توقعات بتبادل السفراء بين إيران والبحرين قريبا… ما أهمية الخطوة؟

وكان ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة، أعلن خلال لقائه بالرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، في موسكو، خلال مايو/ أيار 2024، دعم بلاده للتطبيع مع إيران، مشيرًا إلى زوال المشكلات بين الجانبين.

وقال الملك البحريني: "لقد كانت لدينا مشاكل مع إيران، لكن الآن لا توجد أي مشاكل على الإطلاق. لا يوجد سبب لتأجيل تطبيع العلاقات مع إيران".

على الجانب الآخر، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، ناصر كنعاني، في وقت سابق، خلال المؤتمر الصحفي الأسبوعي للخارجية الإيرانية، إن إيران ستأخذ بالاعتبار تصريحات ملك البحرين.

ويرى برلمانيون ومراقبون عدم وجود موانع تحول دون تبادل السفراء في وقت قريب، خاصة في ظل التحديات التي تواجهها المنطقة والرغبة المتبادلة بين البلدين، بعد استعادة العلاقات بين السعودية وإيران بوساطة صينية في وقت سابق.

من ناحيته قال النائب ممدوح الصالح عضو مجلس النواب البحريني إن للجهود الدبلوماسية التي يقوم بها الملك حمد بن عيسى آل خليفة، لها بالغ الأثر للمساهمة في الحفاظ على الأمن الإستراتيجي في المنطقة، إذ كان وما يزال حريصا على الاستقرار الإقليمي.

وأضاف الصالح في حديثه مع "سبوتنيك"، أن استعادة العلاقات بين مملكة البحرين والجمهورية الإسلامية الإيرانية في هذه المرحلة أمر بالغ الأهمية لتجنيب المنطقة التوتر والصراع، وذلك لإعادة بناء الجسور والحوار بين البحرين وإيران بما يساهم في تخفيف التوترات والمخاطر المحتملة.

وتابع الصالح: "كما الملك الذي يرأس الدورة الحالية للقمة العربية - أنه لا توجد مشاكل حقيقية بين البلدين تحول دون إعادة العلاقة بين البلدين، وللتغلب على هذه التحديات، يتطلب الأمر مرونة سياسية وحوار مباشر وبناء الثقة المتبادلة. كما يجب التركيز على المصالح المشتركة وتجاوز الخلافات التي لا تُذكر".

وأشار إلى أن استعادة العلاقات بين البحرين وإيران ستنعكس إيجابًا على استقرار المنطقة بشكل عام، ويسهم في خفض التوترات الإقليمية، وتعزيز الأمن والتعاون الاقتصادي والثقافي.

وتوقع الصالح أن تكون خطوة إعادة العلاقات قريبة جدا وذلك لوجود إرادة سياسية قوية من الجانبين وجهود دبلوماسية متواصلة للتركيز على المصالح المشتركة بين البلدين.

وقال: "إننا السلطة التشريعية في مملكة البحرين، بل عموم شعب البحرين، نقف مع توجهات الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد في كل ما يراه مناسبا في سياسة البلد داخليا وخارجيا".

في الإطار، قال السيد فادي السيد، رئيس مركز الأمة للدراسات الفكرية والإستراتيجية، إن الخطوة تأتي في الاتجاه الصحيح لإعادة العلاقة بين البلدين، بعد تمهيد سابق بإعادة العلاقات بين الرياض وطهران.

وأضاف في حديثه مع "سبوتنيك"، أن دول مجلس التعاون انتقلت من مرحلة التصعيد والتشنج مع إيران إلى مرحلة إعادة العلاقات، من أجل بناء الثقة على قاعدة الحوار البناء.

ويرى أن القناعة الراسخة في المنطقة اليوم، أثبتت أن استمرار التوترات تخلف المزيد من الدمار والخراب والخسارة، في حين أن إعادة العلاقات بين الدول الإسلامية والعربية تسهم في توطيد وإحلال الأمن في المنطقة.

وأشار إلى أن استعادة العلاقات بين البحرين والجمهورية الإسلامية، هي هامة سواء كانت المبادرة من البحرين أو من إيران.

ولفت إلى أن روسيا والرئيس بوتين له علاقات قوية مع الجانب الإيراني، وكذلك مع الجانب البحريني، ويمكن أن يلعب دورا مهما في إعادة العلاقات بين البحرين وإيران، كما فعلت الصين بين الرياض وطهران.

وشدد على أن روسيا اليوم جديرة بإعادة العلاقات بين البلدين، وإتمام العملية بشكل جاد وجيد، يسهم في استقرار الأمن، خاصة أن الأوضاع في المنطقة تحتاج إلى تنسيق قوي بين دولها، من أجل الهدوء والاستقرار وحفظ الأمن.

وأشار إلى أن إعادة العلاقات بين البلدين لن يستغرق الكثير من الوقت، خاصة في ظل الرغبة المتبادلة بين البلدين، وقدرة روسية على إتمام الأمر في وقت سريع من خلال الوساطة.

ولفت إلى أن التطورات في غزة يمكن أن تنعكس بشكل خاص على دول الخليج، وعلى الدول العربية بشكل عام، وهو ما يتطلب التنسيق والبحث عن مخارج من الوصول إلى الحرب التي تلوح في الأفق في المنطقة.

وأعلنت البحرين في عام 2016، قطع العلاقات الدبلوماسية مع طهران، اعتراضا على اقتحام متظاهرين إيرانيين لمبنى السفارة السعودية في طهران والقنصلية السعودية في مشهد، للاحتجاج على إعدام السعودية لنمر باقر النمر، رجل الدين الشيعي السعودي.