واستطرد الدكتور دنورة: "لذلك، ومن حيث المبدأ، فالموقف الروسي الذي يتبدى عبر توسيع النشاط الدبلوماسي الروسي في الشرق الأوسط، ليس استثناءً، فالاعتداء على مبنى قنصلي يتمتع بالحماية الدبلوماسية وفق القوانين الدولية هو انتهاك صارخ لهذه القوانين، ويكاد يكون غير مسبوق على مستوى الدول، ما يجعل العدوان الإسرائيلي يندرج في إطار إرهاب الدولة؛ ومن جانب آخر، فإن روسيا الاتحادية ومسؤوليها السياسيين ليسوا بمعزل عن توجه الوجدان الشعبي العالمي المستنكر للاعتداءات الإسرائيلية، وهم، بخلاف الدبلوماسية الغربية، ليسوا أسرى للرؤى (الاستعمارية - العنصرية) الغربية الداعمة بصورة عمياء للجرائم الإسرائيلية. وبكلمة أخرى، فالسياسة الروسية بتعبيرها عن وجدان وعقائد وتاريخ الشعب الروسي العريق لا يمكن أن تجد نفسها في حالة توافق، ولو بشكل جزئي، مع ممارسات تنتمي للفصل العنصري والإبادة الجماعية مما تقوم به إسرائيل اليوم. ولنضف إلى ذلك أن روسيا، وبعد تعرضها المباشر للاستهداف الغربي، تستشعر سياسياً وجيوبوليتيكياً أهمية التقارب السياسي والجيوسياسي مع الدول المناهضة للهيمنة الغربية، بوصف تلك الدول، كالصين وسوريا وإيران، شركاء موضوعيين في بناء عالم متعدد الأقطاب".
العكام: رسالة تحذير للحكومة الإسرائيلية
ونفى الدكتور عكام احتمال أن "يعكس الموقف الروسي رغبة مضمرة في تغيير قواعد الاشتباك فوق الأراضي السورية، والأحرى النظر إليه كخطوة متقدمة سبقتها تصريحات كثيرة، خاصة التصريح الأخير الذي أعقب الاعتداء الإسرائيلي على مطار حلب الدولي، ونددت فيه الخارجية الروسية بالضربات الإسرائيلية على سوريا باعتبارها انتهاكا صارخا للسيادة السورية ينذر بعواقب شديدة الخطورة، في إشارة إلى مخاوف من جر المنطقة بأكملها إلى الحرب، وهي رسالة أولية قد تمهد لتغيير قواعد الاشتباك، وتعبر عن المزيد من الاستعداد للانخراط الروسي في قضايا المنطقة، والحرب على سوريا، والمقاومة الفلسطينية ومحور المقاومة"، على حد قوله.