مع قرب انطلاقه في الأردن.. ما الجديد الذي يقدمه مؤتمر الاستجابة الإنسانية لقطاع غزة؟

في خضم استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية على غزة، وفشل كافة الجهود في وقف الحرب، تتجه الأنظار إلى الأردن حيث يعقد مؤتمرا دوليا مهما للاستجابة الإنسانية الطارئة في القطاع.
Sputnik
ويرى مراقبون أن المؤتمر الذي يأتي في وقت حرج، مهم لإعادة تركيز الانتباه الدولي لمعاناة الشعب الفلسطيني في غزة، وتوحيد الجهود لوقف إطلاق النار، والسماح بإدخال المساعدات الإنسانية بشكل عاجل للشعب المنكوب.
ويستضيف الأردن مؤتمرا دوليا للاستجابة الإنسانية الطارئة في غزة، حيث يتم تنظيمه بالاشتراك مع مصر والأمم المتحدة، على أن يتم تنظيمه في الحادي عشر من يونيو/ حزيران المقبل.
وقالت وكالة "عمون" إن القرار بعقد المؤتمر جاء بعد دعوة من العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش.
مساعدة رئيس مجلس النواب الأردني لـ"سبوتنيك": مؤتمر الاستجابة يتوج الجهود الأردنية لوقف الحرب في غزة

حشد الدعم الدولي

قال الخبير الأردني، حمادة أبو نجمة، إن استضافة الأردن لمؤتمر الاستجابة من أجل غزة خطوة مهمة تأتي في وقت حرج، وتكمن أهميته في إعادة تركيز الانتباه الدولي على معاناة الشعب الفلسطيني في غزة، من حرب غير إنسانية وجرائم إبادة وتطهير عرقي غير مسبوقة، ومن حصار إسرائيلي خانق مستمر منذ عام 2007، مما أدى إلى أزمة إنسانية حادة.
وبحسب حديثه لـ "سبوتنيك"، يهدف هذا المؤتمر إلى تسليط الضوء على معاناتهم وحشد الدعم الدولي لتخفيف حدة الأزمة، كما أنه يُمثل دعمًا سياسيًا هامًا للقضية الفلسطينية، ويعزز من العزلة الدولية للاحتلال.
وشدد على ضرورة أن يحقق المؤتمر هدفا رئيسيا في حث المجتمع الدولي على اتخاذ خطوات ملموسة، ففي مؤتمر بهذه الأهمية وفي مثل هذه الظروف لا يكفي فيه مجرد التعبير عن القلق، فالمجتمع الدولي بحاجة إلى اتخاذ خطوات ملموسة لوقف الحرب فورا ولتحسين حياة الفلسطينيين في غزة، ويمكن أن يشمل ذلك تقديم المساعدة المالية، وإعادة البناء، وممارسة الضغط على إسرائيل لإنهاء الحصار.
ومن جانب آخر، بحسب أبو نجمة، يُعقد المؤتمر في وقت يشهد انقسامًا فلسطينيًا داخليًا، حيث ينتظر من الجانب الفلسطيني أن يرقى إلى مستوى معاناة شعبه ويعمل على تعزيز الوحدة الفلسطينية وأن يكون للدول العربية دور فاعل في ذلك.
الأردن يستضيف مؤتمرا دوليا للاستجابة الإنسانية الطارئة في غزة
وأوضح أن استضافة الأردن للمؤتمر هي شهادة على التزامه بدعم الحقوق الفلسطينية وعلاقته المتميزة بالقضية الفلسطينية، ويؤكد على أهمية موقفه الملتزم بحل الدولتين، وعلى قدرة الأردن من خلال مواقفه المتوازنة على جمع المجتمع الدولي والدول العربية من أجل قضية عادت لتحتل موقعها الرئيسي في أولويات السياسة الدولية.
ويرى أن استضافة الأردن لمؤتمر الاستجابة من أجل غزة تُعد خطوة هامة في وقت حرج، يمكن أن يساعد هذا الحدث في إعادة تركيز الانتباه الدولي على معاناة الشعب الفلسطيني في غزة، وحث المجتمع الدولي على اتخاذ خطوات ملموسة، وتعزيز الوحدة الفلسطينية.
وأشار إلى ضرورة أن يحقق هذا المؤتمر نتائج ملموسة على أرض الواقع، وأن يتم تحويل التعاطف والتعهدات إلى مساعدات إنسانية عاجلة للشعب الفلسطيني في غزة، بتوفير الغذاء والدواء والمأوى وغيرها من الاحتياجات الأساسية لسكان غزة، وإعادة الإعمار والبنية التحتية التي دمرها الاحتلال، وفي نفس الوقت يجب أن يركز المؤتمر على تحقيق حل دائم للقضية الفلسطينية، على قاعدة حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته الفلسطينية على أرضه وليس فقط تقديم المساعدة الإنسانية العاجلة.

