ما دلالات تصريحات بلينكن بشأن "حماس".. وهل تعني فشل المبادرة الأمريكية لوقف الحرب؟

في خطوة وصفها المراقبون بـ "التخبط الأمريكي"، جاءت تصريحات بلينكن التي هاجمت تعديلات حركة حماس لتمثل نقطة خلاف جديدة يمكن أن تطيح بمحاولة التوصل لاتفاق الهدنة.
Sputnik
أكد وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، أن الولايات المتحدة تلقت ردًا من حركة "حماس" على مقترح وقف إطلاق النار في غزة، لافتًا إلى أنها طلبت إجراء بعض التعديلات.
وأشار إلى أن "استمرار حماس في رفض وقف إطلاق النار يجعلها تتحمل عبء الحرب التي بدأتها".
وأوضح وزير الخارجية الأمريكي أن "واشنطن ستطرح، خلال الأسابيع المقبلة، خطتها بشأن اليوم التالي في غزة، والتي تشمل رؤية للحكم وإعادة إعمار القطاع".
وطرح البعض تساؤلات بشأن تصريحات بلينكن، ودلالاتها في ظل محاولة التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار، ومع قرار مجلس الأمن الأخير الذي تبنى المبادرة الأمريكية.
مسؤول إسرائيلي: التعديلات التي طلبتها "حماس" هي رد سلبي كامل على مقترح بايدن

تعديلات منطقية

اعتبر الدكتور حسام الدجني، المحلل السياسي الفلسطيني، أن من يقرأ تعديلات حركة حماس على الاتفاق، يدرك أنها الأكثر حرصا على استمرارية الاتفاق، وعلى إنهاء الظلم على الشعب الفلسطيني المتمثل في العدوان والحصار، على عكس حديث بلينكن.
وبحسب حديثه لـ "سبوتنيك"، على عكس حديث بلينكن، تحاول حركة حماس أن تصل بهذا الاتفاق إلى ما يمكن أن يؤسس لحالة من الاستقرار، وهي أمور مشروعة حيث تصر حماس على إبقاء فقرة كسر الحصار على غزة، وهو يعد مطلبا دوليًا وأمميا يمس 2 مليون فلسطيني في قطاع غزة.
وأكد أن "حماس" تريد ضمانات بشكل أكبر وأوسع لوقف كامل لإطلاق النار، وهي أمور من المفترض ألا تغضب أمريكا أو أي أحد، على العكس يجب أن يعمل كل المجتمع الدولي لإدامة الهدنة والاستقرار في قطاع غزة وفي كل مكان، وفي كل الأراضي الفلسطينية.
وتابع: "عندما تتحدث حماس عن رفضها للفيتو على الأسرى هذا من حقها، وتستطيع أيضا حماس عرقلة الاتفاق وتقول إن هناك فيتو على بعض القيادات لديها".
وزير الخارجية الإسرائيلي: لا يمكن أن تحكم السلطة الفلسطينية قطاع غزة... فيديو
ويرى أن من يريد أن يؤسس لاستقرار، وعلى الجميع الجلوس على طاولة التفاوض لمناقشة المبادي المطروحة للوصول إلى توافقات تكون النوايا الحسنة سيدة الموقف، ولكن هذه النوايا لا يمكن أن تأخذ بالتصريحات فقط في ظل جرائم الإبادة التي ترتكبها إسرائيل أن يكون هناك اتفاق وخارطة طريق مكتوبة ومضمونة ومقبولة من الجميع.

تخبط أمريكي

من جانبه، اعتبر الدكتور أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية الفلسطيني، أن متابعة التصريحات الأمريكية بشأن قطاع غزة تظهر تخبطًا كبيرًا في المواقف.
وأضاف لـ "سبوتنيك"، أن تصريحات وزير الخارجية الأمريكي التي اتهم فيها حركة حماس بعرقلة تنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 2735، يقابلها تصريحات مستشار الأمن القومي الأمريكي جاك سوليفان بقوله إن مقترحات حركة حماس بسيطة ويمكن تجاوزها.
واعتبر أن هذه المواقف الأمريكية هي للتغطية على حكومة نتنياهو والتي لم تصدر أي بيان حتى الآن حول قرار مجلس الأمن 2735، مؤكدًا أن واشنطن تعلم بأن الأزمة الأساسية في حكومة الاحتلال الإسرائيلي خاصة أن سيموتريتش وبن غفير ضد تنفيذ هذا القرار حيث سيكون في نهاية القرار وقفا لإطلاق النار.
برلماني إسرائيلي سابق يدعو إلى فرض نظام عسكري وبناء مستوطنات في قطاع غزة
ويرى الرقب أن "أمريكا تتهرب من توجيه الأزمة ضد حكومة إسرائيل، وبالتالي تتهم حركة حماس بتعطيل تنفيذ هذا القرار، حيث تخشى من اتخاذ مواقف ضد حكومة نتنياهو قبل الانتخابات ما قد يؤدي إلى خسارة دعم منظمة الإيباك الصهيونية".
وكان الرئيس الأمريكي جو بايدن، قد أعلن يوم الجمعة 31 مايو/ أيار الماضي، عن خطة جديدة اقترحتها إسرائيل، لوقف الحرب في قطاع غزة تتكون من 3 مراحل.
وأوضح أن المرحلة الأولى ستستمر 6 أسابيع بوقف شامل لإطلاق النار، وانسحاب القوات الإسرائيلية من المناطق السكنية في غزة، فيما تشهد المرحلة الثانية تبادل كل المحتجزين الأحياء المتبقين، والمرحلة الثالثة تتضمن خطة إعمار كبيرة لقطاع غزة، مؤكدا أن المقترح نُقل إلى الوسطاء المصريين والقطريين وإلى حركة حماس، بحسب قوله.
ولا تزال العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة مستمرة، منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، وأسفرت حتى الآن، عن سقوط أكثر من 37 ألف قتيل وما يقارب 85 ألف جريح، غالبيتهم من الأطفال والنساء، وذلك ممن وصلوا إلى المستشفيات، فيما لا يزال أكثر من 7 آلاف مفقود تحت الأنقاض الناتجة عن القصف المتواصل في أنحاء القطاع.
مناقشة