أكاديمي مغربي يوضح أسباب تأخر فتح الجمارك التجارية مع "سبتة ومليلية"

الحاجز الفاصل بين المدينة المغربية الفنيدق والمدينة المغربية المحتلة (من قبل إسبانيا) سبتة
عاد ملف الحدود الجمركية بين المغرب ومعبري "سبتة ومليلية" للواجهة مرة أخرى، إثر مطالب بفتحها، بعد إغلاق متواصل منذ عام 2018.
Sputnik
وجددت الحكومة المحلية لمليلة، مطالبها بفتح الجمارك التجارية، التي أغلقها المغرب في أغسطس/ آب 2018.
ودعا وزير السياسة الإقليمية والذاكرة الديمقراطية الإسباني، إلى فتح الجمارك مع المغرب، خلال زيارة للوزير منذ يومين لسبتة ومليلية، وفق تقارير صحفية غربية.
وجاءت تصريحات الوزير الإسباني، ردا على شكوى تقدّمت بها الحكومة المحلية لمليلية، بشأن تأخر فتح الجمارك التجارية، التي أغلقها المغرب في أغسطس 2018.
وذكر تقرير برلماني (مغربي) في عام 2019، أن هناك نحو 3 آلاف و500 امرأة تمتهن التهريب المعيشي بمعبر سبتة، فضلا عن نحو 200 طفل قاصر، ما يكبّد المغرب خسائر تصل إلى 700 مليون دولار سنويا، بسبب عمليات التهريب عبر سبتة ومليلية.
الناتو يتخذ استراتيجية دفاعية جديدة تخضع سبتة ومليلية لحمايته
وحول تفاصيل الأزمة، قال الأكاديمي والخبير الاقتصادي، أوهادي سعيد، إنه "منذ قرار المغرب إغلاق الجمارك بمعبري "سبتة ومليلية" المحتلتين من جانب واحد في أغسطس 2018، والحكومتين المحليتين بالإضافة إلى المعارضة الإسبانية يضغطون على حكومة مدريد، من أجل الضغط على المملكة المغربية لفتح الجمارك".
وأضاف في تصريحات لـ"سبوتنيك" أن "الأمر انفرج نسبيا في عام 2022، بعد لقاء العاهل المغربي، الملك محمد السادس، ورئيس الحكومة الإسبانية، إذ اتفق الطرفان على تيسير التنقل في الحدود، إلا أن الوضع بات مقلقا من الجانب الإسباني بالنظر إلى التكلفة الاقتصادية المهمة، والآثار الاجتماعية على تجار وسكان المدينتين السليبتين".
ولفت سعيد إلى أن "الإشكالية ليست بالأساس اقتصادية واجتماعية، وإنما سياسية، بحكم أن المغرب ظل دائما يطالب بتحرير الأراضي المستعمرة".
وتابع موضحا: "لقد انخفضت الحركة التجارية بالمدينتين منذ إغلاق الجمارك، كما أن الإيرادات متدنية منذ فتح ميناء طنجة المتوسطي، وتوسيع و تحديث ميناء الناظور، إضافة إلى ذلك إنشاء منطقة حرة بالمنطقة الحدودية قرب سبتة".
ويرى أن "الأهمية القصوى في الجانب الجيوسياسي، إذ يعول الإسبان على العلاقات الممتازة بين المملكتين، لعدم إثارة مواضيع حساسة في وقت عرفت المبادلات التجارية بين البلدين تقدما، كما أن الاستثمارات الإسبانية بالمغرب غير مسبوقة في ظل الدينامية الاقتصادية المعروفة".
وبشأن احتمالية فتح الجمارك مرة أخرى، أوضح أوهادي سعيد أنها "قد تظل مغلقة، باعتبار أن المغرب لن يتنازل عن قراره بحكم أن السياق العام في صالحه، وذلك لأن المشاريع البنيوية في الحدود مهمة للغاية".
سانشيز يدعم مبادرة الحكم الذاتي في الصحراء وفقا لاحترام السيادة الإسبانية على سبتة ومليلية
و"ينتظر المسؤولون المغاربة إنهاء هذه المشاريع وانطلاقة فعلية لتنزيلها بالشكل المناسب ليبقى فتح الجمارك بدون جدوى إذ لن يعود نفس الدور لهذه الحدود كما السابق"، وفق سعيد.
وفي 22 نيسان/ أبريل 2022، نص الإعلان المشترك الصادر في ختام المباحثات، التي جمعت الملك محمد السادس ورئيس الحكومة الإسبانية، بيدرو سانشيز، على العمل بشأن "الاستئناف الكامل للحركة العادية للأفراد والبضائع بشكل منظم، بما فيها الترتيبات المناسبة للمراقبة الجمركية وللأشخاص على المستويين البري والبحري".
ويعتبر المغرب مدينتي سبتة ومليلية جزءا لا يتجزأ من التراب المغربي، غير أن مدريد لا تزال ترفض الدخول في أي مفاوضات مع الرباط بشأن المدينتين الواقعتين شمالي المملكة، والتي تسعى لدخول البضائع عبر ميناء طنجة لتخضع للجمارك والحد من الخسائر التي تتكبدها سنويا.
مناقشة