رغم الفقد والكارثة رسمت الابتسامة على وجوههن، وكل منهن تنتظر دورها للحصول على أدوات التجميل وربما على فراشة صغيرة تضعها على شعرها.
اقتربنا منها بخطوات، سألناها، هل لنا أن نصور؟، أجابت بكل ود، ومن ثم تتالت الأسئلة.
في الوقت الذي حرص الجميع على حمل المساعدات الغذائية والطبية والعينية، قررت فدوى الملياني المقيمة فى مراكش، حمل حقيبتها والذهاب إلى المناطق المنكومة، لم تحمل معها الأدوية أو المساعدات الغذائية، بل بعض الألعاب للأطفال وأدوات تجميل وزينة لشعورهن.
قررت فدوى تخفيف هول الصدمة على الأطفال الذين فقدوا أهلهم أو الذين فقدوا منازلهم واضطروا للبقاء في العراء، أو في الخيام.
تقول فدوى لـ"سبوتنيك"، إن الجميع قرر أن يساعد بمواد طبية أو غذائية، وربما ندر من انتبه للحالة النفسية للأطفال، أو لاحتياجاتهم الأخرى بعيدا عن المأكل والملبس.
وفق حديث فدوى، فإن تمشيط شعور الفتيات يخفف عنهن الصدمة، ويدخل الفرحة على قلوبهن، خاصة مع بقائهن دون أفراد العائلة توفوا إثر انهيار المنازل.
تنقلت فدوى من منطقة لأخرى، حاملة على ظهرها حقيبتها وفرشتها ومواد التجميل، أقامت في المخيمات إلى جوار الأطفال وسط ظروف صعبة من أجل إدخال السعادة على قلوبهم.
تقول فدوى إنها تقدم المساعدة للجميع منذ صغرها، لكنها لا تعمل ضمن أي منظمة خيرية أو أي جهة، بل تسعى لتقديم المساعدة للجميع بصفة شخصية.
شملت جولتها عشرات المناطق في إقليم الحوز، وكلما مرت بمنطقة تركت بعض الهدايا للأطفال، والفراشات لتزيين شعورهن، كما تحرص على أن تعلمهن القيام بالفعل ذاتها كل يوم لبعضهن بعضا، أو توكل لإحداهن القيام بالأمر، حتى لا تكون مجرد ساعات فقط دون أثر ملموس.
تحدثنا إلى العديد من الفتيات الصغيرات في منطقة "تفكاغت" التابعة لجهة مراكش، جميعهن أعربن عن سعادتهن بالأشياء الجميلة التي قامت بها السيدة المراكشية، التي تركت الأثر في نفوس الجميع.
تتشابه المنطقة مع العديد من المناطق هناك، إذ هوت جميع منازلها، ولم يتبق منها أي شيء سوى من نجا من تحت الأنقاض أو كان خارج المنازل وقت الهزة الزلزالية.
هنا ملامح منازل تفيد بأن قرية ما كانت هنا، وكان هنا أحياء، بينما بقي الأحياء في خيامهم بانتظار مصيرهم.