إسرائيل تعلن قرب انتهاء الحرب على غزة... ما شكل المرحلة الثالثة التي تخطط لتنفيذها؟

أثارت التصريحات الإسرائيلية بشأن إمكانية انتهاء الحرب على قطاع غزة في شكلها الحالي خلال 10 أيام، تساؤلات بشأن ماهية المرحلة المقبلة في القطاع.
Sputnik
وقال مراقبون إن إسرائيل تريد إنهاء الحرب البرية المباشرة والتي تكبدها خسائر فادحة، فيما سوف تنتقل إلى المرحلة المقبلة التي تتركز حول ضربات جوية محدودة، كما يحدث في الشجاعية، وحتى إبرام صفقة لوقف الحرب بشكل نهائي.
وذكرت القناة 13 الإسرائيلية أن التقديرات تشير إلى أن الإعلان عن نهاية الحرب بصورتها الحالية سيتم خلال 10 أيام بعد ذلك سينتقل الجيش الإسرائيلي إلى المرحلة الثالثة من الحرب، وتبدأ المفاوضات من أجل التسوية على الحدود الشمالية مع لبنان.
نتنياهو: سنعلن خلال أيام نهاية عملية رفح
وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية، أمس الأحد، بأن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أجرى مباحثات مع قيادة الجيش حول الانتهاء من عملية رفح الفلسطينية والانتقال للمرحلة الثالثة من الحرب.
وقال نتنياهو، خلال الاجتماع، إن الجيش الإسرائيلي "سيعلن خلال أيام نهاية عملية رفح والتحول إلى الغارات المستهدفة والنشاط الجوي".

ضغط الشارع الإسرائيلي

قال محمد حسن كنعان، رئيس الحزب القومي العربي، وعضو الكنيست الإسرائيلي السابق، إن وسائل الإعلام العبرية تتحدث كثيرًا في هذا الموضوع، لأن الشارع الإسرائيلي أصبح منشغلا فقط في قضية الحرب بغزة والمختطفين، وكيفية تحريرهم من قبل المقاومة في قطاع غزة.
وبحسب حديثه لـ "سبوتنيك"، هذه القضية قد أثيرت في لقاء وزير الدفاع الإسرائيلي مع الإدارة الأمريكية، والتي تضغط على إسرائيل منذ فترة طويلة لإنهاء الحرب، وإبرام صفقة التبادل مع قيادة "حماس".
وزير الدفاع الإسرائيلي من رفح: سنواصل الحرب حتى تعجز حماس عن إعادة بناء قدراتها
وربما السياسيون يتحدثون بهذا الأمر، لكن عمليًا إسرائيل تقود حرب إبادة مدمرة، الهدف منها القضاء على الإنسان الفلسطيني وليس المقاومة في غزة، وهو الأمر الذي يقلق الدول العربية التي تدعم إسرائيل في هذا المجال، وهي كثيرة، وأصبحت هذه الدول عمليا في موقف حرج جدا أمام شعوبها وأمام الرأي العام، لذلك نسمع من قبل القادة الإسرائيليين هذا الكلام.
وأكد أن نتنياهو يتحدث بلغة أخرى لإرضاء اليمين الفاشي في حكومته، لكن استطلاعات الرأي لها تأثير على المسؤولين الإسرائيليين، لكن المؤسسة الأمنية الإسرائيلية هي من تعطي وزنا للقرار قبل اتخاذه سياسيا من قبل الحكومة الإسرائيلية، أجهزة الأمن العام والموساد لهم دور كبير في اتخاذ مثل هذا القرار.

تقليل المواجهة

من جانبه اعتبر الدكتور، أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية الفلسطيني، إنه لا توجد حتى اليوم أي تأكيدات أو معلومات حقيقية بأن إسرائيل ستنهي الحرب على قطاع غزة خلال الـ 10 أيام المقبلة.
وبحسب حديثه لـ "سبوتنيك"، خلال اجتماع نتنياهو، أمس، مع وزير الحرب ورئيس هيئة الأركان، ومسؤول الجيش في الجنوب، كان الحديث حول الانتقال للمرحلة التالية من الحرب، ووقف الحرب البرية الشاملة، وإعادة تنفيذ عمليات مركزية كما حدث في الشجاعية، وترتيبات اليوم للهجوم على خان يونس.
قناة إسرائيلية: الجيش يتجه للمواجهة مع "حزب الله" في الشمال بعد انتهاء عملية رفح
وأكد أن الخطة القادمة تقوم على تنفيذ عمليات مركزة داخل قطاع غزة، وهذا لا يعني وقف الحرب بشكل كامل، بل إعادة تمركز إسرائيل في مواقع مهمة، مثل محور صلاح الدين، ومنطقة نتساريم، ومنطقة الحدود بشكل عام، والشمال الغربي لقطاع غزة في السودانية.
ويرى أن إسرائيل تريد أن تتمركز في هذه المناطق، ثم تنفذ عمليات نوعية بين الفينة والأخرى، دون أن تدفع أثمانا كبيرة في هذا الأمر، وهو ما تخطط له بشكل أساسي، والمخاوف أن ينجح في هذه العملية في حين طالت الحرب.
وتابع: "اليوم الاحتلال يمارس ضغطا على المقاومة للوصول لأي اتفاق، وأقل تقدير أن يحصل على الأسرى، وهو يتحدث أن المقاومة تلقت منه ضربات قاسية، وهو ما لم يمكن نفيه، لكن حتى اللحظة إسرائيل هي الأخرى أمورها ليست جيدة، وتريد التخفيف من الاستهدافات المباشرة من المقاومة لجنودها، وتذهب للمرحلة التي يكون فيها الاحتكاك أقل، وتستخدم الطائرات والعمليات النوعية، كما يحدث في الضفة الغربية، دون البقاء بشكل كامل وطويل في هذه المنطقة".
وأعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، اليوم الاثنين، أن "إسرائيل تقترب من نهاية مرحلة القضاء على القدرات العسكرية لحركة حماس"، مؤكدًا أنها "ستواصل تدمير فلول حماس المسلحة".
روسيا تطالب إسرائيل بالتخلي عن العملية العسكرية في رفح
وقال نتنياهو، في كلمة له: "لقد عدت أمس من جولة في فرقة غزة، وشاهدت هناك إنجازات عظيمة جداً للقتال الذي يجري في رفح. إننا نتقدم نحو نهاية مرحلة القضاء على جيش حماس".
وأضاف: "سنواصل ضرب فلول حماس"، مشيرًا إلى أنه "سيتم تحقيق أهداف الحرب من إعادة المختطفين، والقضاء على القدرات العسكرية والحكومية لحماس، وضمان ألا تشكل غزة تهديدا، بل وأكثر من ذلك إعادة سكاننا في الجنوب وفي الشمال إلى منازلهم سالمين".
وتعاني جميع مناطق قطاع غزة أزمة كبيرة في المياه والغذاء، جراء تدمير الجيش الإسرائيلي للبنى التحتية وخطوط ومحطات تحلية المياه، فيما حذرت الأمم المتحدة من تداعيات أزمة الجوع التي يتخبط فيها سكان غزة مع استمرار الحرب بين حركة حماس وإسرائيل.
ومنذ اندلاع الحرب المدمرة على القطاع، في 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، أحكم الجيش الإسرائيلي حصاره على قطاع غزة، وقطع إمدادات الماء والغذاء والأدوية والكهرباء والوقود عن سكان القطاع البالغ عددهم نحو 2.3 مليون فلسطيني، الذين يعانون بالأساس أوضاعا متدهورة للغاية.
مناقشة