وبحسب حديثه لـ "سبوتنيك"، لا يريد نتنياهو هدنة تؤدي إلى وقف إطلاق النار بشكل دائم وتعمل على إنهاء الحرب التي لا زالت مستمرة للشهر التاسع على التوالي، وكذلك لا يريد الخروج من كافة مناطق قطاع غزة.
وأكد أن نتنياهو يريد البقاء في بعض منها، ولا يريد الالتزام بخطة زمنية تقوم على إنجاز صفقة التبادل وفق هدنة تقود لوقف إطلاق النار بشكل نهائي.
وتابع: "أما عن الولايات المتحدة الأمريكية، صاحبة المقترح الأخير الذي قدمه رئيسها جو بايدن، كان عند بداية الإعلان عن المقترح يأخذ حيزا من الاهتمام الكبير من بايدن والإدارة الأمريكية، ولكن اليوم لا نجد نفس المستوى للاهتمام، رغم الجولات المكوكية للمستشارين والمبعوثين الأمريكيين للمنطقة، بهدف العمل على إنجاز بنود المقترح وتحويله لصفقة تبادل ناجحة تؤدي إلى هدنة يقبل بها كافة الأطراف ذات العلاقة".
وأكد أنه بات من الواضح أن "هناك تراخيا في التفاعل مع مقترح بايدن من قبله أولا، ثم من قبل الإدارة الأمريكية ومن قبل إسرائيل، حيث أصبح الأمر عبارة عن مقترح كغيره من الاقتراحات والمبادرات السابقة التي لم تلق القبول والنجاح".
ويرى أبو عطيوي أن الولايات المتحدة الأمريكية بيدها مفاتيح الحل إذ أرادت الاستمرار الجاد في المفاوضات من أجل إنجاز مقترح بايدن للهدنة، وإنجازه في وقت قصير، وذلك من خلال الضغط بشكل واضح وصريح على إسرائيل بالقبول، والالتزام الحقيقي بوقف الحرب وإطلاق النار بشكل دائم من أول دقيقة بعد إعلان الموافقة والبدء الفوري بالتطبيق.
وأوضح أن إسرائيل تدرك جيدا بأن الحرب انتهت من تحقيق أهدافها، وأنها بعد 9 أشهر متواصلة من الحرب الطاحنة والعدوان المستمر على قطاع غزة، قد حققت الحرب أهدافها إسرائيليا، حيث عدد الضحايا وصل إلى 37266 شهيدا و85102 إصابة، ونصف المباني العمرانية في قطاع غزة قد لحقها الدمار، وأكثر من مليون نازح ومشرد يعيشون في خيام وسط الخوف والجوع والمرض، في ظل حصار وإغلاق المعابر والمنافذ البرية.
وشدد على ضرورة أن تعلن الدول العربية والوسطاء جمهورية مصر العربية ودولة قطر وكذلك الأمم المتحدة ومحكمة العدل الدولية، وكافة المؤسسات الإنسانية والحقوقية بشكل حازم وواضح أنه يجب على هذه الحرب أن تنتهي بشكل نهائي، نظرا لحجم الكارثة والدمار الذي أحل بكافة سكان ومرافق قطاع غزة.
يشار إلى أن بتسلئيل سموتريتش، وزير المال الإسرائيلي، كان قد صرح الخميس الماضي، بأنه منع التوصل إلى صفقة "غير شرعية" مع حركة حماس تتضمن إنهاء الحرب على قطاع غزة.
وكان الرئيس الأمريكي، جو بايدن، قد أعلن يوم الجمعة 31 مايو/ أيار الماضي، عن خطة جديدة اقترحتها إسرائيل، لوقف الحرب في قطاع غزة تتكون من 3 مراحل.
وأوضح أن المرحلة الأولى ستستمر 6 أسابيع بوقف شامل لإطلاق النار، وانسحاب القوات الإسرائيلية من المناطق السكنية في غزة، فيما تشهد المرحلة الثانية تبادل كل المحتجزين الأحياء المتبقين، والمرحلة الثالثة تتضمن خطة إعمار كبيرة لقطاع غزة، مؤكدا أن المقترح نُقل إلى الوسطاء المصريين والقطريين وإلى حركة حماس، بحسب قوله.
ولا تزال العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة مستمرة، منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، وأسفرت حتى الآن، عن سقوط أكثر من 37 ألف قتيل وأكثر من 85 ألف جريح، غالبيتهم من الأطفال والنساء، وذلك ممن وصلوا إلى المستشفيات، فيما لا يزال أكثر من 7 آلاف مفقود تحت الأنقاض الناتجة عن القصف المتواصل في أنحاء القطاع.