وأفادت إذاعة الجيش الإسرائيلي بأن "الجيش يسيطر عملياتيا على محور فيلادلفيا بالكامل. وخلال العملية المتواصلة في المحور تم العثور على 20 نفقاً في المنطقة و82 بئرا تحت الأرض"، وهو ما نفته القاهرة.
في السياق ذاته، ذكرت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" نقلا عن الجيش الإسرائيلي، أن "بعض الأنفاق الـ20 التي تم العثور عليها يعبر إلى داخل الأراضي المصرية"، وقالت إنه "تم بالفعل تدمير بعضها".
وتابعت أنه "بالإضافة إلى ذلك، سيطر الجيش الإسرائيلي الآن على 82 بئرا تحت الأرض بالقرب من محور فيلادلفيا ويقوم بفحصها تمهيدا لتدميرها".
ووفقا للصحيفة، فإن إسرائيل أطلعت الجانب المصري على جميع التطورات المتعلقة بالمنطقة.
يشار إلى أن محور فيلادلفيا أو محور صلاح الدين، هو شريط حدودي بين مصر وقطاع غزة يمتد داخل القطاع بعرض مئات الأمتار وطول 14.5 كيلومتر من معبر كرم أبو سالم وحتى البحر المتوسط.
على صعيد متصل صرح مستشار الأمن القومي الإسرائيلي تساحي هنجبي، الأربعاء، أن الحرب في قطاع غزة ستستمر 7 أشهر أخرى على الأقل، وذلك حسبما نقلت عنه وكالة أنباء "رويترز".
في هذا السياق، قال محمد عبد الواحد الخبير العسكري والاستراتيجي، إن مصر ترفض بشكل قاطع احتلال محور صلاح الدين لما ينطوي عليه ذلك من تهديد لأمنها القومي وتهديد لاتفاقية كامب ديفيد وملحقها الأمني.
وأوضح عبد الواحد، لـ"سبوتنيك" أن "الاحتلال الإسرائيلي لمحور فيلادلفيا، يعزز أيضا سيناريو التهجير القسري أو الطوعي للفلسطينيين عبر مصر، وهو أمر مرفوض أيضا من قبل مصر".
وأشار إلى أن هناك في اتفاقية السلام بين البلدين آلية تسمى الآلية النشطة، وتعني أنه بالتفاهم بين الدولتين يمكن تحريك بعض القوات أو زيادتها حسب حاجة أمنها القومي وهو ما حدث مع مصر عقب أحداث 2011.
ولفت عبد الواحد إلى أن ما يحدث الآن من احتلال لمحور فيلادلفيا لا ينطبق عليه هذه الآلية، لأن إسرائيل لم تنسق مع مصر كما يدعي بذلك الجانب الإسرائيلي، ما يستدعي سيناريو تجميد الاتفاقية كما تكفل ذلك اتفاقية فيينا لسنة 1969 المتعلقة بالاتفاقيات الدولية، والتي تنص على أنه في حالة تضرر أمن دولة ما القومي يحق لها أن تراجع الاتفاقية أو تجمدها تجميدا جزئيا أو كليا، مشيرا إلى أن مصر هددت بذلك من خلال التهديد بتقليل التمثيل الدبلوماسي.
من جهته، قال جمال رائف، الكاتب الصحفي والمحلل السياسي، إنه يجب التثبت مما تقوله إسرائيل من سيطرتها على محور فيلادلفيا لأن مجريات الحرب يشوبها الضباب، مشيرا إلى أن الإقليم مقبل على فوضى في ظل التهور الإسرائيلي، مشيرا إلى أن هناك تصعيد دبلوماسي خشن من القاهرة التي هددت بالانسحاب من المفاوضات.
وأضاف أن الدولة المصرية قادرة وبكافة أدواتها على الحفاظ على أمنها القومي، دون تبديد طاقتها في معارك جانبية، لافتا إلى أن الخيار العسكري ربما يكون مستبعدا في هذه المرحلة.
وأشار رائف إلى أنه لا يصدق ما تقوله إسرائيل من أنها تنوي الحرب لمدة سبعة أشهر أخرى على الأقل، فهذا خطاب موجه للداخل الإسرائيلي وليس مصداقا لواقع العمليات على الأرض.
إلى ذلك، قال هشام جابر رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجية إنه ما دام هناك دعم أمريكي لإسرائيل فإن إسرائيل قادرة على مواصلة الحرب، مشيرا إلى أن المواقف الأمريكية حتى الآن تسير في اتجاه الدعم المطلق لإسرائيل وبلا حدود.
وأشار جابر إلى أن احتلال فيلادلفيا لن يجر مصر إلى حرب مع إسرائيل، لافتا إلى أن الضغوط الأمريكية من الممكن أن تلعب دورا في تهدئة الجبهة المصرية.
وأضاف أن صورة النصر الذي تبحث عنه إسرائيل لم يتحقق لها من احتلالها محور صلاح الدين، ولم تستطع إسرائيل حتى الآن تحقيق أي منجز أو أي هدف معلن من هذه الحرب رغم كل المجازر.