وأضاف في تصريحات لـ"سبوتنيك"، أن "الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة تعيش على هذا النزاع، ولا تستطيع إخماده ولا تريد ذلك، ما يفسر تصعيدها لهذا النزاع على كافة الصعد".
وبشأن الرسائل التي أرادت إسرائيل إرسالها من وراء هذه المسيرة، والتي تتزامن مع الحرب على قطاع غزة، قال نزال إن "معسكر اليمين يحتاج إلى هذا النزاع متواصلا محتدما على أكثر من جبهة".
وتابع نزال: "يسعى اليمين من خلف هذه التحركات إلى دفع الجمهور الإسرائيلي دائما إلى الاحتماء بالأجندة الأكثر تطرفًا، والتي يعيش عليها، ويستغلها للبقاء في سدة الحكم".
وفي وقت سابق، تواجدت الشرطة والقوى الأمنية الإسرائيلية بأعداد كبيرة، اليوم الأربعاء، في شوارع مدينة القدس، للاهتمام بـ"مسيرة الأعلام" التي تجوب المدينة.
ويقوم الإسرائيليون بإحياء ذكرى إعادة توحيد شطري مدينة القدس في "يوم القدس"، حيث تشهد "مسيرة الأعلام" مواجهات ومشادات بين الإسرائيليين والفلسطينيين خاصة في البلدة القديمة.
وتأتي "مسيرة الأعلام" في الوقت الذي تستمر فيه الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، حيث تجمعت أعداد كبيرة من الإسرائيليين في مناطق مختلفة من مدينة القدس، تحمل أعلام إسرائيل.
ومع حملهم للعلم الإسرائيلي، يسير الآلاف من الإسرائيليين في مسيرة الأعلام وهم يرقصون ويغنون في الشوارع، وذلك بالتوازي مع إعلان الشرطة الإسرائيلية إنهاء استعدادتها لتلك المسيرة، والتي تأتي في الذكرى الـ57 لإعادة "توحيد القدس".
ويشار إلى أن مسيرة الأعلام ستمر من وسط مدينة القدس حتى حائط البراق عبر أبواب البلدة القديمة وأزقتها دون المرور عبر الحرم القدسي أو بواباته.
ونقلت الإذاعة الإسرائيلية عن أرييه كينغ، نائب رئيس بلدية القدس، بشأن الانتقادات الموجهة لإقامة "مسيرة الأعلام" في ظل التوترات الأمنية بشأن مجريات الحرب على قطاع غزة، أن "العدو النازي المسلم في غزة، يدعو إلى الحرب على المسجد الأقصى، والرد المناسب على ذلك يكمن في تعزيز القدس وإظهار أننا لسنا خائفين".
ولا تزال العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة مستمرة، منذ السابع من أكتوبر 2023، حينما أعلنت حركة حماس، التي تسيطر على القطاع، بدء عملية "طوفان الأقصى"؛ وأطلقت آلاف الصواريخ من غزة على إسرائيل، واقتحمت قواتها بلدات إسرائيلية متاخمة للقطاع، ما تسبب بمقتل نحو 1200 إسرائيلي غالبيتهم من المستوطنين، علاوة على أسر نحو 250 آخرين.
وأسفر الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة، حتى الآن، عن سقوط نحو 37 ألف قتيل ونحو 83 ألف جريح، غالبيتهم من الأطفال والنساء، وذلك ممن وصلوا إلى المستشفيات، فيما لا يزال أكثر من 7 آلاف مفقود تحت الأنقاض الناتجة عن القصف المتواصل في أنحاء القطاع.