وزير الخارجية الليبي: نرفض المقاربة الأمنية لمعالجة "الهجرة غير النظامية".. وروسيا شريك حقيقي

قال وزير الخارجية في الحكومة المكلفة من البرلمان الليبي، عبد الهادي الحويج، إن الحكومة الليبية والقيادة العامة للقوات المسلحة تقوم بدور هام وفعال في المناطق الخاضعة لسيادة الحكومة والأجهزة الأمنية والقيادة العامة.
Sputnik
وأضاف في حواره مع "سبوتنيك"، أن العلاقات بين روسيا وليبيا متميزة، كما أنها تاريخية واستراتيجية.
إلى نص الحوار...
بداية، نود التعرف على الدور الذي تقوم به الحكومة الليبية والقيادة العامة للقوات المسلحة في مواجهة أزمة الهجرة غير الشرعية، وبسط الاستقرار في بنغازي والعديد من المدن الليبية؟

بكل تأكيد تقوم الحكومة والقيادة العامة والأجهزة الأمنية والمعنية، بواجباتها القانونية والوطنية والدولية، من حيث احترام حقوق الإنسان وحقوق الأجانب المهاجرين الذين يدخلون بشكل غير قانوني، فنحن نعرف أسباب الهجرة غير النظامية ومنها النزاعات، كما يحدث في السودان وبلدان أخرى.

هل تؤثر الأزمات في العديد من الدول الأفريقية بشكل مباشر على ليبيا؟

بالتأكيد كل المشكلات التي تحدث بالجوار تلقي بظلالها على ليبيا، كونها دولة عبور، وهي ضحية لأزمة الهجرة، ورغم ذلك إننا نرحب بالأفارقة في بلدنا عبر الأطر الشرعية والرسمية، ونرفض أي محاولات لتوطين المهاجرين في بلدنا.

وزيرة المرأة الليبية: مهمتنا تأهيل وتمكين الليبيات في جميع القطاعات والوزارات
برأيك ما المنظور في هذا الإطار من أجل معالجة الأزمة؟

نحن نؤمن برؤية ومقاربة تشاركية، بما يسمح بوضع حلول عملية وآليات غير نمطية، خاصة أن قضية الهجرة تعني بها دول المصدر ودول المعبر ودول المقصد، ونحن في لقاء المؤتمر الأوروبي الأفريقي بشأن الهجرة، نسعى عبر جمع الحكومات والبرلمانيين والمجتمع المدني والإعلام لمناقشة حلول الأزمة وآلية تفعيلها، خاصة أن القضية ليست قضية البرلماني أو صاحب القرار فقط، بل هي قضية شاملة، وهو ما يؤكد أهمية مشاركة المجتمع المدني اليوم.

اليوم نشاهد صورة مغايرة لبنغازي، على عكس ما تداول كثيرا… كيف حققتم ذلك بعد سنوات صعبة؟
كما شاهدتم أنتم بالطبع، وربما يكون من ضمن أهداف المؤتمر، تغيير الصورة النمطية السلبية عن بنغازي والمدن التي تقع ضمن سيادة الحكومة والقيادة العامة، بأنها لا تعيش حالة أمن واستقرار، كما شاهدتم التنمية والإعمار والاستقرار، ودولة القانون والمؤسسات، وربما نريد أن ينقل المشاركون ما لمسوه هنا من استقرار وأمن وما تابعوه وشاهدوه بأم أعينهم.
ما الدور الذي تقوم به ليبيا في إطار مواجهة أزمة الهجرة غير النظامية؟

أود التأكيد على أن ليبيا هي بوابة أفريقيا الشمالية، وهي محورية وهامة، واستقرارها من أهم عوامل الحد من الهجرة غير النظامية.

كما نؤكد على الدور الكبير الذي تقوم به القيادة العامة والأجهزة الأمنية، لكننا بحاجة إلى التعاون الدولي في ظل تزايد أعداد المهاجرين. كما أود الإشارة إلى أنه لم يسجل في سجلنا خروج أي مهاجر طيلة السواحل التي تبلغ نحو 1500 كيلو متر.

عقيلة صالح يعلن عن جولة مشاورات جديدة في الجامعة العربية بين رؤساء المجالس الثلاثة في ليبيا
كيف ترون المقاربة الأمنية في معالجة أزمة الهجرة غير الشرعية؟
بكل تأكيد نحن نرفض المقاربة الأمنية الأوروبية بشدة، ونرفض أن نكون شرطيا لأحد، نحن نؤكد أننا مستعدون للتعاون معا، مع التأكيد على أن دورنا وحده لن يكون كافيا إذا ما استمر الوضع على ما هو عليه.
بشأن العلاقات الليبية الروسية.. كيف ترون أفق تطويرها؟

العلاقات الروسية الليبية ممتدة واستراتيجية، وروسيا ليس لديها ماض استعماري في ليبيا أو أي من الدول العربية، وهي شريك حقيقي وأساسي، ونحن نركز بشكل كبير على تطوير هذه الشراكة، خاصة أن روسيا شريك حقيقي وأساسي لليبيا، ونحن نركز ونعتمد على هذه الشراكة في الأوجه الاقتصادية والتجارية والسياسي.

كما نؤكد أن هذه الشراكة هي رابح رابح، تقوم على الندية والاحترام المتبادل، وليست بديلا عن أحد أو ضد أحد، بل هي تؤمن على تاريخية هذه العلاقات بين روسيا وليبيا وقوتها وامتدادها.

نحن اليوم معنيون بإعادة تطوير هذه العلاقات خلال الفترة المقبلة.

وافتتح رئيس الحكومة المكلفة من مجلس النواب أسامة حماد، يوم السبت، فعاليات المؤتمر الأفريقي - الأوروبي حول الهجرة في مدينة بنغازي، بحضور وزراء الخارجية والهجرة والمرأة في الحكومة الليبية.
انطلق المؤتمر تحت شعار "حلول مستدامة للهجرة"، بحضور النائب الثاني لرئيس مجلس النواب، مصباح أوحيدة، ورئيس البرلمان الأفريقي، وبمشاركة برلمانية وحكومية من القارتين الأفريقية والأوروبية.
ويهدف المؤتمر المنعقد في مدينة بنغازي، إلى الخروج بحلول ناجعة لقضايا الهجرة والمهاجرين وتوزيع الأدوار بين الدول والمنظمات المعنية بهذه القضية التي تؤرق العديد من بلدان المنطقة الأفريقية.
ويناقش المؤتمر سبل تعزيز التعاون الدولي والإقليمي لمكافحة شبكات تهريب البشر وحماية حقوق المهاجرين وتحسين ظروف اللاجئين كما يركز على دراسة الجذور الاقتصادية والاجتماعية والسياسية لظاهرة الهجرة غير النظامية وتبادل الخبرات والممارسات الفضلى في التعامل مع تداعياتها الأمنية والصحية والبيئية، كما يصدر توصياته في يومه الختامي الأحد، بمشاركة رفيعة المستوى من عشرات الدول الأفريقية والأوروبية.
أجرى الحوار في بنغازي/ محمد حميدة
مناقشة