محلل سياسي لبناني: الاغتيالات سلاح إسرائيل للهروب من حرب كبرى تخشاها في الجنوب

الجيش الإسرائيلي
اعتبر الأكاديمي والمحلل السياسي اللبناني، الدكتور علي عبدو، اليوم السبت، أن عمليات الاغتيال التي ترتكبها إسرائيل، اعتمدتها منذ أن كسرت قواعد الاشتباك، التي بدأت على غزة، وامتدت كجبهة إسناد وحرب على لبنان.
Sputnik
وبحسب حديثه لـ "سبوتنيك"، فإن "الذي يتغيّر اليوم هو توسيع رقعة هذه الاستهدافات ضد قيادات المقاومة، حتى ضد المدنيين اللبنانيين، وهذه الآلية الوحيدة التي يمكن لإسرائيل استخدامها للهروب من الخسارة التي مُنيت بها في قطاع غزة، وفشلها في ردع المقاومة في لبنان أو إيقاف ضرباتها، وهربا من الحرب الكبرى التي تخشاها".
ويرى عبدو أن "هذه الاستهدافات لن تغيّر من المعادلة القائمة اليوم، خاصة أن المقاومة تعمل وفق حركة فكرية تنظيمية مؤسساتية تنظيمية، وأثبتت التجربة أن هذا السلاح لم ولن يشكل إرباكا للمقاومة على مر التاريخ، وإنما يزيدها إصرارا وإقداما على المواجهة الحكيمة غير الانفعالية وصولا إلى استنزاف العدو والانتصار".
"حزب الله" يعلن استهداف 6 مواقع للجيش الإسرائيلي بالقرب من الحدود اللبنانية الجنوبية
وتابع أن "أسلحة العدو وخياراته واضحة ومكشوفة ولا جديد فيها، سوى توسيع رقعة الاستهدافات أو التدمير الممنهج الذي قام به في قطاع غزة، مقابل مفاجآت كبيرة تمتلكها المقاومة، وتتعامل مع إسرائيل وفقا للتطورات الميدانية وضرورات المعركة".

وأكد المحلل أن "كل المؤشرات تدلّ على أن إسرائيل غير قادرة على فتح حرب كبرى في لبنان لعدة اعتبارات، أبرزها حذر المقاومة واستعدادها مع العدو، وهي ماضية قدما دون أي خشية من الحرب".

وأوضح عبدو أن "المقاومة إحدى أهم استراتيجياتها عبر التاريخ استنزاف العدو، وهو ما يحدث الآن، وفي أي حرب على لبنان، إذا أقدمت إسرائيل عليها، كما يتم استنزاف العدو في غزة".
وكشفت القناة 14 الإسرائيلية أن الجيش الإسرائيلي نفذ، اليوم السبت، محاولتي اغتيال في عمق لبنان وغزة في نفس الوقت، مشيرة إلى أنه ينتظر التأكد من النتيجة.
وكشف الجيش الإسرائيلي أنه اغتال أيمن هاشم الغطمة باستهداف سيارة في البقاع الغربي، شرقي لبنان، بينما اغتال القيادي في الجناح العسكري لحركة حماس في استهداف مجمع سكني في مخيم الشاطئ في غزة.
إيران: "حزب الله" قادر على الدفاع عن نفسه وعن لبنان ضد إسرائيل
وأضاف الجيش الإسرائيلي أنه اغتال الغطمة في غارة جوية في منطقة البقاع وأنه "عنصر إرهابي بارز والمسؤول في مجال إمداد الأسلحة لصالح حماس والجماعة الاسلامية في لبنان.. وفي الترويج لأنشطة إرهابية ضد الجبهة الداخلية الإسرائيلية"، وفقا لـ"سكاي نيوز".
وفي قطاع غزة، قالت إذاعة الجيش الإسرائيلي إنه تم اغتيال القيادي في الذراع العسكري لـ"حماس" رائد سعد، في هجوم إسرائيلي استهدف مربعا سكنيا في مخيم الشاطئ بمدينة غزة.
ويتواصل الاستهداف المتبادل جنوبي لبنان، بين "حزب الله" من جهة والجيش الإسرائيلي من جهة أخرى، منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية على غزة، في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول، حيث يتبادل الجانبين، القصف عبر الحدود بشكل شبه يومي.
وفي الآونة الأخيرة، كثّف "حزب الله" من وتيرة هجماته على مواقع إسرائيلية، استهدفها بعشرات الصواريخ والمسيرات، مؤكدا أن ذلك يأتي "دعما للشعب الفلسطيني الصامد في قطاع غزة، وإسنادا لمقاومته الباسلة"، بحسب قوله.
وتمثل الأعمال القتالية أسوأ صراع بين الجانبين، منذ حرب 2006، ما يؤجج المخاوف من خوض مواجهة أكبر.
مناقشة