وتحدثت السيدة صاحبة الواقعة لوكالة "الأناضول"، وتدعى دولت الطناني، تفاصيل تلك الليلة حين هاجمها الكلب بوحشية بعدما رفضت النزوح قسرا من مخيم جباليا تحت تهديدات الجيش الإسرائيلي بخلاف بقية أفراد عائلتها.
وأوضحت الوكالة أن السيدة دولت (70 عاما) أصرت على البقاء داخل بيتها في المخيم، قائلة إنها ستعيش وتموت فيه، مؤكدة أنها لن تهاجر مجددا بعدما هجرت قسرا عام 1948 من الأراضي الفلسطينية التي احتلتها العصابات الإسرائيلية.
وتقول دولت الطناني إنها في ليلة 14 مايو/ أيار الماضي، ذهبت إلى فراشها كالمعتاد بعد أداء صلاة العشاء، إذ لم تكن تتوقع أن تقتحم القوات الإسرائيلية بيتها، وتطلق عليها كلبا شرسا لإجبارها على الخروج.
وتتذكر الطناني ما حدث عند اقتحام القوات الإسرائيلية منزلها وتعرضها للهجوم من الكلب، حيث تقول إنها "لم تر سوى الموت يلوح أمام عينيها، جراء شراسة الهجوم الذي شنه عليها الكلب الإسرائيلي، الذي كان يحمل على ظهره كاميرا ترصد ما يفعله".
وتابعت السيدة الغزية قائلة إن الكلب غرس أسنانه الحادة في ذراعها، حتى وصلت إلى عظامها، بينما ظل ينهش بلحمها ويجرها على الأرض، حتى نادت القوات الإسرائيلية على الكلب ليخرج، تاركا إياها تنزف دماء حتى الصباح، ولم تتمكن الحاجّة دولت، من الخروج من المنزل والتوجه إلى المستشفى إلا عند فجر اليوم التالي، بسبب القصف وإطلاق النار المستمر داخل المخيم.
وأوضحت السيدة أنها لا تزال تعاني من جروح بليغة جراء هجوم الكلب عليها، مشيرة إلى أنها بقيت تصرخ كي يسمعها أحد الجيران ليخلصوها من الكلب، لكن الجميع نزحوا من المخيم بالفعل، وتتابع: "الكلب سحب ذراعي وأكل اللحم منها وغرز أسنانه في العظام، حتى ناداه أحد الجنود باللغة العبرية ليخرج".
ونجت السيدة المسنّة بصعوبة عندما تمكنت من السير لمسافة طويلة حتى وصلت لأحد الشبان قرب مستشفى "اليمن السعيد" في جباليا، والذي بدوره ساعدها في الوصول إلى المستشفى لتلقي العلاج، معربة عن تمنياتها بأن "تنتهي الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، وأن يُسمح بدخول المساعدات إلى القطاع، وتعود الأمور إلى طبيعتها".
وأفادت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا"، مساء أمس الأحد، بمقتل وإصابة عدد من الفلسطينيين، في قصف إسرائيلي على حي الصبرة جنوب مدينة غزة.
وذكرت مصادر محلية أن قوات الجيش الإسرائيلي استهدفت مجموعة من الفلسطينيين في حي الصبرة، ما أدى لمقتل عدد منهم وإصابة آخرين، كما قصفت مدفعية الجيش الإسرائيلي حي الشابورة ومحيط دوار العودة وسط مدينة رفح، جنوب القطاع.