وأوضح الدكتور شكر، في حديث لـ"إذاعة سبوتنيك"، أنّ "المواطنين الفرنسيين اليوم أمام مشكلة كبيرة، من ناحية صعوبة الانسجام في تركيبة الحكومة المقبلة".
وإذ شدّد على أنّ "نسبة الأصوات جاءت ثلاثية الأبعاد"، أكّد أنّ "الفرنسيين أمام خيارين، إما الذهاب مع فريق حكومي ضد آخر لتشكيل ائتلاف، أو صعوبة تشكيل الحكومة وبالتالي حصول فوضى سياسية عارمة في بلادهم".
واعتبر أنّ "الداخل الفرنسي لا يمكنه إنكار حقيقة أن ثمة فريقا ثالثا وازنا في البرلمان قادر على الضغط على الشارع والمؤسسات الدستورية".
ونوّه بأنّ "توافق اليسار واليمين في فرنسا أمر صعب، إذ إنّ لكل طرف توجهات ونقاط خلافية جذرية في ما يتعلق بإدارة البلاد وإيجاد حل للأزمة الاقتصادية الخانقة وغيرها من القضايا".
وأضاف: "المرحلة في فرنسا الآن ستقتصر على التحضير لتشكيل ائتلاف حكومي، والمنافسة ستحتدم بين ماكرون وتحالف اليسار، لأن الائتلاف سيساعد على تشكيل حكومة وبالتالي إدارة الجمهورية الفرنسية".
وفي ما يتعلق بموقف الرئيس الفرنسي المقبل، قال الدكتور الشكر: "نحن أمام مرحلة جديدة لكون نظام الحكم في فرنسا رئاسيا، لذا تحتاج السلطات إلى أن يكون الرئيس قويا ذات قاعدة برلمانية واسعة ويتمتع بحاضنة شعبية تمكنه من إدارة البلاد وتساهم في تقوية مركزه السياسي".
وأضاف: "بعد صدور نتائج الانتخابات ستكون مسألة التحالفات هي الضاغطة على قرار الرئيس المقبل، وقراره لن يكون وسيقرر عنه رئيس كل حزب مشارك في السلطة".
وشدّد على أنّ "موقف الرئيس الفرنسي المقبل سيكون ضعيفا"، وأنه "لن يكون قادرا على اتخاذ القرارات الحاسمة، مما سيؤدي إلى نشوء خلافات كبيرة بين اليمين واليسار في السلطة لناحية الملفات الشائكة (المهاجرون – الحرب في أوكرانيا – الاقتصادان الفرنسي والأوروبي)".
وذكر الدكتور شكر أنّ "دعوة ماكرون لانتخابات مبكرة كانت بمثابة خطوة ناقصة، فهو اعتقد أنه سيمضي قدما بإعادة لملمة الداخل الفرنسي وزيادة نسبة التصويت في الانتخابات التشريعية، إلا أن النتيجة جاءت معاكسة تماما ومخالفة لجميع التوقعات".
وأشار إلى أنّ "الفرنسيين غضبوا من السياسة الخارجية لحكومتهم الحالية، التي سعت للحفاظ على نفوذها في إفريقيا وآسيا، بدون إعطاء الداخل الفرنسي الأولوية".
وأضاف: "الشعب الفرنسي شعر بالإحباط جراء فشل ماكرون في إدارة الأزمات وتحقيق مطالبه، وهذا اتضح من خلال الإضرابات التي عمت فرنسا والمواجهات التي اندلعت في مختلف أرجاء الجمهورية خلال ولاياته".
وبيّن الدكتور شكر أنّ "التوجهات الخارجية المتناقضة ستحكم المشهد الفرنسي مستقبلا، إذ إنّ لكل طرف سياسي داخلي توجهات متعصبة أعلن عنها بصريح العبارة".
وقال: "اليوم الفرصة متاحة للأطراف السياسية الفرنسية لتطبيق سياسات مرضية واتباع توجهات منطقية على مستوى السياسة الخارجية".
وفي وقت متأخر من ليل أمس الأحد، تصدر تحالف يساري نتائج الانتخابات التشريعية الفرنسية، حيث أحبط التصويت في الجولة الثانية تقدم اليمين المتطرف بقيادة مارين لوبان، ومنح معسكر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، فرصة للعودة من جديد.