في المغرب ينتظر أهالي عشرات الشباب أي أنباء مؤكدة بشأن أبنائهم الذين هاجروا نحو إيطاليا عبر سواحل تونس نهاية العام الماضي بعد انقطاع المعلومات بشكل نهائي منذ أشهر، خاصة بعد ظهور العديد من جثث المهاجرين قبالة سواحل تونس الشهر الماضي.
استغاثات الأهالي
تواصلت "سبوتنيك" مع عدد من أهالي المهاجرين الذين أكدوا انقطاع التواصل مع أبنائهم منذ ديسمبر/ كانون الأول الماضي، في ظل عدم رد أي جهات رسمية بشأن مصير أبنائهم.
الحقوقية المغربية فاطمة بوغنبور، قالت في حديثها لـ"سبوتنيك"، إن العديد من الشباب الذين قصدوا تونس بهدف الهجرة وقعوا ضحايا لعصابات الهجرة غير الشرعية.
وأضافت أنها سعت للتواصل مع الجهات المعنية في تونس من أجل معرفة مصير الشباب أو معلومات مؤكدة حول الذين عثر على جثثهم في أوقات سابقة، إلا أنها لم تتلق أي رد من الجانب التونسي.
بحسب شهادات الأهالي فقد الاتصال مع أبنائهم منتصف ديسمبر/ كانون الثاني من العام الماضي، ولم ترد أي معلومات من حينها تفيد أنهم على قيد الحياة أو أنهم غرقوا في البحر ضمن القوارب التي تغرق بشكل يومي.
مراسلات حقوقية
وحصلت "سبوتنيك"، على نص خطاب المركز المغربي لحقوق الإنسان الموجه لرئيس قسم الطب الشرعي بمستشفى صفاقس بتاريخ 9 مارس/ آذار الماضي، والذي يطالب بمعلومات حول المغاربة الذين غرقوا في عرض البحر وتم انتشال جثثهم قبالة السواحل التونسية.
قارب الموت
تقول بشرى (سيدة مغربية) إن ابنة شقيتها سارة حركات غادرت مطار الدار البيضاء باتجاه تونس رفقة زوجها محمد الجوهري بطريقة قانونية نهاية العام الماضية.
وأضافت في حديثها لـ"سبوتنيك"، أنهم ظلوا على اتصال بهم حتى تاريخ 16 ديسمبر/ كانون الأول 2021، فيما انقطع الاتصال بهم حتى تاريخ النشر، كما انقطعت المعلومات عنهم.
وأوضحت أن بعض الشباب الذين كانوا معهم في تونس ويستعدون للهجرة غير الشرعية نحو إيطاليا لكنهم تخلفوا عن الرحلة، أخبروهم بأن سارة وزوجها انضموا إلى 36 آخرين للهجرة نحو إيطاليا بعد تواصل مع سماسرة الهجرة هناك.
ولفتت إلى أنهم تواصلوا مع الجهات المعنية وأخبروهم بكافة التفاصيل دون أي معلومات حول مصيرهم حتى اللحظة.
نفس المصير
فيما يؤكد سمير نسيم في حديثه لـ"سبوتنيك"، أن شقيقه سعيد نسيم البالغ من العمر 35 عاما، كان ضمن الرحلة التي انطلقت من صفاقس باتجاه أوروبا ديسمبر الماضي، حسب المعلومات التي توصلوا إليها.
وأوضح أنه منذ ذلك التاريخ انقطعت كل آليات التواصل معهم، ولم يتوصلوا إلى أي معلومة تفيد بأنهم على قيد الحياة أو أنهم غرقوا أو دفنوا في ظل مخاوف من غرقهم في البحر، ودفنهم دون إعادتهم إلى المغرب (وهي مخاوف لا توجد أدلة قاطعة بشأنها).
الشهادات نفسها أكدها العديد من أهالي المهاجرين في حديثهم مع "سبوتنيك"، حيث شددوا على انقطاع التواصل منذ التاريخ نفسه، وكذلك عدم رد الجهات المعنية على مطالبهم بالكشف عن مصير أبنائهم ما إن كانت هناك معلومات بشأنهم.
جثث قبالة سواحل تونس
في 19 مارس/ آذار أفاد المتحدث باسم الحماية المدنية التونسية، معز تريعة، بالعثور على 17 جثة قبالة سواحل شمال شرقي تونس لمهاجرين كانوا يحاولون الوصول إلى أوروبا بطريقة غير شرعية.
وأضاف المتحدث أن الجثث "عثر عليها قبالة سواحل الوطن القبلي، وغالبية الغرقى ينحدرون من دول إفريقيا جنوب الصحراء، لكن بينهم سوريون أيضا.
وتعد تونس وليبيا من نقاط الانطلاق الرئيسية للمهاجرين الذين يتجهون نحو أوروبا بحثا عن حياة أقضل.
وفُقد ما يقرب من ألفي مهاجر أو غرقوا في البحر المتوسط العام الماضي، مقارنة بـ1401 في 2020، وفق المنظمة الدولية للهجرة.
وتمكن 15671 مهاجراً، بينهم 584 امرأة، من الوصول إلى الأراضي الإيطالية من السواحل التونسية عام 2021، مقابل 12883 مهاجراً بينهم 353 امرأة عام 2020، بحسب المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية، المتخصص في قضايا الهجرة.
ووصل أكثر من 123 ألف مهاجر إلى إيطاليا في 2021، مقارنة بنحو 95 ألفاً في العام السابق، وفق المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.