"السعي العربي واللقاءات المتعددة طوال الفترة الماضية لحل الأزمات في العواصم العربية، توازت الاتفاق بين السعودية وإيران، الأمر الذي يؤشر بمرحلة أكثر استقرارا، استفادة من حل الملف الذي ظل عقبة أمام أي حل للأزمات المتفجرة"، حسب الخبراء.
في شمال أفريقيا، تظل الأزمة بين المغرب والجزائر هي الأخطر، رغم كمونها وعدم تطورها عن الوضع الراهن، إلا أن بعض التقديرات تشير إلى خطورة استمرارها.
في السابق، عرضت العديد من الدول العربية الوساطة بين المغرب والجزائر، ورحبت الأولى بحسب تأكيدات لـ"سبوتنيك"، غير أن الجزائر رفضت الوساطة من الدول العربية، لأسباب عدم التوافق مع رؤيتها في معالجة القضايا الخلافية بين البلدين.
تراشق متبادل
مؤخرا، عمّت وسائل التواصل وبعض المواقع الصحفية، بتراشق متبادل ومقالات رأي، وهي حالة معتادة بين البلدين بين فترة والأخرى.
الآراء من الجانبين تشير إلى أن التقارب العربي - العربي، وحالة التهدئة بين العديد من البلدان في المنطقة لم تصل إلى الأزمة بين البلدين، التي تظل محل ترقب، مع استبعاد أي تقارب في الوقت الراهن.
موقف مغربي معلن
يوضح عضو مجلس المستشارين في المغرب والوزير السابق، لحسن حداد، أن "بلاده رحبت بكل المبادرات العربية التي طُرحت في السابق للوساطة بين الرباط والجزائر، وأن بلاده أكدت دائما أن يدها ممدودة للسلام والاستقرار".
ويوضح الوزير المغربي السابق، أن
"تمسك الجزائر بموقفها السابق الذي رفضت فيه الوساطة لن يسهم في أي تقدم في الخلاف بين البلدين، مرجعا عدم انعكاس عملية التهدئة في المنطقة العربية على ملف الخلاف بين المغرب والجزائر بسبب الأخيرة، التي رفضت أكثر من مرة وساطة العديد من الدول من بينها السعودية والأردن وقطر والإمارات".
فتور معتاد
يرى حداد أن "التراشق الذي يسود مواقع التواصل أو الصحف ليس بالجديد، وأنه مستمر منذ سنوات طويلة رغم خفوته وارتفاع وتيرته من حين لأخر، لكن حداد يستبعد أيضا ارتفاع التوتر على المستوى الرسمي لأكثر مما هو عليه في وقته الراهن.
موقف جزائري
في الإطار، يستبعد المحلل السياسي الجزائري، أحسن خلاص، انعكاس التهدئة في المنطقة على الملف الثنائي بين بلاده والرباط.
ويلقي خلاص باللوم على المغرب، إذ يرى من وجهة نظره أن "الاستفزازات هي قائمة من الطرف الآخر، وأن مواقف الجزائر معلومة تجاه العديد من القضايا منها ما يتصل بأزمة "الصحراء" وكذلك القضايا الأمنية".
ويرى الخبير الجزائري أن
"العلاقات بين المغرب وإسرائيل تمثل تهديدا لبلاده من خلال التواجد الإسرائيلي في البلد الجار".
ويفسر خلاص رفض الجزائر لوساطات عربية سابقة، "رغم عدم تأكيدها بشكل رسمي"، بأن الأمر قد يرتبط بعدم قيام الوساطة على حلول جذرية للملفات الخلافية بين البلدين.
سيناريوهات مرتقبة
رغم توتر العلاقات، وحديث الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون، في وقت سابق عن سيناريو الحرب الذي استبدل بقطع العلاقات، يستبعد الخبراء والبرلمانيون من الجانبين تطور الأوضاع لدرجة أعلى ما هي عليه، لكنهم يرجحون استمرار القطيعة لسنوات أخرى، بانتظار أي تغير في المواقف الثابتة من القضايا الأساسية للبلدين.
قطع العلاقات
وكان وزير الخارجية الجزائري، رمطان لعمامرة، قد أعلن، في أواخر أغسطس/ آب 2020، قطع علاقات بلاده الدبلوماسية مع المملكة المغربية.
جاء القرار الجزائري بقطع العلاقات مع المغرب، بعد تصاعد التوتر بين الجارين المغاربيين، عقب اتهام الرئيس الجزائري للمغرب بـ"الأفعال العدائية"، وندد ملك المغرب محمد السادس، بـ"عملية عدوانية مقصودة" ضد بلاده "من طرف أعداء الوحدة الترابية"، دون أن يسميهم.