لماذا زار رئيس الحكومة الإثيوبية السودان في هذا التوقيت؟

جاءت الزيارة الأولى لرئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد إلى العاصمة السودانية المؤقتة بورتسودان منذ اندلاع الحرب ولقاء قائد الجيش عبد الفتاح البرهان لتطرح الكثير من علامات الاستفهام حول توقيتها وأهدافها.
Sputnik
فما هي دلالات تلك الزيارة بعد أشهر طويلة من الحرب استقبلت خلاله أديس أبابا حميدتي وعدد من القادة المناهضين للجيش.. ولماذا جاءت الزيارة بعد ساعات من مؤتمر القوى السياسية السودانية في القاهرة؟
بداية، يقول ياسين أحمد، رئيس المعهد الإثيوبي للدبلوماسية الشعبية: "تأتي زيارة رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد إلى السودان ولقائه برئيس المجلس السيادي السوداني عبدالفتاح البرهان في إطار سعي إثيوبيا إلى إنهاء الحرب في السودان، خاصة بعد تصريحات أبي أحمد في البرلمان الإثيوبي الأسبوع الماضي والتي أكد خلالهاعلى دور إثيوبيا في الوساطة بين أطراف النزاع في السودان".
تهديد خطير
وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك": "هناك دلالات لتلك الزيارة تتمثل في أهمية استقرار السودان لإثيوبيا داخليًا وإقليميا ودوليا، أما داخليا فعدم إنهاء الحرب يشكل تهديد خطير على إثيوبيا التي لا تزال تشهد تحديات أمنية مع الجماعات المسلحة رغم التقدم الكبير في اتفاقية بريتوريا للسلام".
رئيس وزراء إثيوبيا يصل إلى السودان في زيارة رسمية
وتابع رئيس المعهد الإثيوبي: "أما على المستوى الإقليمي فالسلام في السودان مطلب ضروري واستراتيجي لإثيوبيا التي تسعى إلى إيجاد منفذ بحري على البحر الأحمر، حيث يعتبر ميناء بورتسودان أحدى الموانئ التي يمكن الاستفادة منها، على أساس اتفاق بين السودان وإثيوبيا يسهم في تعزيز المصالح المشتركة الإقليمية سواء كانت سياسية أم اقتصادية وأمنية في مقابل تزويد إثيوبيا للسودان بالكهرباء بأثمان رخيصة".
دور محوري
وأكد أحمد أن إثيوبيا كدولة محورية في إفريقيا و كمقر دائم للاتحاد الإفريقي، لديها بعض الأوراق القوية التي قد تعطيها ميزة في أن تلعب دورًا كبيرا في إنهاء الحرب في السودان.
وأشار أحمد إلى أنه على المستوى الدولي هناك مصالح لبعض القوى الدولية التى تتنافس على التموضع على القرن الأفريقي والبحر الأحمر، وخاصة بعد دخول روسيا على الخط في إحلال السلام في السودان وتوقيع مذكرة التفاهم حول التعاون الأمني بين السودان وروسيا، بحصول روسيا قائدة عسكرية في ميناء بورتسودان.
البرهان يجيب عن "مصدر الأسلحة وأصدقاء السودان الحقيقيين خلال الحرب"
ولفت أحمد إلى أن "إثيوبيا لديها علاقات استراتيجية مع روسيا بعد انضمام إثيوبيا إلى مجموعة البريكس، كما لديها علاقات استراتيجية مع الغرب وخاصة أمريكا والاتحاد الأوروبي".
تحول غريب
في المقابل، يقول الدكتور ربيع عبد العاطي، المستشار السابق للحكومة السودانية: "إن هذه الزيارة لا تنسجم مع الموقف الإثيوبي الذي يتماهى مع التمرد، وموقفها من قضية حظر الطيران".
وأضاف عبد العاطي في حديثه لـ"سبوتنيك": "كما أن هذه الزيارة لا تُفسر إلا بنظرية أن السياسة لعبة غير سوية، وهو أمر لا يغيب عن فطنة الرأي العام السوداني، وتلك الزيارة في اعتقادي لن تغير من موقف الشعب السوداني".
وأشار عبد العاطي إلى أن "المواقف السابقة خلال الحرب ومنها زيارة حميدتي لأديس أبابا واستقباله هناك، الأمر الذي أوجد غضاضة لدى الشارع السوداني".
السودان يطالب إثيوبيا بمعاملة رعاياه لديها بالمثل
وحول توقيت الزيارة بعد انتهاء مؤتمر القوى السياسية في القاهرة مباشرة، يقول عبد العاطي: "مؤتمر القاهرة نفسه لا يمثل الرأي العام السوداني ويبدو في الأفق أن أبي أحمد يحاول نفخ الروح في جثة ميتة، كان الذين شهدوا مراسمها أناس لا علاقة لهم بالمجتمع السوداني".
ووصل رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، اليوم الثلاثاء، إلى السودان في زيارة رسمية، حيث كان في استقباله رئيس مجلس السيادة القائد العام للجيش السوداني عبد الفتاح البرهان.
وذكرت وكالة الأنباء السودانية أن آبي أحمد سيجري خلال الزيارة مباحثات مع البرهان.
وأضافت أن البرهان وعدداً من المسؤولين في الدولة استقبلوا آبي أحمد في مطار بورتسودان.
ووفقا للوكالة السودانية، هذه هي الزيارة الأولى لرئيس الوزراء الإثيوبي إلى السودان، منذ اندلاع الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع.
واندلعت الحرب في السودان، في 15 أبريل/ نيسان 2023، بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي).
وكانت قوات الدعم السريع، قد اتهمت في وقت سابق، الجيش السوداني، بالاستعانة بمقاتلين من "جبهة تحرير تيغراي" في إثيوبيا، خلال الصراع الدائر بين الطرفين في البلاد.
وقالت "الدعم السريع"، إنه "توفرت لديهم معلومات موثقة" عن وجود قوات من "جبهة تحرير تيغراي" تقاتل إلى جانب قوات الجيش السوداني، بحسب قولها.
مناقشة