لقاء وفدي "حماس" و"حزب الله".. هل ثمة تنسيق لوقف الحرب مع إسرائيل؟

مع الحديث عن قرب التوصل لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، التقى وفد من حركة "حماس" الفلسطينية بالأمين العام لـ"حزب الله" اللبناني حسن نصر الله، من أجل التنسيق للمرحلة المقبلة.
Sputnik
وربط البعض بين اللقاء وإمكانية التهدئة على الجبهتين أو التصعيد، فيما قال مراقبون إنها مجرد عملية تنسيقية مطلوبة من أجل بحث موضوع الهدنة وإمكانية وقف إطلاق النار التي يبحثها الآن الوسطاء.
استعرض الأمين العام لـ"حزب الله" حسن نصر الله مع وفد قيادي من حركة حماس آخر التطورات الأمنية والسياسية في فلسطين عموماً وغزة خصوصاً وأوضاع الجبهات في لبنان واليمن والعراق.
وأكد الطرفان "مواصلة التنسيق الميداني والسياسي وعلى كل صعيد بما يحقق الأهداف المنشودة".

ترتيبات للهدنة

من جانبه اعتبر الدكتور أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية والخبير الفلسطيني، أن العلاقة بين حركة حماس و"حزب الله" لم تنقطع بشكل أساسي خلال فترة هذه الحرب وقبلها، وكان هناك تعاون بشكل كبير في العديد من الملفات.
وبحسب حديثه لـ "سبوتنيك"، فإن التشاور في موضوع الهدنة أمر مهم جدًا، خاصة أنها قد تكون متزامنة، حيث إذا تم الاتفاق على هدنة في قطاع غزة، ستشمل أيضا ما يحدث في جنوب لبنان، كما حدث في هدنة نوفمبر/ تشرين الثاني، التي أوقفت الحرب لمدة 7 أيام في الجبهتين.
إعلام: "حزب الله" رحب بموافقة حماس على مقترح الصفقة مع إسرائيل
وأكد أن الأمور تلقي بظلالها على بعضها بعضا، وبالتالي فإن التشاور في هذا الموضوع يأتي في سياق توحيد الجهود والمواقف، واللقاء يأتي بناء على تأكيد بأن وقف إطلاق النار في غزة، فقد يتم وقف إطلاق النار بين "حزب الله" وإسرائيل، دون اتفاق بينهما.
ويرى أن علاقة "حزب الله" مع إسرائيل تحتاج إلى ترتيبات أمنية، وهي بحاجة إلى جهود دولية وأن يقبل "حزب الله" بالعرض الذي ستعرضه إسرائيل، أو أن تقبل إسرائيل بالعرض الذي يطرحه "حزب الله" أو حتى التوصل إلى حل وسط.
وأكد الرقب على أن كل هذه الأمور مرتبطة ببعضها، والملف الفلسطيني سيكون مرتبطا بالملف اللبناني في أي تسويات سياسية قادمة.

تنسيق قائم

في السياق، اعتبر أسامة وهبي، الناشط المدني اللبناني، أن "حزب الله" عندما بدأ حربه ضد إسرائيل أعلن أنها حرب مشاغلة وإسناد للمقاومة في قطاع غزة، وربط وقف إطلاق النار بالجنوب بوقفه في غزة، وهناك تنسيق على أعلى مستويات بين قيادات "حزب الله" وحماس فيما يخص الحرب، وتطوراتها في كلا الجبهتين.
وبحسب حديثه لـ "سبوتنيك"، عندما وصلت حماس إلى الموافقة على مبادرة الرئيس الأمريكي جو بايدن، جاء وفد من حماس لبيروت والتقى بحسن نصرالله ووضعه في أجواء هذه الموافقة، والمفاوضات وأين وصلت.
وتابع: "عندما تكون الحرب في لبنان مرتبطة في غزة، وهناك إسناد ومشاغلة، أصبح لازما على حماس من باب الاعتراف ورد الجميل، والتنسيق المستمر أن تضع قيادات حزب الله في أجواء المفاوضات".
صحيفة: عميل إسرائيلي بقبضة "حزب الله" والهدف مسؤول في "حماس"
وأكد أن حماس بصدد الموافقة على المبادرة، وأخذت رأي "حزب الله" في الموضوع، كما رد الحزب أن ما ترتضيه حماس والمقاومة في غزة يرتضيه "حزب الله" في لبنان، وبالتالي عندما يقف إطلاق النار في غزة يقف في الجنوب، إلا إذا أرادت إسرائيل أن تبقى الجبهة مع الجنوب مفتوحة، وهذا مستبعد لأن إسرائيل بحاجة إلى الاستراحة بعد هذه الحرب الطويلة التي أدت إلى استنزاف الجيش الإسرائيلي وإنهاكه وأزمات داخلية سياسية وأمنية وعلى كل الأصعدة.
ويرى أنه إذا تم التوصل لاتفاقية أو تسوية أو هدنة في قطاع غزة سينعكس ذلك على لبنان، لأن ليس هناك نية لدى الطرفين في الذهاب إلى حرب شاملة، وبالتالي التنسيق موجود وهناك تبادل معلومات ورسائل وتبادل آراء حول المفاوضات التي تجري مع "حزب الله" في لبنان، وحماس والمقاومة في غزة.
وصرح مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أمس الجمعة، بأن هناك فجوات بين أطراف التفاوض بشأن وقف إطلاق النار في غزة وإطلاق الرهائن، لافتا إلى استئناف المفاوضات، الأسبوع المقبل.
وأشار مكتب نتنياهو إلى أن رئيس جهاز المخابرات (الموساد) عاد من الدوحة بعد اجتماع مبدئي مع وسطاء، يحاولون التوصل إلى اتفاق.
وقالت وسائل إعلام غربية إن "وفدا إسرائيليا برئاسة ديفيد برنيع، رئيس الموساد غادر الدوحة إلى إسرائيل إثر اجتماعات مع الوسطاء القطريين حول رد حماس بشأن وقف إطلاق النار في غزة".
وقرر نتنياهو، الخميس، إرسال وفدا للتفاوض حول الإفراج عن الرهائن في غزة، غداة إعلان حماس "تبادل أفكار" جديدة لإنهاء الحرب، الأمر الذي رحب به الرئيس الأمريكي جو بايدن.
الأمين العام لـ"حزب الله" يلتقي بوفد من حركة حماس
وترى واشنطن أن التوصل إلى اتفاق يؤدي إلى الإفراج عن الرهائن وإلى وقف لإطلاق النار في القطاع الذي دمرته الحرب، من شأنه أن يؤدي أيضا الى تهدئة على الحدود مع لبنان حيث لا يزال الوضع متوترا بشدة.
ولا تزال العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة مستمرة، منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، حينما أعلنت حركة حماس، التي تسيطر على القطاع، بدء عملية "طوفان الأقصى"، وأطلقت آلاف الصواريخ من غزة على إسرائيل، واقتحمت قواتها بلدات إسرائيلية متاخمة للقطاع، ما تسبب بمقتل نحو 1200 إسرائيلي غالبيتهم من المستوطنين، علاوة على أسر نحو 250 آخرين.
وردت إسرائيل بإعلان الحرب رسميًا على قطاع غزة، بدأتها بقصف مدمر ثم عمليات عسكرية برية داخل القطاع.
وأسفر الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة، حتى الآن، عن سقوط نحو 38 ألف قتيل و أكثر من 87 ألف جريح، غالبيتهم من الأطفال والنساء، فيما لا يزال أكثر من 10 آلاف في عداد المفقودين.
مناقشة