حول تلك الخطوة، يرى الوزير السابق والمحاضر في الجامعة العبرية، شمعون شطريت، أن استقالة غانتس جاءت نتيجة شعوره بعدم تأثيره الفعلي على القرارات التي يتخذها المجلس المصغر، حيث تلاشت جميع الحدود والقيود، فاليسار والمركز والوسط الآن في وضع مختلف ويشكلون معسكرا واحداً يختلف في سياساته عن نتنياهو، حسبما نقلت شبكة "سكاي نيوز".
يضاف إلى ذلك، أن هناك تيارات معارضة لنتنياهو داخل الساحة السياسية في إسرائيل، كما تواجه البلاد أزمة كبيرة فيما يتعلق بتجنيد طائفة الحريديم المتدينة اليهودية.
في المقابل، يتفق عضو الكنيست السابق ورئيس معهد إميل توما للدراسات، الدكتور عصام مخول، مع نتنياهو بشأن استقالة غانتس الذي وصف قرار الخروج من الحكومة بـ "التافه"، حيث يرى أن غانتس لم يطرح رؤية أو نهجا سياسيا مميزا يتمايز عن تلك التي رسمها نتنياهو.
تكمن خطورة الموقف في عدم وجود منطقة وسطى بين حكومة يتميز جوهرها الأساسي بالطابع الفاشي والدعوة إلى الحسم العسكري لحل القضية الفلسطينية قبل بداية الحرب، كما أن غانتس يعتبر عنصرا مهما للإدارة الأمريكية داخل حكومة نتنياهو، حيث يمثل المجال الذي تعبر من خلاله الإدارة الأمريكية عن انتقاداتها لحكومة نتنياهو، وذلك دون أن ترفض استمرار الحرب أو تدين المجازر المرتكبة.
يمتاز الوضع الإسرائيلي حاليا بمأزق استراتيجي عميق، لا توجد له حلول فعالة سوى إيجاد مخرج للشعب الفلسطيني من الأزمة التي أوقعتهم فيها إسرائيل منذ عام 1948 وحتى اليوم.
ومن المحتمل أن تحدث استقالة غانتس أمرين، أولهما هو تبني فكرة الدعوة إلى الانتخابات القادمة في الخريف، وثانيا، أن يشهد الوضع تغييرات حال حدوث تصدعات داخل الائتلاف الحاكم بشأن قضية صفقة تبادل الأسرى، وهو ما يتجلى من خلال انضمام أو انسحاب بعض الأحزاب الحريدية المتشددة التي تختلف مع موقف نتنياهو الرافض لوقف القتال وإصراره على الحسم العسكري للمسألة.
وقد تمنح استقالة غانتس دافعا للانشقاقات داخل حزب الليكود، مع توقع وجود مراجعات سيتم تأجيلها، خاصةً أن غانتس وحزبه قد قدموا بالفعل طرحًا بسحب الثقة وتفكيك وحل الكنيست مع نهاية الدورة التشريعية الحالية.
وفي وقت سابق، هاجم رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، الوزير المستقيل في حكومة الحرب بيني غانتس، مؤكدا أن إسرائيل في حرب وجودية على عدة جبهات.
وقال نتنياهو إن "هذا ليس وقت الاستقالة من الحكومة بل وقت توحيد القوى"، مؤكدًا مواصلة إسرائيل الحرب حتى تحقيق النصر والقضاء على حماس واستعادة المحتجزين، وأضاف: "بابي سيظل مفتوحا أمام أي حزب صهيوني مستعد للمساعدة في تحقيق النصر على أعدائنا وضمان سلامة مواطنينا".