مسؤول لـ"سبوتنيك": إسرائيل قامت فعليا بتجويف السلطة الفلسطينية سياسيا

قال بسام الصالحي، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية وأمين عام حزب الشعب الفلسطيني، إن إسرائيل قامت فعليا بتجويف السلطة الفلسطينية سياسيا منذ فترة طويلة.
Sputnik
وأضاف في تصريحات لـ "سبوتنيك"، أن وجود السلطة كان على أساس أن هناك عملية سياسية ستؤدي إلى إنهاء الاحتلال، وتحل كل القضايا التي كانت مطروحة للتفاوض على أساس انسحاب إسرائيل من الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967م.
وأكد أن إسرائيل تنكرت عمليا لكل ذلك، ورفضت النتيجة النهائية المتمثلة في قيام دولة فلسطينية مستقلة، وتصرح نهارا جهارا أنها ضد قيام دولة فلسطينية وضد حل الدولتين، وتكرس لحالة الانقسام بين قطاع غزة والضفة، وعملت على تكريس ذلك خلال السنوات الماضية، باتجاه ألا يكون هناك ربط بين الضفة والقطاع كأساس للحل السياسي.
وزير الخارجية الإسرائيلي: لا يمكن أن تحكم السلطة الفلسطينية قطاع غزة... فيديو
ويرى أن السلطة منذ سنوات طويلة تدرك هذه الحقيقة، لذلك اتخذت منظمة التحرير قرارا في عام 2015، ثم أكدته في عام 2018 وعام 2022، بأن الاتفاقيات مع إسرائيل تم تدميرها من قبل الاحتلال الإسرائيلي، وأنه يجب العمل على إنهاء هذه الاتفاقيات والتقدم أكثر باتجاه إعطاء الأولوية لقضية إنهاء الاحتلال على قضية أن السلطة ستكون معبر الاستقلال الوطني من الاحتلال.

وتابع: "هذا الاستخلاص يتأكد يوما بعد يوم، لذلك الإجراءات الإسرائيلية جوفت المضمون السياسي لوجود السلطة الفلسطينية كما أنها توقفت عن تنفيذ الالتزامات الإسرائيلية تجاه السلطة منذ سنوات طويلة، بدءا بوقف أي انسحابات متفق عليها، وانتهاءً بتكريس الواقع الذي نشأ بعد أيلول عام 2000، والذي يقوم على اجتياح كل المدن الفلسطينية، حتى كسر الحواجز بين مناطق (أ) و(ب) و(ج)، وسحب العديد من المسؤوليات التي كانت تتوالها السلطة الفلسطينية وفقا لهذه الاتفاقيات".

وأشار إلى أن الأمر الأخير يتمثل في وقف التحويل المالي للمقاصة الفلسطينية، ما يعني أن السلطة ستكون عاجزة من الناحية الفعلية عن توفير رواتب موظفيها، وعن توفير الخدمات اللازمة للمواطنين الفلسطينيين في إطار الصحة والتعليم والرعاية الاجتماعية وكل النواحي الأخرى، فضلا عن تراكم الديون للسلطة لدى القطاع الخاص والبنوك المحلية والموظفين والعاملين فيها، ولكل نواحي البنية الاقتصادية في الضفة الغربية، مؤكدًا أن الواقع الفعلي الآن يتمثل في تجويف كامل للسلطة من الناحية السياسية ومن ناحية الالتزامات ومن الناحية المالية.
"الشاباك": السياسات الإسرائيلية قد تؤدي إلى انهيار السلطة الفلسطينية في الضفة
واعتبر أن سياسة إسرائيل تجاه السلطة مدعومة من الولايات المتحدة، التي تربط وترهن تغيير هذا الوضع سواء في الضفة الغربية، أو وقف العدوان في قطاع غزة بالموافقة الفلسطينية على اليوم التالي الأمريكي الصهيوني الذي تم صياغة مضامينه الأساسية بالتفاهم بين أمريكا وإسرائيل وربما ساهم في ذلك بعض الدول العربية.
ويؤكد الصالحي بأن الدولة الفلسطينية هي اليوم التالي للفلسطينيين، وهذا المشروع يجب أن يقدم في مواجهة اليوم التالي الأمريكي الإسرائيلي، والدولة الفلسطينية بمعنى استقلال الدولة وإنهاء الاحتلال وتجاوز واقع السلطة الراهن باتجاه أن المضمون الأساسي هو إنهاء الاحتلال عن دولة فلسطين، بالتالي التوقف عن الالتزامات التي تقوم بها السلطة تجاه إسرائيل، وإعادة صياغة المشروع السياسي الفلسطيني استنادا أن الدولة هي اليوم التالي وليس استمرار الدوران في الصيغة السابقة أو المشروع الأمريكي فيما يسمى باليوم التالي.
وحذرت الولايات المتحدة الأمريكية والنرويج وعدة دول أوروبية، من أن السلطة الفلسطينية قد تنهار خلال الأشهر المقبلة، لا سيما في ظل نقص التمويل واستمرار العنف ومسألة عدم السماح لنصف مليون فلسطيني بالعمل في إسرائيل.
وفي وقت سابق، أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أنه لا يمكن تسوية أزمة الشرق الأوسط إلا على أساس صيغة "حل الدولتين"، التي أقرها مجلس الأمن الدولي، وتنص على وجود دولة إسرائيل إلى جانب دولة فلسطينية مستقلة على الأراضي المحتلة منذ عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.
مناقشة