الباحث سيف الدين أوضح في حديثه لإذاعة "سبوتنيك" أن "المبادرة قد تلقى آذانا صاغية في المجتمع الأوكراني قبل أن يتلقفها السياسيون هناك إذ أن المجتمع تعب من الحرب، في ظل الخسائر المتتالية التي يتلاقها الجيش الأوكراني وداعموه"، "مشددا على أن "الدول الأوروبية تعبت أيضا من دعمها لكييف، وهذه المبادرة قد تكون طوق نجاة لها إذا ما أرادت الخروج من الواقع الحالي".
وشدد الباحث سيف الدين على أن "خطاب الرئيس بوتين الذي أعقب محاولات الغرب سرقة الأصول الروسية وإعطاءها كدعم لأوكرانيا، كان موجها للدول الغربية لتوعيتها من جراء التبعية العمياء للقرار الأمريكي، وبين أن القرار السياسي الأوروبي الخارجي لم يعد موجودا وإنما مرهونا بما تريده أمريكا".
وعن قرار الغرب الاستيلاء على الأصول الروسية ودعم أوكرانيا، أوضح سيف الدين أن "هذه الخطوة معقدة جدا وغير قابلة للتنفيذ، لأنها ستضر بالثقة بين الدول الكبرى ودول العالم أجمع ويمكن لها أن تمنع أي محاولة أوروبية للعودة إلى علاقات طبيعية مع روسيا فإذا فقدت الثقة اليوم، لن تعود غدا".
ونوه الباحث سيف الدين بأن "الرئيس بوتين أحرج بهذه المبادرة نظيره الأمريكي جو بايدن الذي يسعى لاستغلال أوكرانيا كورقة انتخابية، وفي الوقت ذاته أعطاه فرصة للخروج من الأزمة، فإن قبل الأمريكي بهذه المبادرة فسيكون قد عاد إلى رشده، في حين إن رفض، فإن ذلك سيحرجه أمام جمهوره الداخلي وأيضا حلفاءه السياسيين في العالم".
وشدد الباحث سيف الدين على أن "الرئيس الروسي بنى حديثه الأخير على المسار السابق للعلاقات الدولية بين القوى الكبرى بالتحديد وأيضا على التطورات السياسية والاقتصادية التي حدثت في السنوات الأخيرة وخصوصا في ظل الحروب القائمة".
وأوضح أن "دولا كثيرة لم تعد راضية عن النظام الاقتصادي العالمي الحالي إذ أن هناك قوى صاعدة تطالب بتغير النظام والتصرف بندية فيما بينها".