لماذا تقلق الصين أكثر من غيرها لتوقف الملاحة في قناة السويس؟

أبدت الصين اهتماما بالغا وقلقا لتوقف الملاحة في قناة السويس، خلال اليومين الماضيين، يثير الكثير من التساؤلات حول السر الكامن خلف ذلك.
Sputnik

وجاءت أبرز مظاهر هذا الاهتمام، بإطلاق التلفزيون الصيني، بثا مباشرا لعمليات إنقاذ الناقلة العملاقة الجائحة في قناة السويس، وتوقف الملاحة فيها بسبب ذلك.

وكالة: هيئة قناة السويس تعلّق حركة الملاحة مؤقتا

وأجابت صحيفة "غلوبال تايمز" الصينية الرسمية على هذا التساؤل بقولها، إن توقف الملاحة في قناة السويس، يمكن أن يرفع رسوم الشحن بين الصين وأمريكا بصورة كبيرة، إذا لم تتم استعادة الملاحة بصورة سريعة.

وباتت قناة السويس، بحسب الصحيفة الصينية، أحد أكثر شرايين الشحن ازدحاما في العالم، بعد توقف الملاحة فيها إثر جنوح سفينة حاويات كبيرة أول من أمس الثلاثاء.

ونقلت الصحيفة عن محلل اقتصادي قوله إن الحادث قد يؤثر على التدفق السلس للشحن بين الصين وأوروبا، ويرفع رسوم الشحن، إذا لم يتم إيجاد حل في الوقت المناسب.

ولفتت إلى أن استئناف الملاحة قريبا، قد يكون بمثابة خبر سعيد للصين، لأنه سيمنع رفع رسوم الشحن بصورة غير مسبوقة.

وتسبب الحادث بالفعل في اختناق طويل في الممر المائي ومنع عشرات السفن الأخرى من المرور، ولفت التقرير إلى أن الصين تدعم الجهود المصرية لإعادة تعويم السفينة العالقة.

وقال وو مينجوا، محلل صناعة الشحن المستقل في شنغهاي، إن "الأمر يعتمد على مدى توقفها، وما إذا كانت الملاحة ستستأنف خلال ساعات أو خلال شهر".

وتابع المحلل الاقتصادي، أن " تكون عالقًا ليس بالأمر غير المعتاد، وأعتقد أن هيئة قناة السويس قد اكتسبت خبرة غنية في التعامل مع مثل هذه المواقف".

ورجح التقرير الصيني أن يستغرق استئناف الملاحة في قناة السويس، فترة تتراوح من أسبوع إلى 10 أيام تقريبا.

وقال وو: "إذا لم تستطع قناة السويس استئناف تدفق البضائع بسلاسة في غضون أسبوعين أو ثلاثة أسابيع، فسوف ترفع في نهاية المطاف رسوم الشحن، التي ظلت بالفعل عند مستوى عال منذ النصف الثاني من العام الماضي أثناء الوباء".

أسباب أخرى

ورصد التقرير أسباب أخرى أيضا للاهتمام الصيني، على رأسها خروج سفينة الحاويات التي جنحت من الصين وهي تحمل بضائع صينية، علاوة على أن تعطل الملاحة في قناة السويس، يمكن أن يتسبب في تعطيل شحنات البضائع الصينية إلى أوروبا.

وبحسب بيانات الشحن، كانت سفينة الحاويات "إيفر غيفن"، المسجلة في بنما، متجهة إلى روتردام من الصين، وهي كانت تعبر القناة في طريقها إلى البحر الأبيض المتوسط.

آخر تطورات محاولة تعويم السفينة الجانحة في قناة السويس

وتم تشغيل السفينة التي تزن 200 ألف طن من قبل شركة الشحن التايوانية "إيفغرين مارين".

وغادرت السفينة في 22 فبراير/شباط ميناء كاوشيونغ بجزيرة تايوان الصينية، وتوقفت أيضًا في تشينغداو، في مقاطعة شاندونغ بشرق الصين، ونينغبو، في مقاطعة تشغيانغ بشرق الصين وشنغهاي.

وكان من المقرر أن تصل إلى روتردام في 1 أبريل/نيسان المقبل.

وقال مصدر مطلع في الصناعة، طلب عدم ذكر اسمه، لصحيفة "غلوبال تايمز"، إن مالكي الشحنة، وخاصة البضائع من الصين، يولون اهتمامًا وثيقًا لهذا الحادث بهدف تجنب المزيد من الخسائر.

ويتم شحن أكثر من 60 في المائة من السلع الصينية، بما في ذلك منتجات الطاقة المتجددة الجديدة، مثل الوحدات الكهروضوئية وغيرها من المعدات، إلى أوروبا عبر قناة السويس.

قال المصدر إن الحادث سيؤثر سلبًا على المصدرين الصينيين على المدى القصير، حيث ستتأخر حركة الشحن المجدولة مع أوروبا.

وتمثل السفن الصينية عُشر حجم الحركة السنوية لقناة السويس كل عام.

وبحسب بيانات هيئة قناة السويس، فقد مرت قرابة 19 ألف سفينة عبر القناة عام 2020، بمتوسط ​​51.5 سفينة في اليوم.

الشركة اليابانية مالكة السفينة الجانحة في قناة السويس تعتذر

وكانت هيئة قناة السويس أفادت في بيان سابق، أن السفينة إيفر جيفن جنحت، صباح الثلاثاء وهو ما "يعود بشكل أساسي إلى انعدام الرؤية الناتجة عن سوء الأحوال الجوية نظرا لتعرض البلاد لعاصفة ترابية... مما أدى إلى فقدان القدرة على توجيه السفينة ومن ثم جنوحها".

وتابعت الهيئة: "تتولى لجنة إدارة الأزمات بقيادة الفريق أسامة ربيع، رئيس هيئة قناة السويس، الإشراف على أعمال تعويم السفينة، لضمان انتظام حركة الملاحة وفقا لأعلى معايير الأمان والسلامة، وخدمة حركة التجارة العالمية".

وأصدرت شركة وكالة الخليج مصر المحدودة للملاحة (جي.إيه.سي) مذكرة لعملائها الليلة الماضية قالت فيها إن جهود تعويم السفينة باستخدام زوارق قطر مستمرة، لكن ظروف الرياح وحجم السفينة الكبير "يعرقلان العملية".

ويمر نحو 30 في المئة من حاويات الشحن في العالم يوميا عبر قناة السويس البالغ طولها 193 كيلومترا، ونحو 12 في المئة من إجمالي التجارة العالمية لجميع السلع.

مناقشة