وأوضح الدكتور شكر في حديثه لإذاعة "سبوتنيك"، أن "المرحلة السابقة أثبتت فشل المخطط الأمريكي الذي تلقى الضربة القاضية بعد نتائج الانتخابات الروسية التي أعطت قاعدة شعبية ضخمة جدا للرئيس بوتين، وتمكن خلالها من التشديد على المعايير التي وضعها في خطاب التنصيب، والتي لا تختلف عن المعايير التي قالها قبل بدء العملية العسكرية الخاصة"، موضحا أن "كل ذلك تجلى من خلال الصمود أمام أمريكا والناتو، وبات المشهد العالمي يسير بحسب المخطط الروسي وليس الأمريكي".
وبيّن الدكتور شكر، أن "إدارة المعركة في أوكرانيا لا تتم من كييف ولا حتى بروكسل، وإنما من واشنطن، وهذا ما يعرقل التوصل إلى أي اتفاق"، مضيفا أن "المعطيات الراهنة والمتغيرات المتسارعة في جبهات مختلفة من العالم تجعل من إمكانية القبول بما يطرحه الرئيس الروسي أمرا واقعا، وإن لم يكن في المرحلة الراهنة".
وحول التجييش الغربي والحديث عن عمل عدواني ضد روسيا، أوضح الدكتور علي شكر، أن "فرنسا في المراحل الأخيرة كانت تريد القيام بأعمال عسكرية في أوكرانيا وهذا يعطي دلالات على البعد السياسي"، منوها بأن "الرئيس بوتين قادر على قراءة المشهد ويعلم أنه من الممكن أن يصعّد الغرب أكثر من السابق".
وشدد الدكتور شكر على أن "أوروبا تمتلك كل الإمكانيات التي تجعلها تخرج من العباءة الأمريكية، ولكن لا يوجد نية حقيقية لذلك، رغم وجود مبادرات روسية صينية للعالم تنادي بالتعددية والشراكة الحقيقة الصادقة والمبنية على الثقة، إلا أن القارة العجوز لم تتلقف ذلك"، مضيفا أن "الدور الأوروبي على الساحة العالمية تراجع بشكل خطير، وأفريقيا المثال الحقيقي لذلك، وهذا أمر جعل أوروبا كاملة تستفيق وتبدأ بالنظر إلى ما حصل بغزة وأوكرانيا وانعدام القيم الإنسانية لدى أمريكا، وبالتالي فإن الانفكاك بين أوروبا وأميركا قد يحدث ولكنه يحتاج إلى وقت".