إعادة الإعمار

بدوره، اعتبر نضال الطعاني، المحلل السياسي الأردني، والبرلماني السابق، أن استضافة بلاده لمؤتمر الاستجابة من أجل قطاع غزة، يأتي باعتبار الأردن مركزا مهما للتعامل مع الأزمات، وخبرة واسعة في مجال الإغاثة الدولية وإعادة الإعمار.
وبحسب حديثه لـ "سبوتنيك"، الأردن يملك خبرات واسعة باعتباره من أكثر الدول التي تتعامل مع اللاجئين، وبفضل شراكته الاستراتيجية مع أغلب المنظمات الإنسانية التي تقدم الإغاثات للاجئين وللمناطق المنكوبة، إضافة إلى مؤسسة الإعمار الهاشمية، التي تعد رافدا أساسيا لتقديم المساعدات، ولها أنشطة عربية وعالمية ضخمة.
الخارجية الأردنية: نرفض أخذ سكان غزة رهائن وربط وقف جرائم الحرب بصفقة التبادل
وأكد أن المؤتمر يأتي كشراكة بين الأردن ومصر والأمم المتحدة لإنقاذ الوضع الإنساني في قطاع غزة، لا سيما في ظل الفقر والجوع وعدم وجود أبسط مقومات الحياة من مياه صالحة للشرب، ومأوى وعلاج، مع هدم أكثر من ثلثي المناطق، وتشريد الشعب الفلسطيني، ومنع وصول المساعدات الإنسانية.
وأوضح أن وجود الزعماء ورؤساء الحكومات المشاركة في المؤتمر يهدف إلى إنقاذ ما تبقى من الرمق الإنساني، وإيصال المواد الغذائية والدوائية وإعادة الإعمار لقطاع غزة، وهو بمثابة دعم دولي وإنساني، بعد الإعصار الإرهابي الذي قادته إسرائيل ومارست خلاله كل أنواع الهدم والتشريد والتجويع على الشعب الأعزل لا ذنب له إلا أنه يطالب بالحرية والاستقلال من الاحتلال الإسرائيلي.
ويرى الطعاني، أن هناك أهمية كبرى للمؤتمر، وانعقاده يجدد الآليات والخطوات الفاعلة للاستجابة العملياتية واللوجستية اللازمة في هذا الإطار، وتنسيق استجابة موحدة للجهود الوضع الإنساني في غزة.
ويستهدف المؤتمر تحديد سبل تعزيز استجابة المجتمع الدولي للكارثة الإنسانية في قطاع غزة، وكذلك تحديد الآليات والخطوات الفاعلة للاستجابة، والاحتياجات العملياتية واللوجستية اللازمة في هذا الإطار، والالتزام بتنسيق استجابة موحدة للوضع الإنساني في غزة.
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، تشن إسرائيل حربا مدمرة على غزة، أسفرت عن مقتل أكثر من 36 ألف فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، بحسب البيانات الرسمية، إضافة إلى نحو 82 ألف مصاب.
مناقشة