راديو

مصر تجدد رفض دخول قواتها إلى غزة وتؤكد أن ترتيب أوضاع القطاع شأن فلسطيني

قال مصدر مصري رفيع المستوى، الأحد، إن "مصر كثفت اتصالاتها خلال الساعات الأخيرة مع إسرائيل والفصائل الفلسطينية لمحاولة تجاوز العقبات التي تواجه اتفاق وقف إطلاق النار".
Sputnik
ونقلت وسائل إعلام مصرية عن المصدر، قوله إن "مصر تجدد رفضها دخول قواتها إلى غزة"، وترى أن "ترتيب الأوضاع داخل القطاع بعد العملية الإسرائيلية الجارية هو شأن فلسطيني"، مشيرًا إلى أن "القاهرة أبلغت جميع الأطراف سابقا أن وقف الحرب في قطاع غزة يجب أن يكون عبر اتفاق بوقف دائم لإطلاق النار، وتبادل المحتجزين والأسرى".
ونفى المصدر أنباء متداولة تفيد بموافقة مصر على نقل معبر رفح الحدودي مع قطاع غزة، كما نفى موافقة مصر على بناء معبر جديد بالقرب من كرم أبو سالم.

وفي حديثه لـ"سبوتنيك"، قال خبير العلاقات الدولية، د. أحمد عبد المجيد، إن "مصر كان لها منذ البداية موقف ثابت بشأن دخول المساعدات من رفح، الذي يختص بشأنه الفلسطينيين دون غيرهم، وأي تعامل في شأن المعبر كان يتم بين مصر والفلسطينيين فقط".

وأشار إلى أن "ما تم خلال هذه الحرب من اجتياح إسرائيل لمعبر رفح، وفرض السيطرة عليه، ومحاولة إجبار مصر على أن يصبح المعبر تحت سلطة إسرائيل يهدف إلى فرض السيطرة على القطاع وإنشاء غلاف حول غزة، زعما من إسرائيل بأن المعبر قد يحمل نوع من التهديد الذي روجت له وسائل الإعلام الإسرائيلية".
وأوضح الخبير أن "رفض مصر لهذه الإجراءات يستند إلى إصرار القاهرة على أن تظل القضية الفلسطينية في مسارها الطبيعي والدبلوماسي الذي بنيت عليه منذ البداية، وعلى الثوابت الفلسطينية التي تؤكد أن القضية تتعلق بسيادة الشعب الفلسطيني على أرضه ضمن حدود 4 يونيو 67، وهي الحدود المنصوص عليها في كافة الاتفاقات الدولية التي خاضتها فلسطين مع المجتمع الدولي سواء الأمم المتحدة أو المؤتمرات الدولية المتعددة".

وأكد أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الهاشمية، د. جمال الشلبي، أن "رفض مصر المشاركة في قوة عربية في غزة أمر متوقع في ضوء أن إسرائيل تحاول أن تمضي للأمام، وتترك كل ما فعلته في القطاع خلال التسعة أشهر الماضية في مسؤولية الدول العربية والإسلامية المستعدة أن تشارك بهذه القوة المقترحة، وقد أعلن الأردن أنه لن يتسطيع أن ينظف ما قامت به إسرائيل من أعمال سيئة في القطاع، وأعلنت القاهرة أيضا نفس الشيء، وهكذا يتم إفشال كامل الخطط الأمريكية والإسرائيلية الرامية لأن يذهبوا للمستقبل من خلال ترك كل القضايا العالقة بعهدة الدولة العربية، خاصة الدولتان الأكثر تأثرا بهذا الصراع مصر والأردن".

وأكد الشلبي أن "قرار مصر والأردن صائب، وجاء في وقته، وهو دليل على أن إسرائيل تفكر بطريقة غير منطقية، وغير عقلانية، ودليل أيضا على أن العالم العربي، خاصة الدول المتأثرة مثل مصر والأردن ينسقون دورهم بشكل واضح وصريح".
إعداد وتقديم: جيهان لطفي
مناقشة