بها أنماطا متعددة، لكن يوحدها جميعها قاسم مشترك، هو الارتباط بالأرض.

وقد سبق وأعلنت الحكومة، في العام 2018 على لسان الناطق الرسمي الأسبق باسمها مصطفى الخلفي أن رئيس الحكومة "يدرس إمكانية إقرار هذا اليوم عيدا وطنيا، وفي حالة تبلور أي جواب، فإنه سيعلنه".

وعن سبب إرسال المكاتبات المطالبة بإقرار رأس السنة الأمازيغية عطلة رسمية إلى الملك وتخطي الحكومة قال رشيد الحاجي في تصريحات صحفية "لأنه من الواضح أن القرارات الثقافية والرمزية الكبرى ترتبط بمجال السيادة واختصاصات جلالة الملك"، لافتا إلى أن الغاية من مراسلة الملك محمد السادس هي “الإقرار الرسمي بهذا المطلب والاحتفال الثقافي والشعبي الهام والمتجذر في الفضاء الاجتماعي والبارز في تاريخ المغرب المعاصر".

واوضح الحاجي أن "هذا المطلب الديمقراطي والحقوقي المشروع طال انتظاره، وقد حان الوقت لاستكمال رمزية السياق الدستوري الجديد والمقتضيات القانونية المرتبطة بترسيم اللغة والثقافة الأمازيغية، في إطار مقومات الثقافة والهوية المغربية المتعددة والغنية بكل مكوّناتها".

ويصادف "إيض ن يناير"، يوم 13 يناير من كل عام، وقد اتخذ الأمازيغ من حدث تولي الملك الأمازيغي "شيشونغ" الحكم رمزية لرأس السنة عندهم، وهو الملك الذي حكم في العائلة الفرعونية التي أمسكت بزمام الأمور في مصر في تلك المرحلة.

وكانت الدولة المغربية قد اعترفت بالأمازيغية في الخطاب الملكي لسنة 2001 بأجدير، ثم الاعتراف الدستوري بالأمازيغية لغة رسمية سنة 2011، وصدور القانون التنظيمي المتعلق بتحديد مراحل تفعيلها في مجالات الحياة سنة 2019.

جدير بالذكر أنه ليست المرة الأولى التي تتم فيها المطالبة بجعل رأس السنة الأمازيغية عيداً وطنياً، فقد تجدد هذا المطلب بقوة خلال السنوات الماضية، كما تبنته عدد من الأحزاب وطالبت الحكومة بجعله عيداً وطنياً.

مناقشة