رصدت المركبة "ROV Doc Ricketts" التابعة لمعهد أبحاث الأحياء المائية في خليج مونتيري (MBARI)، التي يتم تشغيلها عن بعد، نوعًا من الحبار كان بين أذرعه مجموعة من البيوض ذات حجم كبير جدا.
المثير في الاكتشاف، هو أن القليل من الحبار يحتضن بيضه بهذه الطريقة، لكن هذا البيض كان أيضًا ضخمًا بشكل غير عادي، حيث كان حجمه ضعف حجم بيض الحبار العادي.
يقول عالم البحار، ستيفن هادوك، من معهد أبحاث الأحياء المائية في خليج مونتيري: "لقد لفتت مواجهتنا غير المتوقعة مع بيض الحبار العملاق انتباه الجميع في غرفة التحكم بالسفينة. وتؤكد هذه الرؤية الرائعة تنوع الطرق التي تتكيف بها الحيوانات مع التحديات الفريدة للعيش في الأعماق".
في حين أن الاستراتيجيات الإنجابية لعدد من أنواع الحبار لا تزال غامضة، إلا أنه يتم ترك البيض عادة في كرات هلامية عملاقة وغريبة من المخاط، أو يتم وضعها مباشرة على قاع البحر، وتسمح هذه الطريقة للأم بمراقبتها بينما ينمو الصغار، ويمكن للأم السباحة في أي وقت للدفاع عن اليرقات.
وقدر الباحثون أن هذا الحبار الأم كان يحمل عددًا قليلًا من البيض، ربما 30 أو 40 بيضة. وكان قطر البيضة نحو 11.7 ملم.
من المحتمل أن ينتمي هذا الحبار إلى عائلة "Gonatidae"، أو "الحبار ذو الذراع"، وعلى الرغم من أنه أول حبار حاضن معروف لنا بمثل هذا البيض الكبير، إلا أن أنواع الحبار الأخرى التي تضع بيضًا كبيرًا تعطينا فكرة عن فوائد الحجم الأكبر مقابل العدد الأكبر.
وهذا يعني أن البيض الأكبر حجمًا الذي يفقس يرقات أكبر حجمًا وأكثر قوة يمكن أن يكون استراتيجية إنجابية أفضل. وهذا ما شاهده العلماء في عدد قليل من الأنواع الأخرى التي تعيش في أعماق البحار، وفقا للمقالة التي تم نشرها في مجلة "sciencealert" العلمية.
ومن المحتمل أن يكون حمل البيض استراتيجية ممتازة للحفاظ على سلامتهم. ويقدر الباحثون أن الأمر يستغرق ما بين سنة وأربع سنوات حتى تتطور الأجنة بشكل كامل، وهو وقت طويل لتكون عرضة للخطر، وفقا للمقالة التي تم نشرها في مجلة "sciencealert" العلمية.
يقول عالم الأحياء البحرية هينك جان هوفينج، الذي يعمل في مركز "GEOMAR-Helmholtz" لأبحاث المحيطات، في كييل في ألمانيا: "إن الحضانة تستهلك الكثير من أم الحبار. فهي لن تأكل أثناء حمل بيضها وتموت في النهاية بعد أن يفقس بيضها. لكن تضحياتها تحسن فرص بقاء نسلها على قيد الحياة. إنها مجرد واحدة من التكيفات العديدة الرائعة التي قد تساعد رأسيات الأرجل على البقاء في أعماق البحار".
ويضيف هوفينج "يلعب الحبار دورًا مهمًا في المحيط، فهو حيوان مفترس شرس ومصدر غذائي حيوي لكثير من الحيوانات، حتى البشر، ولكن لا يزال لدينا الكثير لنتعلمه عن الحبار الذي يعيش في أعماق البحار".