توقف القطار الرباط بين البلدين، في عام 1995 لأسباب أمنيّة، قبل استئناف الرحلات في عام 2003، لكنه توقف مجددا لأسباب فنية، وعاد عام 2024 للمرحلة التجريبية، في انتظار التشغيل الفعلي خلال الفرة المقبلة.
وفق بيان وزارة النقل التونسية، وصل أول قطار تجريبي الخميس إلى محطة غار الدماء التونسية الواقعة على الحدود، دون مسافرين قادما من مدينة عنابة الجزائرية.
وتابع البيان "أن وزيرة التجهيز والإسكان المكلفة بتسيير وزارة النّقل سارة الزعفراني الزنزري التقت عاج بوعوني، المدير العام للشركة الوطنية للنقل بالسكك الحديدية الجزائرية، لمتابعة مدى تقدّم المرحلة التجريبية لعملية الربط بين تونس والجزائر عبر السكة".
الاجتماع الثلاثي
تأتي الخطوة بعد اجتماع ثلاثي ضم ليبيا والجزائر وتونس في وقت سابق، ضمن إعادة إحياة التنسيق بين دول المغرب العربي بشكل جزئي، في ظل تعطل الاتحاد المغاربي العربي، بسبب الخلافات بين الجزائر والمغرب.
ويرى مراقبون أن الخطوة تأتي في إطار مسعى الجزائر لتعزيز التعاون مع ليبيا وتونس على المستوى الأمني والاقتصادي، باستثناء المغرب وموريتانيا.
في فبراير/ شباط 2024، ووقعت "اللجنة الثنائية للتنمية بالمناطق الحدودية الجزائرية، عدة اتفاقات تخص إطلاق مشروعات للبنية التحتية بالمحافظات الحدودية، في إطار سعيها لمواجهة عمليات التهريب، وإحلال نشاطات رسمية.
خريطة محددة
وأكد وزير الداخلية الجزائري، إبراهيم مراد، في مؤتمر صحفي بالعاصمة، برفقة نظيره التونسي، كمال الفقي، أن الحكومتين اعتمدتا خريطة طريق محددة المعالم، تتضمن مشروعات حقيقية وواقعية تندرج في صميم الأولويات الراهنة"، وفق بيان صحفي
كما يرمي الاتفاق إلى استحداث "منطقة مشتركة للتبادل الحر" بمحافظة الوادي الجزائرية، ومنطقة حزوة بمحافظة توزر التونسية.
حجم التبادل بين البلدين
وبلغ حجم التبادل التجاري بين الجزائر وتونس 1.2 مليار دولار في عام 2021، إذ بلغت صادرات الجزائر لتونس 946 مليون دولار، بينما بلغت صادرات تونس للجزائر 237 مليون دولار.
في الإطار قال البرلماني الجزائري، علي ربيج، إن نسبة التبادل بين الدول المغاربية لا تتعدى 3%، لكن العلاقات بين تونس والجزائر تعرف نوعا من النشاط مؤخرا.
وأضاف في حديثه مع "سبوتنيك"، أن الجزائر تمد ليبيا بالمواد البتروكيماوية والكهرباءن وهي لا تنقل عبر السكك الحديدية.
وأوضح أن البعد الاقتصادي يتمثل بشكل أكبر في الجانب السياحي، خاصة أن نحو مليون جزائري يزورون تونس كل عام، كما أن مشروع استئناف الرحلات عبر القطار، يترجم الرؤية الثنائية لقيادة البلدين.
ولفت إلى أن الخطوة تؤكد إمكانية بعث العمل بالمشروع المتوقف منذ عقود وهو "الاتحاد المغاربي العربي"، خاصة بعد الاجتماع الثلاثي الذي ضم ليبيا وتونس والجزائر، والذي يعد خطوة نحو التعاون الثلاثي بشكل أفضل.
تعاون أكبر
ويرى أن الخطوة يمكن أن تبعث بتعاون أكبر على سبيل المثال بشأن نقل البضائع عبر قطار أخر، يسهم في تعزيز التعاون والتبادل التجاري، وتصدير المنتجات بين البلدين.
وشدد على أن التعاون بين الدول الثلاث يمكن أن يكون بديلا للمشروع المغاربي العربي المعطل، والذي ستحاول بعض الأطراف الغربية عرقلته من أجل الإبقاء على التبعية لها.
نقلة مهمة
في هذا الإطار يقول الخبير الاقتصادي التونسي، معز حديدان، إن الخطوة تمثل نقلة مهمة على مستوى التقريب بين الشعبين التونسي والجزائري.
وأضاف في حديثه مع "سبوتنيك"، أن الأثار الإيجابية تتمثل في السياحة الاقتصادية بين البلدين، خاصة في ظل التنقل المتبادل بين البلدين، وكذلك حركة التبادل التي تتجه نحو التعزيز.
وتابع" بالتأكيد فإن الخطوة تمثل خطوة إيجابية، في انتظار أن يمر القطار في المستقبل بين جميع بلدان المغرب العربي".
وجرى الاتفاق بين البلدين في وقت سابق على "منظومة مشتركة للوقاية والإنذار المبكر، والتدخل للحد من حرائق الغابات".
تطوير التعاون
كما يتم العمل على استكمال مشروع دراسة، يخص تطوير المبادلات التجارية والاقتصادية عبر الحدود بين محافظتي الطارف، من جهة الجزائر، وجندوبة من جهة تونس، وكذلك مشروع شركة تونسية - جزائرية للمعارض، تعمل على تنظيم تظاهرات تجارية بالولايات الحدودية، تعرض فيها السلع التي تنتج محليا.
ويشمل الاتفاق تطوير مجال النباتات الطبية والعطرية وزراعة التين الشوكي، وزراعة أشجار الزيتون، وإنعاش تجارة اللحوم الحمراء والبيضاء والألبان، والخضر المعدة للتجفيف والتصبير.