خبير: روسيا والهند تعززان استقلالهما الاستراتيجي وسط تغيرات جيوسياسية عالمية

يسافر رئيس الوزراء الهندي، ناريندرا مودي، في أول زيارة خارجية له في بداية الولاية الثالثة "للتحالف الديمقراطي الوطني"، إلى موسكو، في الفترة من 8 إلى 9 يوليو/ تموز، لحضور القمة الهندية الروسية السنوية الثانية والعشرين مع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين.
Sputnik
وعلق الخبير، راج كومار شارما، زميل أبحاث أول في "NatStrat"، وهي مؤسسة بحثية مقرها نيودلهي حول قمة بوتين ومودي، قائلا: "روسيا والهند تعززان استقلالهما الاستراتيجي وسط تغيرات جيوسياسية عالمية".

وأشار الخبير إلى أنه وفي الوقت ذاته، كانت هناك العديد من الفرص لكي يلقتي الرئيسان حيث كان من الممكن أن يلتقيان في قمة مجموعة العشرين في الهند وقمة "بريكس" في جنوب أفريقيا، وكلاهما في عام 2023.

وأوضح الخبير أن رئيس الوزراء مودي بعد توليه منصبه، سوف يبدأ بروسيا الدولة التي تظل بالغة الأهمية لمشاركة الهند في أوراسيا، بصرف النظر عن العلاقة الاستراتيجية الثنائية الشاملة.
رسميا.. مودي رئيسا لوزراء الهند للمرة الثالثة على التوالي
ولفت الخبير إلى أنه من الممكن أن يجتمع الرئيسان أيضًا، في وقت لاحق، من هذا العام عندما تستضيف روسيا قمة "بريكس" في أكتوبر/تشرين الأول 2024، ومع ذلك، قرروا عدم الانتظار وبدلاً من ذلك قرروا عقد القمة السنوية فور إعادة انتخاب رئيس الوزراء مودي.
وبين الخبير أن الولاية الثالثة لرئيس الوزراء مودي بدأت في بيئة جيوسياسية غامضة بشكل متزايد، فقد اندلعت الصراعات المجمدة مثل الصراع بين روسيا وأوكرانيا، والصراع بين إسرائيل وحماس من جديد، ولا تلوح لها نهاية في الأفق في المستقبل القريب.
وأشار الخبير إلى أن علاقات الهند مع الولايات المتحدة مستقرة، إلا أنه في الآونة الأخيرة ظهرت بعض التعقيدات.
مجلس الوزراء الروسي يوافق على مشروع اتفاق حول إجراءات تبادل تشكيلات عسكرية مع الهند
وأما العلاقات الهندية الصينية، فالتوترات الحدودية مستمرة منذ عام 2020، وتؤدي الانتخابات المقبلة في الدول الغربية الكبرى مثل الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا إلى تفاقم حالة عدم اليقين العالمية هذه.
وفي هذا السيناريو الجيوسياسي، اختار رئيس الوزراء مودي زيارة روسيا، مسلطًا الضوء على مرونة العلاقات الهندية الروسية التي كانت "ثابتة" وسط العديد من التغيرات الجيوسياسية لأكثر من سبعة عقود.
وأضاف الخبير أنه وفي أواخر يونيو/ حزيران 2024، أرسلت روسيا قطارين محملين بالفحم إلى الهند عبر ممر النقل الدولي بين "الشمال - الجنوب" (INSTC)، وهذا الطريق أقصر وأرخص من طريق قناة السويس، ومن خلاله يمكن للهند دخول السوق الروسية.
العملية العسكرية الروسية الخاصة
خبير هندي يكشف سبب رفض بلاده ودول أخرى التوقيع على بيان "مؤتمر سويسرا" الختامي
وفي جنوب آسيا، سيقوم مشروع مشترك بين الهند وروسيا بتشغيل مطار "ماتالا" الذي بنته الصين في سريلانكا، وباعتبارهما جارتين، فإن الهند وروسيا لا تشكلان تهديداً لبعضهما بعضا، حيث تحافظان على التفاعل المتبادل.
وأوضح الخبير أنه ومن المرجح أيضًا أن يوقع البلدان على اتفاقية التبادل المتبادل للخدمات اللوجستية (RELOS) التي طال انتظارها، والتي من شأنها أن تزيد من تعميق التعاون البحري وتشمل حدودًا جديدة مثل القطب الشمالي، ولدى الهند اتفاقيات لوجستية عسكرية مع شركائها الرباعيين مثل الولايات المتحدة واليابان وأستراليا، إلى جانب شركاء استراتيجيين آخرين مثل فرنسا وسنغافورة وكوريا الجنوبية.
وزيرا خارجية روسيا والهند يناقشان مكافحة الإرهاب
وتضمن الهند "التكافؤ السياسي" في العلاقات مع دول الرباعية وروسيا من خلال إنشاء آلية حوار "2 + 2" مع الجانبين.
وبحسب الخير سيناقش الرئيسان أيضًا التعاون الهندي الروسي في الشرق الأقصى الروسي، وهي المنطقة التي تعد محور التركيز الحصري لسياسة الهند في الشرق الأقصى التي أعلنها رئيس الوزراء مودي في عام 2019، ومن المتوقع حدوث المزيد من التطوير فيما يتعلق بالتنقل والهجرة بين الهند وروسيا، حيث يمكن للقوى العاملة الهندية أن تساعد في تطوير هذه المنطقة التي تعاني من نقص ديموغرافي.
مناقشة